ترامب وزيلينسكي يبحثان خطة سلام أمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
في تطور دبلوماسي لافت، أفادت مصادر مطلعة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دخل في محادثات مباشرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. تأتي هذه المباحثات في أعقاب تقديم مقترح أمريكي جديد، وُصف بأنه "خارطة طريق" محتملة لإنهاء الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، والذي دخل عامه الثالث مخلفًا تداعيات إنسانية واقتصادية واسعة النطاق.

تفاصيل الخطة المقترحة
على الرغم من التحفظ الرسمي من قبل الأطراف المعنية، تشير التسريبات الأولية إلى أن الخطة الأمريكية المقترحة تتضمن نهجًا متعدد المراحل يهدف إلى بناء الثقة وصولًا إلى تسوية شاملة. من أبرز النقاط التي ورد ذكرها في المسودة ما يلي:
- وقف فوري لإطلاق النار على جميع الجبهات، تشرف عليه قوة مراقبة دولية محايدة.
- انسحاب القوات الروسية بشكل تدريجي من الأراضي التي احتلتها بعد فبراير 2022، بالتزامن مع تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.
- إجراء استفتاءات تحت إشراف الأمم المتحدة في بعض المناطق المتنازع عليها لتحديد مصيرها، وهي نقطة لا تزال تثير جدلًا واسعًا.
- تقديم ضمانات أمنية دولية لأوكرانيا تضمن سيادتها واستقلالها المستقبلي، مع التزام كييف بالحياد العسكري وعدم الانضمام إلى أحلاف عسكرية.
خلفية المحادثات وأهميتها
تكتسب هذه المحادثات أهمية خاصة كونها تجمع بين الرئيس الأوكراني وشخصية سياسية مؤثرة مثل دونالد ترامب، الذي ألمح مرارًا إلى قدرته على إنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة" حال عودته إلى البيت الأبيض. يمثل انخراط ترامب في هذه المبادرة تحولًا محتملًا في الديناميكيات السياسية المحيطة بالصراع، حيث يُعرف بمواقفه المغايرة للسياسة الخارجية الأمريكية التقليدية، خاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
يأتي هذا التحرك في وقت حرج، حيث يواجه الجيش الأوكراني تحديات ميدانية كبيرة، بينما تتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية على حلفاء كييف الغربيين. ويرى محللون أن هذه المبادرة قد تكون محاولة لاستكشاف مسارات بديلة للمفاوضات بعد وصول الجهود الدبلوماسية السابقة إلى طريق مسدود.
ردود الفعل الأولية
صدرت ردود فعل متباينة على هذه الأنباء. في كييف، أكد مسؤول في الرئاسة الأوكرانية أن بلاده "منفتحة على جميع المبادرات الجادة التي تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، لكنه شدد على أن أي اتفاق يجب أن يضمن أمن أوكرانيا على المدى الطويل. من جانبها، لم تصدر موسكو تعليقًا رسميًا، إلا أن مصادر دبلوماسية روسية أشارت إلى أن الكرملين "يراقب التطورات" لكنه لا يزال متمسكًا بشروطه الأساسية لإنهاء ما يسميه "العملية العسكرية الخاصة".
في واشنطن، نأت الإدارة الحالية بنفسها عن المبادرة، مؤكدة أن سياستها الرسمية لم تتغير، بينما أشار مقربون من حملة ترامب إلى أن هذه المحادثات تعكس "التزامه بتحقيق السلام وتجنب المزيد من التصعيد".
التحديات والتوقعات المستقبلية
لا تزال الطريق نحو تطبيق أي خطة سلام محفوفة بالتحديات، أبرزها انعدام الثقة العميق بين طرفي النزاع والاختلاف الجذري في رؤيتهما للحل النهائي. فقضية السيادة على الأراضي مثل شبه جزيرة القرم ومناطق الدونباس تمثل العقبة الأكبر أمام أي تسوية. ومع ذلك، فإن مجرد وجود محادثات على هذا المستوى يشير إلى أن القنوات الدبلوماسية الخلفية بدأت تنشط بحثًا عن مخرج للأزمة. يتوقف نجاح هذه الجهود على مدى استعداد كل من موسكو وكييف لتقديم تنازلات مؤلمة، وعلى طبيعة الدور الذي ستلعبه القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في المرحلة المقبلة.





