زيلينسكي يوفد مفاوضين إلى واشنطن لبحث "سلام يحفظ الكرامة"
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت أن وفداً من المفاوضين الأوكرانيين قد توجه إلى واشنطن، في خطوة دبلوماسية تهدف إلى دفع الجهود نحو إنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ عام 2022. وأوضح زيلينسكي أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو السعي للتوصل إلى "سلام يحفظ الكرامة"، وذلك من خلال مناقشة صيغة السلام التي تقترحها كييف مع الحليف الأمريكي الرئيسي.

الأهداف والتوقعات من زيارة واشنطن
تأتي هذه الزيارة في توقيت حرج، حيث تسعى أوكرانيا إلى تعزيز الدعم الدولي لرؤيتها لإنهاء الصراع. وتعتبر المحادثات في واشنطن محورية لتنسيق المواقف مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تعد الداعم العسكري والمالي الأبرز لكييف. يسعى الوفد الأوكراني إلى ضمان استمرارية هذا الدعم وتوحيد الرؤى حول الخطوات المستقبلية اللازمة للضغط على روسيا من أجل التوصل إلى تسوية سلمية عادلة، بدلاً من مجرد تجميد الصراع.
خلفية: صيغة السلام الأوكرانية
تستند الجهود الدبلوماسية الأوكرانية على "صيغة السلام" المكونة من عشر نقاط، والتي قدمها الرئيس زيلينسكي لأول مرة في قمة مجموعة العشرين أواخر عام 2022. هذه الصيغة لا تقتصر على وقف إطلاق النار، بل تقدم رؤية شاملة لتحقيق سلام دائم ومستقر. من أبرز بنودها:
- الانسحاب الكامل للقوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
- استعادة وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها بشكل كامل.
- إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس عن جرائم الحرب والعدوان.
- توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا لمنع أي عدوان مستقبلي.
- ضمان الأمن النووي والغذائي وأمن الطاقة.
تعتبر كييف هذه النقاط غير قابلة للتفاوض، وتعمل على حشد أوسع دعم دولي ممكن لها، خاصة من دول الجنوب العالمي التي اتخذ بعضها مواقف محايدة من الصراع.
السياق الأوسع وأهمية التوقيت
تأتي هذه المباحثات في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحديات عسكرية على الأرض، بالإضافة إلى متغيرات سياسية في الدول الداعمة لها. تهدف كييف من خلال هذه الزيارة إلى إعادة تأكيد أهمية استمرار الدعم الغربي، خاصة في ظل النقاشات الداخلية في الولايات المتحدة وأوروبا حول حجم وتكلفة المساعدات المستقبلية. كما تهدف الزيارة إلى التحضير لقمة سلام عالمية محتملة تأمل أوكرانيا في عقدها لتبني صيغتها للسلام كخارطة طريق دولية معتمدة.
موقف روسيا والعقبات أمام السلام
في المقابل، ترفض روسيا بشكل قاطع صيغة السلام الأوكرانية، وتصفها بأنها "منفصلة عن الواقع". ويؤكد الكرملين أنه منفتح على المفاوضات، ولكن بشرط اعتراف أوكرانيا بـ"الحقائق الإقليمية الجديدة"، في إشارة إلى ضمها لأربع مناطق أوكرانية بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. هذا التباين الجذري في مواقف الطرفين يمثل العقبة الأساسية أمام أي تقدم حقيقي في محادثات السلام المباشرة، وهو ما يدفع أوكرانيا إلى التركيز على بناء تحالف دولي يمارس ضغطاً كافياً على موسكو لتغيير موقفها.





