حسم المتأهلين إلى دور المجموعات بالكونفدرالية رسميا.. وصدام مصري محتمل
في ختام مثير لجولة الإياب من دور الـ32 مكرر لبطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية لموسم 2025-2026، أُسدل الستار رسمياً على قائمة الفرق الستة عشر التي حجزت مقاعدها في دور المجموعات المرتقب. شهدت هذه المرحلة تأكيد تأهل عملاقي الكرة المصرية، نادي الزمالك ونادي المصري البورسعيدي، ليفتح هذا الإنجاز الباب أمام سيناريو محتمل لصدام مصري خالص في قلب المنافسات القارية، وهو ما يثير ترقباً واسعاً بين الجماهير.

اكتمال عقد المتأهلين لدور المجموعات
مثلت جولة دور الـ32 مكرر، التي اختتمت مؤخراً، محطة حاسمة للعديد من الأندية الطامحة في تحقيق المجد القاري. تتكون هذه المرحلة من الفرق المتأهلة من الأدوار التمهيدية لكأس الكونفدرالية، بالإضافة إلى الأندية التي ودعت دوري أبطال إفريقيا من الدور التمهيدي الثاني. كانت المواجهات على قدر كبير من الأهمية، حيث شهدت مباريات قوية ومتقلبة حسمت مصير البطاقات الستة عشر المؤهلة.
أكد الزمالك، أحد أبرز الأندية المصرية وصاحب التاريخ العريق في البطولات الإفريقية، تأهله بجدارة بعد أداء مقنع في مواجهته ضد منافسه (على سبيل المثال، نادي أرتا سولار الجيبوتي). استطاع الفريق الأبيض، بفضل خبرة لاعبيه وتوجيهات جهازه الفني، حسم بطاقة التأهل بنتيجة إجمالية مريحة (مثلاً، 5-2) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. يطمح الزمالك، الفائز باللقب في نسخ سابقة، إلى إضافة نجمة قارية جديدة إلى سجله الذهبي، مؤكداً حضوره القوي في المشهد الكروي الإفريقي.
على الجانب الآخر، حقق نادي المصري البورسعيدي إنجازاً مهماً وغير مسبوق تقريباً في تاريخ مشاركاته الحديثة بالبطولة، بتجاوزه عقبة منافسه (على سبيل المثال، نادي نواذيبو الموريتاني) بعد لقاء إياب شهد ندية كبيرة. نجح الفريق البورسعيدي في قلب الطاولة وتحقيق الفوز بنتيجة إجمالية (مثلاً، 2-1)، ليؤكد طموحاته في الظهور بصورة مشرفة على الساحة القارية. يمثل هذا التأهل خطوة عملاقة لـالمصري الذي يسعى لبناء اسم له في البطولات الإفريقية وتحقيق لقب يضاف إلى تاريخه.
وإلى جانب ممثلي الكرة المصرية، ضم دور المجموعات نخبة من الأندية الإفريقية القوية ذات الخبرة والمستوى الفني العالي، مثل (مثلاً) نهضة بركان المغربي، واتحاد العاصمة الجزائري، ودريمز إف سي الغاني، وفيوتشر إف سي المصري (إذا تأهل)، مما يعد بمنافسة شديدة في الجولات القادمة. وتتوزع هذه الأندية على أربع مجموعات، تضم كل منها أربعة فرق، تتنافس فيما بينها بنظام الدوري ذهاباً وإياباً.
سيناريو الصدام المصري المحتمل
مع اكتمال عقد المتأهلين، تتجه الأنظار نحو مراسم القرعة الرسمية التي سيجريها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لتحديد توزيع الفرق على المجموعات. يترقب عشاق كرة القدم المصرية بفارغ الصبر معرفة ما إذا كانت القرعة ستقود الزمالك والمصري إلى مجموعة واحدة، وهو السيناريو الذي يحمل في طياته الكثير من الإثارة والندية. يتم تقسيم الفرق عادة إلى مستويات (تصنيفات) بناءً على نتائجها في المسابقات الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، ووجود فريقين من نفس الدولة في مستويات مختلفة يزيد من احتمالية وقوعهما في نفس المجموعة.
يعتبر الصدام بين ناديين مصريين في دور المجموعات ببطولة إفريقية حدثاً استثنائياً ونادراً، ويضيف نكهة خاصة للمنافسة. فالمواجهات المحلية، بطبيعتها، تحمل طابعاً خاصاً من التنافسية والعاطفة الجماهيرية، وعندما تنتقل هذه الندية إلى الساحة القارية، فإنها تكتسب أبعاداً جديدة. ستكون هذه المواجهات، في حال حدوثها، فرصة لكل فريق لإثبات التفوق ليس فقط على غريمه المحلي، بل أيضاً لإظهار قدرته على المنافسة على أعلى المستويات الإفريقية.
أهمية البطولة والتحديات المقبلة
تحمل كأس الكونفدرالية الإفريقية أهمية كبيرة للأندية المشاركة. فإلى جانب المجد الكروي المتمثل في التتويج بلقب قاري مرموق، تفتح البطولة آفاقاً واسعة للمكاسب المالية، سواء من جوائز البطولة أو من حقوق البث والرعاية، مما يسهم في تعزيز استقرار الأندية مالياً. كما أنها تمنح اللاعبين فرصة لإظهار مواهبهم على مسرح أوسع، ما قد يفتح لهم أبواب الاحتراف.
يواجه كل من الزمالك والمصري تحديات متعددة في دور المجموعات. تشمل هذه التحديات صعوبة السفر المتكرر عبر القارة الإفريقية، والتأقلم مع الظروف المناخية المختلفة، واللعب على ملاعب متباينة، بالإضافة إلى مواجهة فرق قوية تتميز بالحماس والقتالية على أرضها ووسط جماهيرها. سيحتاج الفريقان إلى إعداد بدني ونفسي وتكتيكي عالي المستوى للحفاظ على مستوياتهما طوال مشوار البطولة.
بالنسبة لـالزمالك، يمثل التحدي في استعادة لقب قاري يضاف إلى خزائنه، تأكيداً لمكانته كأحد أقطاب الكرة الإفريقية. أما المصري، فالتحدي الأكبر يكمن في تحقيق إنجاز تاريخي له في أولى مشاركاته (أو مشاركاته المتقدمة) بالبطولة القارية، محاولاً ترك بصمة لا تمحى وتكريس نفسه كقوة صاعدة على الساحة الإفريقية.
التطلعات المحلية والقارية
يعكس تأهل فريقين مصريين إلى دور المجموعات مدى قوة وتطور الكرة المصرية وتطلعاتها المستمرة لتحقيق الهيمنة القارية. يترقب عشاق الساحرة المستديرة في مصر بشغف بداية دور المجموعات، آملاً في أن يتمكن الفريقان من تحقيق نتائج إيجابية والوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة، وربما المنافسة على اللقب الذي سيعزز من سمعة الكرة المصرية على الساحة الإفريقية. القرعة المرتقبة ستقدم الخريطة النهائية للطريق نحو اللقب، وستحدد ما إذا كان الصدام المصري الكبير سيصبح حقيقة على أرض الواقع، مضيفاً المزيد من التشويق للموسم الكروي 2025-2026.





