تطوير القدرات الرقمية بصعيد مصر: وزير الاتصالات يتفقد شركات تكنولوجية واعدة في الأقصر وقنا
في وقت سابق هذا الأسبوع، أجرى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جولة تفقدية مهمة في محافظتي الأقصر وقنا، شملت زيارة لشركات تكنولوجية رائدة. تأتي هذه الزيارة في إطار التزام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الراسخ بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات بمحافظات الصعيد، وتحفيز منظومة ريادة الأعمال. وتهدف المبادرة إلى إبراز الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها صعيد مصر في مجال المنافسة الرقمية على الصعيد العالمي، مما يعكس رؤية شاملة لتنمية القطاع التكنولوجي في كافة أنحاء الجمهورية.

الأهداف الاستراتيجية وراء الزيارة
لم تكن هذه الزيارة مجرد تفقد روتيني، بل كانت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية أوسع للوزارة تهدف إلى تحقيق التحول الرقمي الشامل والتنمية الاقتصادية المستدامة. انطلاقاً من إيمان الوزارة بأن صعيد مصر يمتلك كنوزاً بشرية وطاقات شبابية قادرة على الابتكار والإبداع، تسعى المبادرة إلى توفير البيئة الداعمة والممكنات اللازمة لهذه الشركات للنمو والازدهار. وقد رافق الوزير في جولته المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، والمهندس محمود صفراطه، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة لتنمية الأسواق، مما يؤكد على الجدية في تفعيل الشراكات ودعم الشركات الواعدة.
تفاصيل الجولة والشركات المستهدفة
شملت الجولة زيارة لشركتين متخصصتين في تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات. تعمل هاتان الشركتان على تلبية احتياجات السوق المحلي والدولي على حد سواء، مما يدل على جودة وكفاءة الخدمات الرقمية التي يمكن أن يقدمها صعيد مصر. وقد اطلع الوزير والوفد المرافق على طبيعة عمل هذه الشركات، واستمعوا إلى شرح مفصل حول ابتكاراتها وتحدياتها، ورؤاها المستقبلية. هذا التفاعل المباشر يساهم في فهم أعمق للاحتياجات الحقيقية لهذه الشركات وتصميم برامج دعم أكثر فعالية وتأثيراً.
تأكيد على قدرات صعيد مصر التنافسية
خلال الزيارة، أدلى الدكتور عمرو طلعت بتصريح قوي ومحفز، مؤكداً أن «صعيد مصر قادر على المنافسة الرقمية عالمياً». هذا التصريح يعكس ثقة الوزارة في إمكانيات المنطقة وقدرتها على أن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً في مجال الابتكار التكنولوجي. هذه القدرة تنبع من عدة عوامل:
- الكوادر البشرية: وجود عدد كبير من الشباب المتعلم والمتحفز للعمل في القطاعات التكنولوجية الحديثة.
- البيئة الداعمة: الجهود الحكومية لتوفير البنية التحتية الرقمية، ومراكز التدريب المتخصصة، وحاضنات الأعمال.
- المزايا التنافسية: انخفاض تكاليف التشغيل مقارنة بالمدن الكبرى، مما يجعلها جاذبة للاستثمارات في قطاع التكنولوجيا.
- الإبداع المحلي: قدرة الشركات المحلية على تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات الأسواق المختلفة.
أهمية دعم ريادة الأعمال في الصعيد
يعد دعم ريادة الأعمال في الصعيد محورياً لتحقيق التنمية المتوازنة وتقليل الفجوة التنموية بين المناطق المختلفة. من خلال تشجيع الشباب على تأسيس شركاتهم الناشئة وتزويدهم بالتدريب اللازم والتمويل المطلوب، يمكن خلق فرص عمل جديدة ومبتكرة، وتحفيز الاقتصاد المحلي، وتحويل التحديات إلى فرص. هذه الشركات لا تساهم فقط في الاقتصاد الرقمي، بل تلعب دوراً اجتماعياً هاماً من خلال توفير فرص للشباب ومنع الهجرة الداخلية بحثاً عن العمل، مما يعزز الاستقرار المجتمعي.
الآثار المتوقعة على الاقتصاد والمجتمع
من المتوقع أن يكون لهذه المبادرات آثار إيجابية متعددة الأوجه:
- اقتصادياً: تعزيز التنويع الاقتصادي في صعيد مصر بعيداً عن الاعتماد التقليدي على الزراعة والسياحة، وجذب استثمارات جديدة في القطاع التكنولوجي، وزيادة مساهمة المحافظات في الناتج المحلي الإجمالي الرقمي.
- اجتماعياً: خلق الآلاف من فرص العمل اللائقة للشباب، وتحسين مستوى المعيشة، وتمكين المرأة والشباب من خلال التكنولوجيا، وتعزيز مفهوم الشمول الرقمي بين جميع فئات المجتمع.
- تكنولوجياً: تسريع وتيرة التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية والخاصة بالصعيد، وتبني أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات المحلية.
تؤكد هذه الجولة الوزارية على التزام الدولة بتمكين جميع مناطق مصر من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد الرقمي العالمي، وتحويل صعيد مصر إلى قصة نجاح ملهمة في مجال الابتكار التكنولوجي.





