ترامب يعلّق على التصعيد في غزة ويؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس
في تعليقه الأول على جولة التصعيد العسكري التي اندلعت في نوفمبر 2019 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أعرب الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، عن موقف إدارته الداعم بقوة لإسرائيل. جاءت تصريحاته في وقت حرج، عقب اغتيال إسرائيل لقيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي، مما أدى إلى إطلاق مئات الصواريخ من غزة ورد إسرائيلي عنيف، ليسلط الضوء على السياسة الأمريكية الثابتة تجاه الصراع خلال فترة رئاسته.

خلفية التصعيد العسكري
اندلعت المواجهة الأخيرة بعد أن نفذت إسرائيل غارة جوية في ساعات الفجر الأولى من يوم 12 نوفمبر 2019، استهدفت منزل القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، في حي الشجاعية بمدينة غزة، مما أدى إلى مقتله هو وزوجته. وصفت إسرائيل أبو العطا بأنه كان العقل المدبر للعديد من الهجمات ضدها وكان يخطط لهجمات وشيكة، معتبرة العملية ضربة استباقية ضرورية لحماية أمنها.
ردًا على الاغتيال، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى رشقات صاروخية مكثفة باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، بما في ذلك مناطق وصلت إلى تل أبيب، مما أدى إلى شل الحياة اليومية لملايين الإسرائيليين وتفعيل منظومة القبة الحديدية بشكل واسع. وفي المقابل، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق أطلق عليها اسم "الحزام الأسود"، استهدفت عشرات المواقع التابعة للجهاد الإسلامي في جميع أنحاء قطاع غزة، وشملت منصات إطلاق صواريخ ومقرات قيادة ومخازن أسلحة.
موقف إدارة ترامب
أكد الرئيس دونالد ترامب، في تصريحاته، على أن إسرائيل تمتلك الحق الكامل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإرهابية. وألقت إدارته باللوم بشكل كامل على حركة الجهاد الإسلامي في بدء جولة العنف، معتبرة أن إطلاق الصواريخ العشوائي على المدنيين الإسرائيليين عمل إرهابي يستدعي ردًا قويًا. لم يأتِ الموقف الأمريكي مفاجئًا، بل كان استمرارًا لنهج سياسي تبنته إدارة ترامب، والذي تميز بدعم غير مسبوق لإسرائيل، وتجلى في قرارات سابقة مثل:
- الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
- الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
- قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا منفصلًا يدين إطلاق الصواريخ من غزة، ويحث على وقف فوري للهجمات، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب حليفتها إسرائيل في مواجهة هذه الاعتداءات.
جهود التهدئة والوضع الإنساني
مع استمرار القصف المتبادل لمدة يومين تقريبًا، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 34 فلسطينيًا، بينهم مدنيون، وإصابة العشرات، بالإضافة إلى إحداث أضرار مادية في الجانبين، تكثفت الجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف. قادت مصر والأمم المتحدة وساطة مكثفة بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. تم الإعلان عن التوصل إلى تهدئة دخلت حيز التنفيذ في صباح يوم 14 نوفمبر 2019. ورغم هشاشتها في الساعات الأولى، إلا أنها صمدت إلى حد كبير، منهية جولة من أعنف المواجهات منذ سنوات. الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، مع دعوته للتهدئة، عكس رغبة واشنطن في تجنب حرب واسعة النطاق في القطاع قد تزعزع استقرار المنطقة، مع ضمان الحفاظ على التفوق الأمني الإسرائيلي.




