تصريحات محمد الدماطي: محمود الخطيب فتح لي باب الأهلي وياسين منصور هو وريثه الشرعي القادم
شهدت الأوساط الرياضية المصرية اهتمامًا واسعًا بتصريحات أدلى بها عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، محمد الدماطي، مؤخرًا، والتي تناولت جوانب مهمة من ديناميكيات الإدارة داخل القلعة الحمراء ومستقبلها. أكد الدماطي على الدور المحوري الذي لعبه رئيس النادي، الأسطورة محمود الخطيب، في انضمامه للمجلس، مشيرًا إلى أن شعبية الخطيب الطاغية كانت بمثابة البوابة التي فتحت له هذا الباب. ولم تتوقف تصريحاته عند هذا الحد، بل ذهب الدماطي أبعد من ذلك بتحديد شخصية يعتبرها "الوريث الشرعي" للخطيب في قيادة النادي مستقبلاً، وهو رجل الأعمال البارز ياسين منصور. جاءت هذه الأقوال لتثير العديد من التساؤلات حول آليات العمل داخل النادي الأهلي، ومستقبل رئاسته، وتأثير الشخصيات الكاريزمية على مساره.

سياق التصريحات ودور الخطيب في دعم الدماطي
أدلى محمد الدماطي بهذه التصريحات خلال مقابلة تلفزيونية حديثة، حيث تطرق إلى بداياته في العمل الإداري داخل النادي الأهلي وكيفية انضمامه لمجلس الإدارة. أوضح الدماطي أن علاقته بـمحمود الخطيب، التي تمتد لسنوات طويلة وتتجاوز الجانب الرياضي إلى الصداقة الشخصية، كانت عاملاً حاسمًا في مسيرته. وقال بوضوح إن "الخطيب فتح لي باب الأهلي"، في إشارة إلى الدعم والثقة التي أولاها إياه "بيبو" ليصبح جزءًا من الكيان الإداري للنادي. هذه التصريحات تسلط الضوء على قوة شخصية الخطيب وتأثيره ليس فقط كقائد للنادي ولكن أيضًا كـ"مُوجه" و"داعم" للكوادر الشابة والإداريين الجدد.
يُعَد محمود الخطيب، رئيس النادي الحالي وأحد أبرز أساطير كرة القدم المصرية والعربية، شخصية ذات ثقل هائل داخل النادي الأهلي. شعبيته الجارفة، التي بناها على مسيرة كروية حافلة بالإنجازات ومواقف إدارية لاحقة، تمنحه نفوذًا كبيرًا. غالبًا ما يُنظر إلى دعمه أو تأييده لأي مرشح أو قرار داخل النادي كـ"ختم موافقة" يحظى بقبول واسع من القاعدة الجماهيرية وأعضاء الجمعية العمومية. هذا السياق يفسر لماذا اعتبر الدماطي شعبية الخطيب هي "بوابته" لدخول مجلس الإدارة، مؤكدًا على أن الثقة المستمدة من شخصية الخطيب كانت العامل الرئيسي في قبوله داخل أروقة النادي.
ياسين منصور: "الوريث الشرعي" المحتمل لقيادة الأهلي
الجزء الأكثر إثارة للجدل في تصريحات الدماطي كان تحديده لرجل الأعمال البارز ياسين منصور كـ"الوريث الشرعي" لـمحمود الخطيب في رئاسة النادي مستقبلاً. تُعَد هذه العبارة قوية وتحمل دلالات عميقة حول مستقبل القيادة داخل النادي الأكبر في مصر. ياسين منصور هو اسم معروف في الأوساط الاقتصادية المصرية والعربية، وهو رئيس مجلس إدارة شركة المنصور والمغربي للاستثمار والتنمية، وله استثمارات ضخمة في قطاعات متعددة. ارتباطه بالنادي الأهلي ليس بجديد، حيث شغل في السابق منصب رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم، التي تُعنى بإدارة الشؤون الاحترافية للفريق الأول، مما يمنحه خبرة إدارية ومالية واسعة في العمل الرياضي الاحترافي.
ترشيح الدماطي لياسين منصور يبرز عدة نقاط:
- القدرة المالية: يتمتع منصور بقدرات مالية هائلة يمكن أن تخدم النادي في مشاريعه المستقبلية، سواء على صعيد التعاقدات الكبرى أو تطوير البنية التحتية.
 - الرؤية الإدارية: خبرته في قيادة الشركات الكبرى وشركته لكرة القدم تمنحه رؤية إدارية حديثة يمكن أن تدفع بالنادي نحو المزيد من الاحترافية والعالمية.
 - القبول الجماهيري: بالرغم من أن منصور ليس شخصية جماهيرية بالقدر الذي يتمتع به الخطيب، إلا أن ارتباطه السابق بالنادي ونجاحاته في مجال الأعمال قد يجعله مقبولاً لدى قطاع عريض من الجماهير وأعضاء النادي الباحثين عن قيادة قوية ذات رؤية اقتصادية.
 
تُعَد مسألة خلافة رئيس النادي الأهلي دائمًا من القضايا الساخنة التي تثير اهتمام الإعلام والجماهير. مع تقدم محمود الخطيب في العمر ومعاناته من بعض المشاكل الصحية، تزداد التكهنات حول من سيخلفه. تصريحات الدماطي هذه، رغم أنها تمثل رأيًا شخصيًا لعضو مجلس إدارة، إلا أنها تفتح الباب على مصراعيه لمناقشة جادة حول مستقبل القيادة، وربما تكون مؤشرًا على وجود تيار داخل النادي يدعم هذا التوجه.
دلالات التصريحات وتأثيرها على المشهد الأهلاوي
تحمل تصريحات محمد الدماطي دلالات هامة على عدة مستويات. فهي أولاً، تؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه محمود الخطيب ليس فقط كرئيس منتخب بل كـ"صانع قرار" و"رمز" للنادي، قادر على التأثير في مسيرة الأفراد والإدارة. وثانيًا، تضع اسم ياسين منصور بقوة على طاولة النقاش كمرشح محتمل ومقبول لخلافة الخطيب، وهو ما قد يشكل بداية لمرحلة جديدة من الصراع أو التوافق حول كرسي الرئاسة في المستقبل.
قد تُفهم هذه التصريحات على أنها محاولة لجس نبض الشارع الأهلاوي بخصوص ياسين منصور، أو ربما كإشارة مبكرة إلى التوجهات المستقبلية لبعض أعضاء مجلس الإدارة. بغض النظر عن النوايا، فإنها بلا شك ستضيف بعدًا جديدًا للنقاشات الدائرة حول مستقبل الإدارة في النادي الأهلي، وتؤكد أن قضايا القيادة والخلافة تبقى من أهم وأكثر الملفات حساسية وجاذبية داخل القلعة الحمراء. تبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مدى تأثير هذه التصريحات على المشهد الإداري والجماهيري للنادي.





