تغيير وشيك لقواعد التسلل في كرة القدم: مقترح أرسين فينجر وتأثيره المحتمل على كأس العالم
تشهد كرة القدم العالمية نقاشات حادة حول إمكانية تعديل جوهري لقواعد التسلل، وهو تغيير قد يقلب موازين اللعبة رأساً على عقب. يأتي هذا المقترح بقيادة الفرنسي أرسين فينجر، رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، والذي يسعى إلى إعادة صياغة القانون بما يعزز اللعب الهجومي ويقلل من الجدل التحكيمي، خاصة مع تزايد الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).

خلفية: قاعدة التسلل الحالية وتحدياتها
تعتمد قاعدة التسلل الحالية على مبدأ أن اللاعب يكون متسللاً إذا كان أي جزء من جسده الذي يمكنه أن يسجل به هدفاً أقرب لخط مرمى الخصم من الكرة ومن ثاني آخر مدافع (باستثناء حارس المرمى). تاريخياً، كانت هذه القاعدة تهدف إلى منع المهاجمين من التمركز بشكل دائم قرب مرمى الخصم. ومع ذلك، منذ تطبيق تقنية VAR، أصبحت قرارات التسلل محل جدل كبير. فغالباً ما يتم إلغاء أهداف بداعي التسلل بمقدار بضعة سنتيمترات لا يمكن تمييزها بالعين المجردة، مما يؤدي إلى توقف اللعب لفترات طويلة وتشويه متعة المباراة وإحباط الجماهير.
التعديل المقترح: رؤية أرسين فينجر
يقترح أرسين فينجر تعديلاً جذرياً للقاعدة، يتم بموجبه اعتبار اللاعب في وضع تسلل فقط إذا كان جسده بالكامل متقدماً على آخر مدافع. هذا يعني أنه إذا كان أي جزء من جسم المهاجم (الذي يمكنه تسجيل هدف به) في نفس مستوى المدافع الأخير أو خلفه، فإنه يعتبر في موقف صحيح. يهدف هذا التعديل، الذي يُعرف أحياناً بـ "قاعدة ضوء النهار" (daylight rule)، إلى منح المهاجمين ميزة واضحة، وزيادة فرص تسجيل الأهداف، وتشجيع الأندية على تبني أساليب لعب أكثر هجومية وجاذبية.
التطورات الأخيرة والتجارب الميدانية
يتولى المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB)، الجهة المسؤولة عن سن قوانين اللعبة، مهمة دراسة وتقييم هذا المقترح. في الأشهر الماضية، تحديداً منذ أواخر عام 2022، بدأت تجارب فعلية على قاعدة التسلل الجديدة في عدة مسابقات للشباب والدرجات الدنيا في دول مختلفة مثل السويد وإيطاليا وهولندا. تهدف هذه التجارب إلى تقييم مدى فعالية القاعدة الجديدة على أرض الملعب، وتأثيرها على ديناميكية المباريات، وسرعة اتخاذ القرارات التحكيمية، وتقليل الأخطاء والجدل المرتبط بتقنية VAR. حتى الآن، لم يتم الإعلان عن نتائج نهائية لهذه التجارب، وتُعتبر العملية في مراحلها الأولى من التقييم الشامل.
التأثير المحتمل على اللعبة وكأس العالم
في حال اعتماد هذا التعديل، سيكون له تأثير عميق على كرة القدم. من المتوقع أن تزداد أعداد الأهداف بشكل ملحوظ، حيث سيحصل المهاجمون على مساحة أكبر وفرص أوضح. سيتعين على المدربين إعادة التفكير في استراتيجياتهم الدفاعية والهجومية، وقد تتغير طريقة بناء الهجمات بشكل جذري. أما بخصوص كأس العالم، فإن تطبيق مثل هذا التعديل الهام في بطولة بحجم المونديال يتطلب دراسة متأنية ووقتاً كافياً للتكيف. ورغم أن النقاشات جارية، إلا أنه من المستبعد جداً أن يُطبق التعديل بشكل مفاجئ في النسخة القادمة من كأس العالم دون أن يكون قد خضع لاختبارات مكثفة وحصل على موافقة واسعة من جميع الأطراف المعنية، وذلك لضمان العدالة وتجنب أي ارتباك.
ردود الفعل والتطلعات المستقبلية
تباينت ردود الفعل على مقترح فينجر بين مؤيد ومعارض. يرى المؤيدون أن التعديل سيعيد المتعة إلى اللعبة ويقلل من التدخلات المبالغ فيها لتقنية VAR، بينما يخشى المعارضون من أنه قد يضعف الدفاع ويغير جوهر التكتيكات المعروفة. لا يزال مستقبل هذا التعديل غير مؤكد ويعتمد على نتائج التجارب المستمرة وقرار IFAB النهائي. ومع ذلك، فإن مجرد طرحه للنقاش والتجريب يؤكد سعي FIFA المستمر لتطوير كرة القدم وتكييف قوانينها مع متطلبات العصر الحديث.





