وزير الاتصالات يلتقي متدربين وخريجي برامج "كريتيفا" في ختام جولته بالأقصر وقنا
في ختام جولة عمل مكثفة بمحافظتي الأقصر وقنا، التقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمجموعة من المتدربين والمهنيين المستقلين وخريجي البرامج التدريبية التي تقدمها الوزارة. جرى اللقاء، الذي يعتبر تتويجًا لجهود الوزارة في دعم الكفاءات الرقمية بصعيد مصر، في مركز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" بمحافظة قنا في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقد شملت المناقشات استعراضًا لتجارب الشباب المستفيدين من المبادرات التدريبية، ودور هذه البرامج في تمكينهم من دخول سوق العمل الرقمي، سواء كموظفين أو كرواد أعمال ومهنيين مستقلين.
خلفية عن استراتيجية مصر الرقمية ومراكز إبداع كريتيفا
تأتي هذه الزيارة في إطار الاستراتيجية الشاملة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تهدف إلى بناء قدرات رقمية قوية لمصر، وتحقيق التحول الرقمي الشامل في جميع القطاعات. وتعتبر مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، إذ تنتشر في مختلف محافظات الجمهورية، وخاصة في صعيد مصر، لتعمل كمحاضن للابتكار ومراكز لتنمية المهارات الرقمية المتخصصة. توفر هذه المراكز بيئة محفزة للتعلم والتطوير، وتقدم مجموعة واسعة من البرامج التدريبية المتقدمة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والأمن السيبراني، وتطوير البرمجيات، بهدف تزويد الشباب بالمعرفة والأدوات اللازمة لمواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
تولي الدولة أهمية قصوى لتنمية صعيد مصر، وتعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تفعيل هذا التوجه من خلال ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية، وتوفير فرص تدريب وتأهيل للشباب في هذه المحافظات. وتهدف هذه الجهود إلى سد الفجوة الرقمية، وتعزيز الشمول الرقمي، وتمكين الشباب من المساهمة بفعالية في الاقتصاد الرقمي، وخلق فرص عمل جديدة، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
تفاصيل اللقاء والمناقشات
شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا وصريحًا بين الوزير عمرو طلعت والشباب الحضور. استمع الوزير إلى شهادات حية من المتدربين والخريجين حول تأثير البرامج التدريبية على مساراتهم المهنية. روى العديد منهم قصص نجاحهم في الحصول على وظائف مرموقة في شركات التكنولوجيا، أو إطلاق مشاريعهم الخاصة، أو العمل كمهنيين مستقلين (Freelancers) لعملاء داخل وخارج مصر، مستفيدين من المهارات التي اكتسبوها في مراكز "كريتيفا". كما تم طرح بعض التحديات التي يواجهها الشباب في مسيرتهم المهنية، مثل الحاجة إلى المزيد من فرص التمويل للمشاريع الناشئة، وتوسيع شبكات التواصل مع أصحاب الأعمال.
من جانبه، أكد الوزير طلعت على التزام الوزارة المستمر بتطوير البنية التحتية للاتصالات وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية لتشمل كافة أنحاء الجمهورية، مما يوفر بيئة مواتية للابتكار والعمل عن بعد. كما شدد على أهمية التعليم المستمر وتحديث المهارات لمواكبة التغيرات المتسارعة في سوق العمل العالمي، مشجعًا الشباب على اغتنام الفرص المتاحة في مجالات التكنولوجيا الصاعدة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على زيادة أعداد المستفيدين من برامجها التدريبية وتنويع المحتوى التدريبي ليشمل أحدث التقنيات، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية والجامعات المتخصصة، لضمان جودة المخرجات وتلبية احتياجات السوق.
كما تطرق الوزير إلى دور المبادرات الحكومية في دعم ريادة الأعمال وتشجيع الشركات الناشئة، مؤكدًا على أن مصر تزخر بالكوادر الشابة القادرة على الابتكار والمنافسة عالميًا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأبدى اهتمامًا خاصًا بتجارب المهنيين المستقلين، مشيدًا بقدرتهم على التكيف وخلق فرص دخل لأنفسهم وللآخرين، ومؤكدًا على دعم الوزارة المستمر لهم من خلال توفير منصات للعمل الحر وتقديم الاستشارات اللازمة.
الأهمية والتأثير على التنمية
تكتسب هذه اللقاءات أهمية بالغة كونها تعكس حرص القيادة السياسية على التواصل المباشر مع الشباب والاستماع إلى آرائهم وتطلعاتهم، مما يضمن أن تكون المبادرات الحكومية ذات صلة باحتياجاتهم الحقيقية. كما أن دعم هذه الكفاءات الرقمية في صعيد مصر له تأثيرات إيجابية متعددة الأبعاد.
- دعم الاقتصاد الرقمي المحلي: من خلال توفير فرص عمل جديدة وتقليل معدلات البطالة بين الشباب، وتشجيع ريادة الأعمال الرقمية.
- تعزيز الشمول الرقمي: بتقريب فرص التدريب والتوظيف في التكنولوجيا من المناطق الأقل حظًا، وبالتالي تقليل الفجوة الرقمية بين الحضر والريف.
- بناء قدرات تنافسية: تأهيل جيل جديد من المتخصصين القادرين على المنافسة في السوق العالمي، مما يدعم مكانة مصر كمركز إقليمي لتصدير الخدمات الرقمية.
- تحفيز الابتكار: توفير بيئة حاضنة للابتكار التكنولوجي الذي يمكن أن يساهم في حلول لمشكلات محلية وعالمية.
تؤكد زيارة الوزير طلعت لصعيد مصر، ولقاؤه بالشباب في مراكز "كريتيفا"، على الالتزام الحكومي الراسخ بتسخير التكنولوجيا كقاطرة للتنمية الشاملة، وبناء مستقبل رقمي مزدهر يتيح للجميع فرصة المشاركة والاستفادة من عوائد الثورة الرقمية.





