تأهل ثلاثة منتخبات عربية إلى دور الـ32 في كأس العالم للناشئين 2025
مع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس العالم للناشئين تحت 17 عامًا لعام 2025، تتجه الأنظار نحو التصفيات القارية التي ستحدد هوية المنتخبات المشاركة في النسخة الأولى من البطولة بنظامها الجديد. ورغم أن التصفيات لا تزال جارية في مختلف القارات، إلا أن المؤشرات الأولية تبشر بحضور عربي مميز، يتقدمه منتخب قطر الذي ضمن مقعده بصفته البلد المضيف، إلى جانب فرص قوية لمنتخبات أخرى من آسيا وأفريقيا.

خلفية عن البطولة والتغييرات الجذرية
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن حزمة من التغييرات التاريخية لبطولة كأس العالم تحت 17 عامًا بدءًا من نسخة 2025، والتي منحت دولة قطر شرف استضافتها لخمس نسخ متتالية حتى عام 2029. ولعل أبرز هذه التغييرات هو تحويل البطولة من حدث يقام كل عامين إلى بطولة سنوية، بالإضافة إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 24 إلى 48 منتخبًا.
هذا التوسع الكبير يفتح الباب أمام مشاركة أوسع من مختلف الاتحادات القارية، مما يعزز من فرص الدول التي لم تكن تشارك بانتظام في السابق. وسيتم توزيع المنتخبات الـ48 على 12 مجموعة، تضم كل منها أربعة منتخبات. يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل ثمانية منتخبات تحتل المركز الثالث، إلى دور الـ32 الذي يمثل بداية مراحل خروج المغلوب.
مسار التأهل للمنتخبات العربية
يضمن منتخب قطر للناشئين مشاركته في البطولة تلقائيًا، ليكون أول المتأهلين العرب. أما المقاعد الأخرى المخصصة للقارتين الآسيوية والأفريقية، فسيتم حسمها عبر البطولات القارية للشباب، والتي تشهد تنافسًا قويًا بين المنتخبات العربية.
- التصفيات الآسيوية: تتنافس منتخبات عربية بارزة مثل السعودية، الإمارات، الأردن، وعمان في تصفيات كأس آسيا للناشئين تحت 17 عامًا 2025، والتي تعد البطولة المؤهلة للمونديال. ستحصل القارة الآسيوية على عدد أكبر من المقاعد بفضل النظام الجديد، مما يزيد من حظوظ تأهل أكثر من منتخب عربي عن القارة.
- التصفيات الأفريقية: تُعرف منتخبات شمال أفريقيا بقوتها في الفئات السنية، حيث تعد منتخبات مثل المغرب، مصر، تونس، والجزائر من بين المرشحين الدائمين للمنافسة على بطاقة التأهل عبر بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 عامًا. وكان منتخب المغرب قد حقق إنجازًا تاريخيًا في النسخة الأخيرة من المونديال بوصوله إلى ربع النهائي.
أهمية الحدث للمنطقة العربية
تمثل استضافة قطر للبطولة لخمس سنوات متتالية، إلى جانب زيادة عدد المشاركين، فرصة ذهبية لكرة القدم العربية. فهي لا تضمن فقط حضورًا عربيًا ثابتًا في المحفل العالمي، بل توفر منصة مثالية للاعبين الشباب لإبراز مواهبهم واكتساب خبرات دولية قيمة في سن مبكرة. كما أن إقامة البطولة في المنطقة يعزز من الاهتمام الجماهيري والإعلامي، ويشكل استمرارًا للإرث الذي تركته استضافة كأس العالم للكبار عام 2022.
وفي ظل هذه المعطيات، فإن الحديث عن تأهل "ثلاثي عربي" أو أكثر إلى دور الـ32 لا يبدو بعيد المنال، بل يعكس طموحًا مشروعًا يستند إلى التغييرات الجديدة في هيكل البطولة وقوة المنافسة التي تظهرها المنتخبات العربية الشابة في تصفياتها القارية. وستتضح الصورة النهائية للمتأهلين خلال الأشهر القادمة مع اكتمال البطولات القارية.





