تصريحات لاعب ليفربول سابق: 'أنانية' محمد صلاح قادت لثروته الكبيرة... وماني يعرف الحقيقة
في تصريحات حديثة نُشرت مؤخرًا، أشعل لاعب سابق في نادي ليفربول الإنجليزي فتيل جدل واسع بربطه بين الثروة الطائلة التي يمتلكها النجم المصري محمد صلاح وسمة 'الأنانية' المزعومة في أسلوب لعبه. وتضمنت التصريحات دعوة صريحة للزميل السابق، السنغالي ساديو ماني، لتقديم شهادته حول هذا الأمر، مما أعاد إلى الواجهة النقاشات الطويلة حول الطموح الفردي مقابل ديناميكية الفريق في أندية كرة القدم النخبوية.

خلفية: حقبة ليفربول الذهبية والتنافس الخفي
شكلت الفترة الممتدة من عام 2017 إلى 2022 عصرًا ذهبيًا في تاريخ نادي ليفربول، حيث قاد الثلاثي الهجومي المدمر، المكون من محمد صلاح وساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو، الفريق لتحقيق إنجازات تاريخية. ففي ظل قيادة المدرب يورجن كلوب، توج النادي بدوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليُعرف هذا الثلاثي بتناغمه وفعاليته الكبيرة.
- رغم النجاح الجماعي الباهر، غالبًا ما كانت تبرز في وسائل الإعلام وبين الجماهير روايات حول تركيز محمد صلاح المفرط على تسجيل الأهداف الفردية وتحطيم الأرقام القياسية الشخصية.
 - في المقابل، كان ساديو ماني يحظى بإشادة واسعة لأسلوبه اللامركزي وتفانيه في العمل الجماعي، حيث كان يُنظر إليه على أنه يضحي أحيانًا بالمجد الفردي لصالح مصلحة الفريق.
 - هذه الديناميكية، التي كانت تُعتبر تنافسًا صحيًا في معظم الأحيان، شهدت بعض لحظات التوتر الظاهرة بين النجمين الأفريقيين على أرض الملعب، مما عكس مدى حدة التنافس على التميز الفردي داخل الإطار الجماعي.
 
جوهر الاتهام: 'الأنانية' كاستراتيجية للثراء
تركز تعليقات اللاعب السابق، الذي لم يكشف اسمه في هذه السياقات، على أن 'أنانية' محمد صلاح المزعومة ليست مجرد سمة سلبية، بل هي استراتيجية متعمدة ترجمت مباشرة إلى مكاسب مالية هائلة. يرى صاحب التصريحات أن سعي صلاح الحثيث لتسجيل الأهداف وتحقيق الأرقام القياسية الفردية، حتى لو تعرض للانتقاد أحيانًا لعدم تمرير الكرة لزملائه في مواقف أفضل، قد عزز من إحصائياته الفردية بشكل ملحوظ.
هذه الأرقام المبهرة، بدورها، عززت موقفه التفاوضي في تجديد عقوده مع ليفربول وجذبت له صفقات رعاية مربحة من علامات تجارية عالمية. إن الإشارة الصريحة إلى 'واسألوا ماني' (اسألوا ماني) تحمل تحديًا ضمنيًا، وتوحي بأن ساديو ماني يمتلك معرفة مباشرة أو خبرة تدعم هذا المنظور، ربما يكون قد شعر بالتأثير المباشر لنهج صلاح على مساهماته الشخصية أو فرصه التهديفية.
الجانب المالي: الاقتصاد الكروي وأداء النجوم
في عالم كرة القدم الحديث، تُعد الإحصائيات الفردية، وخاصة الأهداف والتمريرات الحاسمة، محركات أساسية لقيمة اللاعب السوقية. إن فوز محمد صلاح المتكرر بالحذاء الذهبي وتحطيمه للأرقام القياسية في التهديف منذ انضمامه إلى ليفربول قد رسخ مكانته كأحد الرياضيين الأعلى أجرًا في هذه الرياضة. راتبه الضخم ومحفظة عقود الرعاية الواسعة التي يمتلكها خير دليل على جاذبيته العالمية وبراعته الفردية.
تُشير هذه التعليقات إلى وجود رابط، قد يبدو ساخرًا للبعض، بين هذا النجاح المالي الباهر وبين فلسفة لعب تركز بشكل كبير على الفرد. بمعنى آخر، ليست الثروة مجرد نتيجة ثانوية للموهبة، بل هي نتيجة مباشرة لنهج لعب محدد يخدم المصالح الفردية للاعب.
ردود الفعل والجدل الأوسع: الطموح الفردي وروح الفريق
من المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل متباينة. قد يرى أنصار محمد صلاح طموحه كصفة إيجابية وضرورية لأي مهاجم عالمي يسعى لتحقيق العظمة، وقد يجادلون بأن 'أنانية' صلاح هي مجرد غريزة قتالية تفيد الفريق بتأمين أهداف حاسمة. في المقابل، قد يستغل النقاد هذه التصريحات لتأكيد وجهات نظرهم القديمة حول تجاهل صلاح أحيانًا للعب الجماعي.
يتطرق هذا الجدل أيضًا إلى توتر أساسي في الرياضات الجماعية الحديثة: كيفية الموازنة بين تألق اللاعب الفردي وطموحه من جهة، وبين التماسك والنجاح الجماعي للفريق من جهة أخرى. يبقى السؤال حول ما إذا كان التركيز الفردي للاعب يمكن أن يكون مجزيًا ماليًا له ومفيدًا (أو ضارًا) للفريق في نهاية المطاف، سؤالًا معقدًا، خاصة عند مقارنة لاعبين ناجحين للغاية مثل صلاح وماني اللذين حققا الكثير معًا. تُعيد هذه التعليقات إحياء هذا النقاش الدقيق بين الجماهير والنقاد واللاعبين السابقين على حد سواء، مما يدفع إلى إعادة تقييم الديناميكيات التي دفعت ليفربول إلى المجد.





