وزير الاتصالات يرعى حفل تخريج الدفعة الثانية من أكاديمية الأمن السيبراني ويؤكد أهمية بناء الكفاءات الوطنية

شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر 2024، فعاليات حفل تخريج الدفعة الثانية من أكاديمية الأمن السيبراني. ويأتي هذا الحفل تأكيداً على التزام الدولة بتعزيز قدراتها البشرية في مجال حماية الفضاء السيبراني، وتلبية للاحتياجات المتزايدة لسوق العمل من الكفاءات المتخصصة في هذا القطاع الحيوي. وقد ألقى الوزير كلمة خلال الحفل شدد فيها على الدور المحوري للخريجين الجدد في دعم استراتيجية التحول الرقمي وحماية البنية التحتية الرقمية الوطنية من التهديدات المتزايدة.

أهمية بناء الكفاءات الوطنية في الأمن السيبراني

في مستهل كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد رفاهية تكنولوجية، بل أصبح ركيزة أساسية للأمن القومي والاقتصادي لأي دولة تسعى نحو التحول الرقمي الشامل. وأشار إلى أن التوسع غير المسبوق في الخدمات الرقمية، واعتماد القطاعات المختلفة على الحلول التكنولوجية، يصاحبه تصاعد مستمر في حجم ونوعية الهجمات السيبرانية. هذه الهجمات لا تستهدف فقط تعطيل الخدمات، بل تهدف أيضاً إلى سرقة البيانات الحساسة، والتجسس، وحتى إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية.

وشدد الوزير على أن بناء كوادر وطنية متخصصة ومؤهلة تأهيلاً عالياً في مجال الأمن السيبراني هو الخط الدفاعي الأول والأكثر أهمية لمواجهة هذه التحديات. فالموارد البشرية المدربة هي القادرة على فهم التهديدات، وتطوير الحلول الوقائية، والاستجابة السريعة والفعالة لأي حوادث قد تقع. وأوضح أن الاستثمار في تعليم وتدريب الشباب في هذا المجال يساهم بشكل مباشر في:

تعزيز قدرة الدولة على حماية بيانات مواطنيها ومؤسساتها.
تأمين البنية التحتية الرقمية الحيوية مثل أنظمة الطاقة والمياه والاتصالات.
دعم النمو الاقتصادي الرقمي من خلال بناء الثقة في التعاملات الإلكترونية.
خلق فرص عمل جديدة للشباب في تخصصات المستقبل.

خلفية وتأسيس أكاديمية الأمن السيبراني

تأسست أكاديمية الأمن السيبراني كجزء أصيل من رؤية الدولة واستراتيجيتها الطموحة لتعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني، وذلك استجابة للحاجة الماسة إلى سد الفجوة الكبيرة في أعداد المتخصصين في هذا المجال. تهدف الأكاديمية إلى تأهيل جيل جديد من الخبراء القادرين على تصميم وتطبيق حلول أمنية متقدمة، وتحليل التهديدات، والاستجابة للحوادث السيبرانية بكفاءة.

تقدم الأكاديمية برامج تدريبية مكثفة ومصممة وفقاً لأحدث المعايير العالمية، وتغطي مجموعة واسعة من التخصصات الدقيقة في الأمن السيبراني، منها على سبيل المثال لا الحصر:

الاختراق الأخلاقي وتقييم الثغرات: لتمكين المتدربين من تحديد نقاط الضعف قبل استغلالها.
أمن الشبكات والخوادم: لضمان حماية البنية التحتية للاتصالات والمعلومات.
الاستجابة للحوادث وتحليل الطب الشرعي الرقمي: لتمكين التعامل الفعال مع الهجمات بعد وقوعها.
أمن التطبيقات والبيانات: لحماية المعلومات الحساسة على مختلف المنصات.

وقد تم تصميم هذه البرامج بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين لضمان جودة المحتوى ومواءمته مع احتياجات سوق العمل الفعلية.

الدور الحيوي للدفعة الثانية من الخريجين

يمثل تخريج الدفعة الثانية إضافة نوعية ومهمة إلى صفوف المتخصصين في الأمن السيبراني. فقد تلقى هؤلاء الخريجون تدريباً عملياً مكثفاً، مكنهم من اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع التحديات الأمنية المعقدة في البيئة الرقمية المتطورة. وأكد وزير الاتصالات على أن هؤلاء الشباب يمثلون درعاً جديداً للوطن في حربه ضد الجرائم السيبرانية، وسيكون لهم دور فعال في حماية القطاعات الحيوية، سواء في الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة.

من المتوقع أن يساهم خريجو هذه الدفعة في تعزيز مستويات الأمن السيبراني في مختلف المؤسسات، وتحقيق قدر أكبر من المرونة في مواجهة التهديدات المستقبلية. وقد تم تزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة ليصبحوا جزءاً لا يتجزأ من منظومة الدفاع السيبراني الوطنية، وليساهموا في بناء مجتمع رقمي آمن وموثوق.

رؤية مستقبلية وخطط التوسع

ضمن رؤيتها لتعزيز مكانة الدولة كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا، تسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى تطوير أكاديمية الأمن السيبراني بشكل مستمر. تشمل الخطط المستقبلية:

توسيع الطاقة الاستيعابية للأكاديمية: لزيادة أعداد الخريجين وتلبية الطلب المتنامي على خبراء الأمن السيبراني.
إضافة برامج تدريبية متخصصة جديدة: لمواكبة التطورات السريعة في مجالات مثل الأمن السحابي، أمن إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني.
تعزيز الشراكات الدولية: مع الجامعات والمراكز البحثية والشركات العالمية الرائدة في مجال الأمن السيبراني، لتبادل الخبرات وتحديث المناهج الدراسية.
إطلاق مبادرات للوعي السيبراني: تستهدف مختلف شرائح المجتمع، لرفع مستوى الوعي بأهمية الأمن السيبراني والممارسات الآمنة على الإنترنت.

هذه الخطوات تهدف إلى ترسيخ ثقافة الأمن السيبراني على المستوى الوطني، وضمان أن تكون الدولة في طليعة الدول التي تمتلك القدرة على حماية فضاءاتها الرقمية.

ويؤكد هذا الحفل الختامي لتخريج الدفعة الثانية التزام الدولة الراسخ بالاستثمار في الكفاءات البشرية، باعتبارها الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في العصر الرقمي. فمع كل دفعة جديدة من الخريجين، تزداد قدرة الوطن على مواجهة التحديات السيبرانية المعقدة والمستمرة، وتتعزز مكانته كبيئة رقمية آمنة وجاذبة للاستثمار والابتكار.