تصفيات كأس العالم 2026: البرتغال تتجاوز أيرلندا.. ما المتطلبات المتبقية لـ 'برازيل أوروبا'؟
أحرز المنتخب البرتغالي فوزاً مهماً على نظيره الأيرلندي بهدف دون رد في مباراة حاسمة ضمن الجولة الثالثة من تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026. هذا الانتصار، الذي تحقق مؤخراً في 10 أكتوبر 2025، على أرض ملعب جوزيه ألفالادي في لشبونة، يمثل خطوة استراتيجية لـ 'برازيل أوروبا' نحو تأمين مكانها في المونديال القادم، لكنه في الوقت ذاته يفتح الباب أمام تساؤلات حول المسار المتبقي والمتطلبات اللازمة لضمان التأهل المباشر دون المرور بتعقيدات الملحق.

سياق المباراة وأهميتها
لم يكن اللقاء ضد أيرلندا سهلاً كما توقعه البعض، فقد واجهت البرتغال دفاعاً أيرلندياً منظماً وحارساً متألقاً، مما جعل مهمة التسجيل أمراً صعباً. وبعد محاولات عديدة، تمكن المنتخب البرتغالي من كسر الجمود في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، بهدف حاسم أحرزه نجم خط الوسط برونو فرنانديز من تسديدة قوية سكنت الشباك، ليمنح فريقه النقاط الثلاث الثمينة. كانت هذه المواجهة تحمل أهمية قصوى للمنتخب البرتغالي، ليس فقط لجمع النقاط، بل لتجنب أي تعثر قد يعقد مسار التأهل المبكر وتأكيد صدارته للمجموعة في هذه المرحلة المبكرة من التصفيات. الفوز يعكس إصرار الفريق على المضي قدماً ويعزز الروح المعنوية قبل خوض الجولات المتبقية التي ستكون أكثر حدة.
الوضع في المجموعة والتصفيات
مع انتهاء الجولة الثالثة من المجموعة السادسة في التصفيات الأوروبية، تتصدر البرتغال الآن المجموعة برصيد 9 نقاط من ثلاث مباريات، محققة العلامة الكاملة حتى الآن. يليها فريق سلوفاكيا برصيد 6 نقاط، ثم لوكسمبورغ بـ 3 نقاط، بينما تحتل أيرلندا المركز الرابع بـ نقطة واحدة فقط. وفقاً لنظام تصفيات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، يتأهل متصدرو المجموعات العشر مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، في حين تخوض المنتخبات التي تحتل المركز الثاني بالإضافة إلى أفضل فريقين من دوري الأمم الأوروبية جولات الملحق الفاصلة. هذا الفوز يعزز موقع البرتغال في صدارة المجموعة، مما يضعها في مسار مباشر نحو التأهل، لكن مع بقاء العديد من المباريات، يجب أن تحافظ على مستواها وتجنب أي تعثرات غير متوقعة قد تغير الحسابات المعقدة للمجموعة.
'برازيل أوروبا' وتاريخها في المونديال
يُعرف المنتخب البرتغالي بلقب 'برازيل أوروبا' بفضل أسلوبه الكروي المميز، الذي يجمع بين المهارات الفردية العالية واللعب الجماعي السلس، وهو ما جعله دائماً من المنتخبات المرشحة للمنافسة في البطولات الكبرى. شهدت المشاركات البرتغالية في كأس العالم العديد من اللحظات التاريخية، أبرزها الوصول إلى نصف النهائي في نسختي 1966 و2006. ومع اقتراب مونديال 2026، تتطلع الجماهير البرتغالية إلى تكرار الإنجازات وتجاوز دور ربع النهائي الذي توقفت عنده مسيرة الفريق في النسخة الأخيرة. يقود الفريق كوكبة من النجوم اللامعة مثل الأسطورة كريستيانو رونالدو، الذي ما زال يشكل ركيزة أساسية وهدافاً للفريق رغم تقدمه في العمر، إلى جانب مواهب شابة وواعدة مثل برونو فرنانديز، برناردو سيلفا، وجواو فيليكس، والذين يمثلون مزيجاً من الخبرة والشباب يمنح الفريق عمقاً وقوة في جميع الخطوط.
التحديات القادمة ومسار التأهل
لا تزال هناك خمس جولات متبقية في التصفيات، وستواجه البرتغال تحديات مختلفة ضد خصوم قد يكونون أكثر عناداً. المواجهة القادمة ضد سلوفاكيا خارج الديار ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة الفريق على الحفاظ على الزخم والمستوى العالي. لتحقيق التأهل المباشر، تحتاج البرتغال إلى الاستمرارية في جمع النقاط، وخصوصاً في المباريات على أرضها. يتطلب الأمر الفوز في ثلاث مباريات على الأقل من المباريات الخمس المتبقية، مع الأخذ في الاعتبار نتائج الفرق المنافسة، لضمان صدارة المجموعة دون الاعتماد على الحسابات المعقدة. في حال عدم تأهلها مباشرة كمتصدرة للمجموعة، فإن المركز الثاني سيضعها أمام تحدي جولات الملحق الفاصلة، وهي طريق محفوف بالمخاطر وتجنبها يظل الأولوية القصوى للمدرب روبرتو مارتينيز ولاعبيه. يجب على الفريق أن يتعامل مع كل مباراة على حدة بأقصى درجات التركيز، وأن يتجنب أي تهاون قد يكلفه غالياً في مشوار التصفيات الطويل والشاق.
مع هذا الفوز على أيرلندا، تكون البرتغال قد اجتازت عقبة مهمة في مسارها نحو كأس العالم 2026. لكن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب أقصى درجات التركيز والأداء من 'برازيل أوروبا' لضمان مشاركتها التاسعة في تاريخها في الحدث الكروي الأبرز، وتحقيق طموحات جماهيرها في المنافسة على اللقب العالمي.





