تحقيق إسرائيلي في شبهة تسريب معلومات أوقع قوة عسكرية في كمين بسوريا
أطلق الجيش الإسرائيلي تحقيقاً عاجلاً ومكثفاً للنظر في شبهات قوية حول حدوث خرق أمني خطير، يُعتقد أنه أدى إلى تسريب معلومات حساسة مكّنت جهات مسلحة في سوريا من نصب كمين ناجح لدورية عسكرية إسرائيلية. الحادثة، التي وقعت في الأيام الأخيرة بالقرب من الحدود في مرتفعات الجولان، تثير قلقاً بالغاً في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول مدى تأمين عملياتها في واحدة من أكثر الجبهات حساسية.

تفاصيل الحادثة والتحرك العسكري
وقع الكمين عندما تعرضت مركبة دورية مدرعة من طراز "دافيد" لهجوم بصاروخ موجه مضاد للدروع بالقرب من منطقة بلدة بيت جن السورية، الواقعة على سفوح جبل الشيخ. وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، فإن دقة الهجوم تشير بقوة إلى أن المنفذين كانوا يمتلكون معلومات استخباراتية مسبقة حول مسار الدورية وتوقيت مرورها، وهو ما سمح لهم باختيار الموقع والتوقيت الأمثلين لتنفيذ الهجوم بنجاح. ورغم سياسة التعتيم التي يتبعها الجيش الإسرائيلي عادةً بشأن الخسائر، فإن نجاح الكمين بحد ذاته يمثل ضربة تكتيكية لافتة، مما استدعى فتح تحقيق فوري على أعلى المستويات.
محور التحقيق: تسريب من الداخل
تتركز جهود التحقيق حالياً على الفرقة 210، المعروفة أيضاً باسم فرقة "باشان"، وهي الوحدة المسؤولة عن تأمين قطاع مرتفعات الجولان والحدود مع سوريا. ويفحص المحققون عدة سيناريوهات محتملة لكيفية وصول هذه المعلومات الدقيقة إلى أيدي الجهات المعادية، ومن أبرز هذه الفرضيات:
- اختراق بشري: وجود مصدر أو عميل داخل الوحدة العسكرية قام بتمرير المعلومات بشكل متعمد.
- اختراق سيبراني: نجاح جهات معادية في اختراق شبكات الاتصال العسكرية أو أجهزة يستخدمها الجنود.
- رصد استخباراتي: ضعف في إجراءات الأمن العملياتي سمح للمهاجمين برصد تحركات الدورية عبر وسائل تقنية أو بشرية متقدمة.
ويشرف على التحقيق قسم أمن المعلومات في الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، نظراً لخطورة الحادثة وتداعياتها المحتملة على أمن القوات في المنطقة.
السياق الأوسع والأهمية الاستراتيجية
تأتي هذه الحادثة في سياق ما تسميه إسرائيل "الحملة بين الحروب"، وهي استراتيجية تهدف إلى منع التموضع العسكري الإيراني ونقل الأسلحة المتطورة إلى وكلاء إيران، وعلى رأسهم حزب الله، في سوريا. ويعد نجاح كمين من هذا النوع دليلاً على تطور القدرات الاستخباراتية والتنفيذية للجماعات المدعومة من إيران، وقدرتها على تحدي التفوق العسكري الإسرائيلي. كما يسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، والتي تشهد توتراً مستمراً. إن إثبات وقوع تسريب داخلي سيمثل فشلاً استخباراتياً كبيراً للجيش الإسرائيلي، وقد يؤدي إلى مراجعة شاملة للبروتوكولات الأمنية وإجراءات حماية المعلومات في الوحدات العاملة على الجبهة.





