ياسر المسحل يتمنّى التوفيق للإمارات والعراق في تصفيات كأس العالم 2026
أعرب ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عن خالص تمنياته بالتوفيق للمنتخبين الشقيقين، الإمارات والعراق، في مشوارهما ضمن تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026. جاءت هذه التصريحات التي انتشرت على نطاق واسع في 12 يونيو 2024، عقب اختتام الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية، التي شهدت تأهل 18 منتخباً إلى الدور الحاسم. ولم يقتصر دعم المسحل على الإمارات والعراق فحسب، بل شمل تهنئة عامة لجميع المنتخبات الآسيوية التي اجتازت هذه المرحلة بنجاح، معرباً عن أمله في أن تُمثل القارة خير تمثيل في المحفل العالمي المقبل.

خلفية: نهاية الدور الثاني وتأهل الكبار
شهدت الأيام الأخيرة من شهر يونيو 2024 اكتمال مشهد الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027. تأهلت ثمانية عشر منتخباً إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال، ومن ضمنها المنتخب السعودي الذي حجز مقعده بجدارة. هذه المنتخبات تمثل نخبة الكرة الآسيوية، وتضم قوى تقليدية كاليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا، بالإضافة إلى منتخبات عربية أثبتت علو كعبها مثل قطر والأردن وفلسطين وعُمان والكويت وسوريا والبحرين، إلى جانب الإمارات والعراق. يعكس هذا العدد الكبير من المتأهلين، وخاصة المنتخبات العربية، تطوراً ملحوظاً في مستوى اللعبة داخل القارة.
تهدف هذه التصفيات إلى تحديد المنتخبات الثمانية والنصف التي ستمثل قارة آسيا في كأس العالم 2026، والذي سيقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة. تزيد هذه الفرصة التاريخية من أهمية كل مرحلة تصفيات، وتجعل المنافسة أكثر شراسة وطموحاً بين جميع الاتحادات الوطنية.
مسيرة الإمارات والعراق المظفرة
يُعد ذكر الإمارات والعراق تحديداً في تصريحات المسحل لافتاً ويؤكد على الأداء المتميز الذي قدمه كلا المنتخبين في الدور الثاني. فقد استطاع المنتخب العراقي أن يحقق علامة كاملة في مجموعته السادسة، محققاً ستة انتصارات من ست مباريات، ليتصدر مجموعته عن جدارة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه. هذا الأداء القوي يعكس استقراراً فنياً وتكتيكياً، ويضع "أسود الرافدين" ضمن أبرز المرشحين للمنافسة بقوة في الأدوار المقبلة.
أما المنتخب الإماراتي، فلم يكن أقل تميزاً، حيث تصدر مجموعته الثامنة بسجل شبه مثالي، مؤكداً علو كعبه وقدرته على المنافسة على أعلى المستويات. جاءت هذه النتائج لتؤكد على الإعداد الجيد والخطط الطموحة التي يسعى الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لتحقيقها بهدف العودة بقوة للمشاركة في المحافل العالمية بعد غياب طويل.
يُظهر هذا التخصيص من قبل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عمق العلاقات الأخوية والرياضية بين هذه الدول، وحجم الاحترام المتبادل للأداء الكروي الذي تقدمه فرقها الوطنية.
المشوار المقبل: الدور الثالث وسباق التأهل
تتجه الأنظار الآن نحو الدور الثالث والأهم من تصفيات كأس العالم 2026، والذي من المقرر أن تبدأ فعالياته في سبتمبر 2024. في هذا الدور، ستُقسم المنتخبات الثمانية عشر المتأهلة إلى ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات. ستتنافس هذه المنتخبات بنظام الدوري ذهاباً وإياباً، ليتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، ليصبح المجموع ستة منتخبات آسيوية بضمان التأهل.
أما بالنسبة للمقاعد المتبقية، فستشهد القارة دوراً رابعاً حاسماً. سيتنافس فيه صاحبا المركزين الثالث والرابع من المجموعات الثلاث في الدور الثالث (ستة منتخبات إجمالاً). ستُقسم هذه المنتخبات إلى مجموعتين، يتأهل الفائز من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، ليضيف مقعدين آخرين للقارة. وفي النهاية، سيتنافس وصيفا هاتين المجموعتين على بطاقة التأهل إلى الملحق العالمي بين القارات، مما يوفر فرصة إضافية للقارة الصفراء لزيادة تمثيلها في المونديال.
يُعطي هذا النظام الجديد فرصة أكبر للمنتخبات الآسيوية، ويجعل كل مباراة في الدور الثالث ذات أهمية قصوى في تحديد مصير الفرق المتنافسة على حلم المونديال.
دلالات التصريح: روح التنافس الشريف والأخوة الرياضية
إن تصريح ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، لا يمثل مجرد مجاملة دبلوماسية، بل يعكس روح التنافس الشريف والأخوة الرياضية التي تجمع بين منتخبات المنطقة. في ظل المنافسة المحتدمة على بطاقات التأهل، تأتي هذه الكلمات لتؤكد على أن كرة القدم، إضافة إلى كونها رياضة تنافسية، هي أيضاً وسيلة لتعزيز الروابط بين الشعوب.
تُعد هذه اللفتة مهمة بشكل خاص في سياق يزداد فيه التعاون والتنسيق بين الاتحادات الخليجية والعربية لرفع مستوى كرة القدم في المنطقة ككل. كما أنها تبعث برسالة إيجابية حول الدعم المتبادل بين الاتحادات الوطنية الآسيوية، مع الاعتراف بالإنجازات والجهود التي تبذلها المنتخبات الأخرى، حتى وإن كانت ستصبح منافساً مباشراً في الأدوار المقبلة. يعكس هذا النهج رؤية الاتحاد السعودي لكرة القدم في تعزيز مكانة الكرة الآسيوية على الساحة العالمية.




