تحالف السودان التأسيسي يصدر بياناً حول ادعاءات بارتكاب انتهاكات في الفاشر
أصدر تحالف السودان التأسيسي، وهو تجمع سياسي مدني، بياناً خلال الأسبوع الجاري يعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء التقارير المتزايدة التي تتحدث عن وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ويأتي هذا البيان في ظل تصاعد حدة القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التي تفرض حصاراً على المدينة منذ عدة أسابيع، مما وضع مئات الآلاف من السكان في وضع إنساني حرج.

تفاصيل البيان وموقف التحالف
في بيانه، دعا التحالف إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر وجميع أنحاء السودان، مشدداً على أن استمرار القتال يعرض حياة المدنيين الأبرياء لخطر وشيك. وأدان التحالف بشدة الهجمات العشوائية التي تستهدف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية مثل المستشفيات ومخيمات النازحين، معتبراً هذه الأعمال جرائم حرب تتطلب محاسبة مرتكبيها. كما طالب بضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة بشكل عاجل لإيصال المساعدات الأساسية وإجلاء الجرحى والمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة.
وحذر التحالف من أن الصراع في الفاشر يأخذ أبعاداً عرقية خطيرة، مما يهدد بتكرار الفظائع التي شهدها إقليم دارفور في الماضي. وفي هذا السياق، تضمنت مطالب البيان ما يلي:
- الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة وتحديد المسؤولين عنها.
- مناشدة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لتحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين واتخاذ إجراءات رادعة ضد الأطراف التي تعرقل جهود السلام.
- التأكيد على أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار، وأن الحل المستدام للأزمة السودانية لا يمكن أن يتم إلا من خلال عملية سياسية شاملة يشارك فيها جميع السودانيين.
خلفية التصعيد وأهمية الفاشر الاستراتيجية
تعتبر مدينة الفاشر ذات أهمية استراتيجية بالغة، فهي آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في إقليم دارفور المترامي الأطراف، والذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أجزائه. السيطرة على الفاشر ستمنح قوات الدعم السريع هيمنة شبه كاملة على الإقليم، وهو ما يمثل نقطة تحول محورية في مسار الصراع الممتد منذ أبريل 2023.
تفاقم الوضع الإنساني في المدينة بشكل كبير بعد أن أصبحت ملاذاً لمئات الآلاف من النازحين الفارين من مناطق أخرى في دارفور. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد عن 800,000 مدني، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، محاصرون داخل المدينة، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بينما تتعرض المنشآت الطبية القليلة المتبقية للقصف المستمر، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
ردود الفعل الدولية والوضع الإنساني
أثارت المعارك الدائرة في الفاشر قلقاً دولياً واسعاً، حيث حذرت منظمات دولية وهيئات أممية من وقوع كارثة إنسانية وشيكة واحتمال ارتكاب جرائم إبادة جماعية. وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب بإنهاء حصار الفاشر ووقف القتال، إلا أن الدعوات لم تجد استجابة على الأرض. ويعكس بيان تحالف السودان التأسيسي صوت القوى المدنية السودانية التي تجد نفسها مهمشة في ظل استمرار الصراع المسلح، وتؤكد على أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب المدمرة.





