تراث فن السامري يتألق ويستقطب زوار معرض الرياض للكتاب
في خطوة تهدف إلى إثراء التجربة الثقافية لزواره، يستعد مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب لاستضافة عروض "فن السامري" التراثي ضمن فعاليات دورته لعام 2025. يُعد هذا الفن الشعبي الأصيل من أبرز ألوان التراث السعودي، ومن المتوقع أن يكون نقطة جذب رئيسية لجمهور المعرض الباحث عن الأصالة والعمق الثقافي.
مقدمة عن فن السامري: جذور وتعبير
فن السامري هو أحد أشكال الفنون الشعبية السعودية العريقة التي تعود جذورها إلى منطقة نجد، ويتميز بمزج فريد بين الشعر، الموسيقى، والأداء الحركي الجماعي. لا يقتصر السامري على كونه مجرد عرض فني، بل هو تعبير حي عن تاريخ وحكايات وتقاليد المجتمع النجدي، ويُقام عادة في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الخاصة.
- الأصل والتاريخ: يعود السامري إلى قرون مضت، حيث تطور كشكل من أشكال التسلية والتعبير في المجتمعات البدوية والحضرية في نجد.
- الأداء: يتميز بأدائه الجماعي، حيث يجلس المؤدون في صفوف متقابلة أو دائرية، ويتحركون بشكل إيقاعي مع قرع الدفوف والطار، وترديد الأبيات الشعرية. غالبًا ما يشارك الرجال والنساء، كلٌ بطريقته الخاصة التي تتسق مع التقاليد.
- الموسيقى والآلات: الآلات الرئيسية المستخدمة هي الدفوف والطار، التي توفر الإيقاع المميز للسامري. قد تضاف آلات أخرى أحياناً ولكنها ليست أساسية.
- المضامين الشعرية: تتناول أشعار السامري عادة موضوعات متنوعة مثل الغزل، المديح، الحكمة، وأحياناً القضايا الاجتماعية، مما يجعله مرآة للثقافة والقيم المحلية.
معرض الرياض الدولي للكتاب 2025: ملتقى الثقافة والفنون
يُعرف معرض الرياض الدولي للكتاب بكونه أحد أهم وأكبر التجمعات الثقافية في المنطقة، ويجذب سنوياً مئات الآلاف من الزوار من داخل المملكة وخارجها. يهدف المعرض إلى تعزيز القراءة ونشر المعرفة، وتقديم أحدث الإصدارات من دور النشر العربية والعالمية. ومع التوسع المستمر في رؤية المعرض، أصبح يشمل أيضاً فعاليات فنية وثقافية متنوعة، ليكون منصة شاملة للاحتفاء بالثقافة بمختلف أبعادها.
سيشكل مسرح المعرض في دورة 2025 نقطة محورية لاستعراض فنون الأداء. إن إدراج فنون مثل السامري يعكس التزام الجهات المنظمة بتقديم تجربة غنية ومتكاملة للزوار، تجمع بين متعة القراءة وجمال الفنون التراثية الأصيلة.
الأهمية الثقافية لاستضافة السامري في المعرض
إن استضافة فن السامري في معرض بحجم معرض الرياض الدولي للكتاب تحمل أهمية كبيرة على عدة مستويات:
- صون التراث: يساهم عرض فن السامري في منصة دولية مرموقة في جهود صون وحفظ هذا التراث من الاندثار، ويضمن نقله للأجيال الجديدة.
- التعريف الدولي: يتيح للجمهور غير المطلع على التراث السعودي فرصة فريدة للتعرف على جزء أصيل من هويته الثقافية الغنية، مما يعزز التبادل الثقافي.
- الجذب السياحي: يضيف بعداً سياحياً ثقافياً للمعرض، ويجذب فئات جديدة من الزوار المهتمين بالفنون الشعبية والتراث العالمي.
- إثراء تجربة الزوار: يقدم للزوار تجربة متكاملة لا تقتصر على الكتب فحسب، بل تمتد لتشمل عروضاً حية تعكس عمق التراث السعودي.
- الترابط المجتمعي: يعزز الشعور بالفخر بالهوية الوطنية والتراث الأصيل بين أفراد المجتمع، ويشجع على المشاركة في الحفاظ على هذه الفنون.
توقعات وتطلعات
من المتوقع أن تشهد عروض السامري في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 إقبالاً جماهيرياً واسعاً، وأن تسهم في إبراز الصورة الحضارية للمملكة العربية السعودية كمركز ثقافي حيوي يحتفي بتراثه ويستشرف مستقبله. تُعد هذه المبادرة جزءاً من جهود أكبر تهدف إلى دمج الفنون التراثية في الفعاليات الثقافية الكبرى، مما يضمن استمراريتها وتوهجها على الساحة المحلية والدولية. هذا التوجه يؤكد على رؤية المملكة في جعل الثقافة والفنون جزءاً لا يتجزأ من جودة الحياة وتعزيز الهوية الوطنية في ظل التطورات الحديثة.




