تعزيز الشراكة الشبابية والرياضية: وزير الرياضة المصري يبحث سبل التعاون مع وزيرة شؤون الشباب البحرينية
في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية والرغبة المشتركة في تطوير مجالي الشباب والرياضة، التقى وزير الرياضة المصري، الدكتور أشرف صبحي، بوزيرة شؤون الشباب البحرينية، الأستاذة روان بنت نجيب توفيقي، في لقاءٍ عُقد مؤخراً لتبادل الرؤى وتكثيف أوجه التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين. جاء هذا الاجتماع في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية والرياضية، والاستفادة من التجارب الناجحة في كلتا الدولتين لدعم الطاقات الشبابية وتوسيع آفاق المشاركة الرياضية.

خلفية العلاقات الثنائية وأهمية القطاعين
تتمتع مصر والبحرين بعلاقات تاريخية وطيدة، تتجاوز الجوانب السياسية والاقتصادية لتشمل أبعاداً اجتماعية وثقافية قوية. وقد أولت قيادتا البلدين اهتماماً بالغاً بقطاعي الشباب والرياضة، إيماناً منهما بدورهما المحوري في بناء المستقبل وصقل الكفاءات الوطنية. فالشباب يمثلون عماد أي مجتمع وقوته الدافعة نحو التقدم والازدهار، في حين تعد الرياضة أداة فعالة لتعزيز الصحة العامة، وغرس قيم الانضباط والروح الرياضية، وتحقيق الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي. هذا الاهتمام المشترك يشكل أرضية خصبة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات، بما يخدم الأهداف التنموية لكل من مصر والبحرين.
محاور المباحثات الرئيسية
تضمنت المباحثات بين الوزيرين عدداً من المحاور الأساسية التي تركز على تطوير قطاعي الشباب والرياضة في كلا البلدين. وقد حرص الجانبان على استعراض أبرز البرامج والمبادرات التي يتم تنفيذها، بهدف تحديد نقاط التقارب والفرص المتاحة للعمل المشترك. من أبرز النقاط التي تم تناولها:
- تبادل الخبرات في مجال البنية التحتية الرياضية: ناقش الوزيران إمكانية تبادل الخبرات والمعرفة في تصميم وتطوير المنشآت الرياضية الحديثة، وإدارة المراكز الشبابية والأندية، بما يضمن توفير بيئة جاذبة ومحفزة للرياضيين والشباب.
- برامج تمكين الشباب: تم التركيز على أهمية برامج تمكين الشباب، وتنمية قدراتهم القيادية، وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، فضلاً عن دعم ريادة الأعمال الشبابية وتوفير فرص العمل. استعرض الجانب المصري تجربته في إطلاق المبادرات الوطنية لدعم الشباب، فيما عرض الجانب البحريني جهوده في هذا الصدد.
- تطوير الكفاءات الرياضية: بحث اللقاء سبل التعاون في مجال اكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها، ووضع برامج تدريب متقدمة للمدربين والحكام، وتنظيم معسكرات تدريب مشتركة وتبادل الفرق الرياضية لرفع مستوى الأداء الفني والبدني.
- السياحة الرياضية والشبابية: تمت مناقشة إمكانية تنظيم فعاليات رياضية وشبابية مشتركة تسهم في تنشيط السياحة بين البلدين، وتعزيز التبادل الثقافي بين الشباب المصري والبحريني.
- التعاون في مجال الرقمنة والتحول الرقمي: استكشاف سبل الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والمنصات الرقمية في إدارة المنشآت الشبابية والرياضية، وتنظيم الفعاليات، وتسهيل التواصل مع الشباب.
الرؤية المستقبلية والنتائج المتوقعة
أكد الوزيران على الرؤية المشتركة نحو مستقبل أكثر إشراقاً للشباب والرياضة، مشددين على أن هذا اللقاء يشكل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التعاون الفعال والمثمر. ومن المتوقع أن تسهم هذه المباحثات في بلورة عدد من المبادرات المشتركة التي تعود بالنفع على شباب البلدين، وتساعد في تحقيق الأهداف التنموية المستدامة. وقد اتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل فنية لمتابعة ما تم الاتفاق عليه، ووضع خطط تنفيذية لضمان تحويل هذه التطلعات إلى واقع ملموس.
وشدد الدكتور أشرف صبحي على أن مصر تضع تطوير قطاعي الشباب والرياضة على رأس أولوياتها، وتسعى إلى بناء جيل واعٍ ومؤهل قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة بفعالية في مسيرة التنمية. من جانبها، أعربت الأستاذة روان بنت نجيب توفيقي عن تقديرها للجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدةً على أن البحرين حريصة على الاستفادة من التجارب الناجحة لمصر في رعاية الشباب والرياضة، وتعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم المصالح المتبادلة.
ويأتي هذا اللقاء ليؤكد التزام الدولتين بتعزيز أواصر الأخوة والتعاون، وفتح آفاق جديدة للشراكة الاستراتيجية في قطاعات حيوية كالشباب والرياضة، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الإقليمي.





