مهاجم العراق ينتقد نظام الملحق الآسيوي لتصفيات كأس العالم 2026
أعرب أيمن حسين، المهاجم البارز للمنتخب العراقي لكرة القدم، في تصريحات حديثة عن استيائه الشديد من نظام الملحق الآسيوي المؤهل لبطولة كأس العالم 2026. وقد جاءت هذه الانتقادات في أعقاب خسارة منتخب بلاده فرصة التأهل المباشر للنهائيات العالمية، وهي الخسارة التي يرى حسين أنها نتجت جزئياً عن طبيعة النظام الحالي الذي وصفه بأنه "ظالم".
تُسلط تصريحات حسين الضوء على حالة الإحباط والقلق التي تسود الأوساط الكروية العراقية، خاصة بعد مشوار طويل وشاق في التصفيات. ويُعد هذا الجدل حول عدالة أنظمة التصفيات جزءاً لا يتجزأ من التحديات التي تواجه المنتخبات الطامحة للوصول إلى المحفل العالمي الأكبر لكرة القدم.
الخلفية وتفاصيل التصفيات الآسيوية
تُشارك المنتخبات الآسيوية في تصفيات معقدة ومراحل متعددة للتأهل إلى كأس العالم 2026، والتي ستُقام بنظام موسع يضم 48 منتخباً. خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ثمانية مقاعد ونصف (نصف مقعد يتمثل في ملحق قاري) لقارة آسيا، مما جعل المنافسة أكثر شراسة. يتضمن النظام الحالي عدة أدوار، حيث تتأهل الفرق من المجموعات لتصفيات الدور الثالث، ومنها يتأهل أصحاب المراكز الأولى مباشرة، فيما تخوض الفرق الأخرى ملحقاً داخلياً.
في السياق الذي يتحدث عنه أيمن حسين، كان المنتخب العراقي يخوض غمار المنافسة الشرسة ضمن مجموعته في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية. وعلى الرغم من الأداء القوي في العديد من المباريات، إلا أن المنتخب العراقي لم يتمكن من حصد إحدى بطاقات التأهل المباشر المخصصة للمراكز الأولى في تلك المرحلة، لتذهب البطاقة في نهاية المطاف إلى منتخب المملكة العربية السعودية، الذي ضمن مكانه في مونديال 2026 بفضل نتائجه المتفوقة.
تصريحات أيمن حسين ودلالاتها
تتركز شكوى المهاجم العراقي حول الجوانب التي يراها مجحفة في آلية الملحق الآسيوي. ففي حين أن نظام الملحق يمنح فرصة ثانية للمنتخبات التي لم تحظَ بالتأهل المباشر، يرى حسين أن الطريق عبر هذا الملحق غالباً ما يكون محفوفاً بالمزيد من الصعوبات والضغوط، وقد لا يعكس بالضرورة الأداء العام للمنتخب على مدار التصفيات. وتشمل نقاط الاعتراض المحتملة ما يلي:
- عدد المباريات الإضافية: اضطرار المنتخبات لخوض عدد كبير من المباريات في فترة زمنية قصيرة، مما يزيد من إرهاق اللاعبين ومخاطر الإصابات.
- ضغط النتائج: تتسم مباريات الملحق بأنها حاسمة ولا تقبل القسمة على اثنين، ما يضع ضغطاً نفسياً هائلاً على اللاعبين والجهاز الفني.
- التوزيع الجغرافي: قد تضطر الفرق للسفر لمسافات طويلة لخوض مباريات الملحق، مما يؤثر على جاهزيتها البدنية.
تُشير هذه التصريحات إلى أن اللاعبين قد يشعرون بأن جهودهم على مدار التصفيات الطويلة قد لا تُكافأ بشكل عادل إذا كان عليهم اجتياز مسار معقد للغاية للوصول إلى كأس العالم، مقارنة بفرق أخرى تحظى بمسار مباشر أو أقل تعقيداً.
نظام الملحق الآسيوي وسياق الجدل
يهدف نظام الملحق الآسيوي إلى توفير فرص إضافية للمنتخبات الطموحة في ظل الزيادة في عدد مقاعد آسيا. ووفقاً للآلية المعتمدة، تخوض الفرق التي لم تتأهل مباشرة من الدور الثالث ملحقاً داخلياً يضم مجموعتين. يتأهل الفائز من كل مجموعة إلى الملحق القاري، حيث يواجه ممثل قارة أخرى على بطاقة التأهل النهائية. هذا يعني أن الفريق الذي يخوض الملحق القاري سيكون قد اجتاز عدة مراحل ومباريات إضافية مقارنة بالفرق المتأهلة مباشرة.
الجدل حول أنظمة التصفيات ليس جديداً في كرة القدم الدولية. فمع كل دورة لكأس العالم، تُثار تساؤلات حول مدى عدالة التوزيع القاري للمقاعد، وصعوبة المسارات المؤهلة، خاصة بعد التغييرات التي طرأت على نظام البطولة الموسع. يرى البعض أن التعقيدات الحالية ضرورية لاستيعاب العدد المتزايد من المنتخبات، بينما يرى آخرون أنها تزيد من التحديات وتضع عبئاً إضافياً على المنتخبات الأقل حظاً.
التداعيات وردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن تُثير تصريحات أيمن حسين نقاشاً واسعاً داخل الأوساط الرياضية العراقية والآسيوية. قد يلقى رأيه صدى لدى العديد من الجماهير والمهتمين بكرة القدم الذين يرون أن مسار التأهل ينبغي أن يكون أكثر وضوحاً وعدالة. وبالرغم من أن هذه التصريحات قد لا تُغير من النظام القائم على الفور، إلا أنها تُشكل ضغطاً معنوياً على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للنظر في مرونة وتأثير هذه الأنظمة على أداء المنتخبات.
يُعد التركيز على الملحق الآسيوي الآن هو الخيار الوحيد أمام المنتخب العراقي للحفاظ على آماله في الوصول إلى كأس العالم 2026. ومع ذلك، فإن الانتقادات تُبرز التوتر الكامن بين رغبة المنتخبات في تحقيق طموحاتها الصعبة وبين الأنظمة المعقدة المصممة لاستيعاب التوسع العالمي لكرة القدم.





