تقارير تشير إلى إقالة وشيكة للمدرب جوزيه جوميز من الفتح السعودي
تواترت التقارير الصحفية مؤخرًا، مشيرة إلى اقتراب إقالة المدرب البرتغالي جوزيه جوميز من منصبه كمدير فني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الفتح السعودي. تأتي هذه الأنباء في ظل تدهور نتائج الفريق وتراجع أدائه في البطولات المحلية، مما وضع إدارة النادي تحت ضغط كبير لاتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة لإنقاذ الموسم الكروي.

الخلفية والوضع الراهن
تولى جوميز قيادة الفتح في فترة شهدت فيها طموحات كبيرة لإعادة الفريق إلى المنافسة على المراكز المتقدمة في دوري روشن السعودي. كان يُعول عليه لإحداث نقلة نوعية في أداء الفريق واستغلال إمكانيات اللاعبين بشكل أفضل، مستفيدًا من خبرته السابقة في المنطقة. ومع ذلك، لم ترق النتائج إلى مستوى التوقعات المرجوة، وبدأ الفريق يعاني من تذبذب واضح في المستوى، خصوصًا في الموسم الكروي 2023-2024 الحالي.
في الموسم الحالي، يحتل الفتح مركزًا لا يتناسب مع تطلعات جماهيره وإدارته، حيث يعاني من سلسلة من النتائج السلبية التي شملت خسائر متتالية وتراجعًا ملحوظًا في جدول الترتيب. فقد الفريق نقاطًا مهمة أمام منافسين كانوا في متناوله، مما أثار علامات استفهام حول قدرة الجهاز الفني بقيادة جوميز على إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز هذه الأزمة الطارئة.
تتمثل أبرز التحديات التي واجهها الفريق تحت قيادة جوميز في ضعف المنظومة الدفاعية، وصعوبة في التسجيل رغم وجود مهاجمين مميزين، بالإضافة إلى عدم الاستقرار التكتيكي الذي ظهر في العديد من المباريات. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى فقدان الثقة بين الجهاز الفني واللاعبين، وبين الجماهير والإدارة، التي بدأت تشعر بالقلق على مستقبل الفريق في المسابقة.
التطورات الأخيرة والقرار الوشيك
توالت الهزائم القاسية في الآونة الأخيرة، لعل أبرزها الخسائر أمام فرق لم تكن تتوقع الجماهير أن يتعثر الفتح أمامها بهذه الطريقة. هذه النتائج كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت إدارة النادي إلى التفكير جديًا في مستقبل المدرب. أشارت مصادر مقربة من إدارة الفتح إلى أن هناك اجتماعًا حاسمًا قد عُقد أو سيعقد قريبًا لوضع اللمسات الأخيرة على قرار الإقالة، الذي بات وشيكًا للغاية.
الضغط الجماهيري والإعلامي كان له دور كبير في تسريع وتيرة اتخاذ القرار. فبعد كل خسارة، كانت أصوات المطالبة بالتغيير تتعالى، مؤكدة على ضرورة ضخ دماء جديدة في الجهاز الفني لإخراج الفريق من دوامة النتائج السلبية قبل فوات الأوان. يُعتقد أن الإدارة قد استنفدت كافة الخيارات المتاحة لدعم جوميز، وأصبحت الإقالة هي الحل الوحيد المتبقي لتغيير مسار الفريق وتحقيق الاستقرار المنشود.
مسيرة جوميز في المملكة
لم تكن هذه التجربة هي الأولى للمدرب البرتغالي جوزيه جوميز في الدوري السعودي. فقد سبق له تدريب أندية سعودية أخرى مثل الأهلي والتعاون وبني ياس الإماراتي، حيث حقق نجاحات متفاوتة، مما جعله اسمًا معروفًا في الساحة الكروية السعودية. ومع كل تجربة، كانت هناك آمال معلقة على خبرته في التعامل مع أجواء الكرة السعودية ومتطلباتها المتغيرة.
تميز جوميز بأسلوبه التكتيكي الذي يعتمد غالبًا على التنظيم الدفاعي واللعب على الهجمات المرتدة في بعض الأحيان. ولكن في الفتح، يبدو أن هذا الأسلوب لم يجد الصدى المطلوب، أو ربما لم يمتلك الفريق العناصر القادرة على تطبيق رؤيته بشكل فعال وثابت. كما أن التحديات المتعلقة بإصابات اللاعبين، أو عدم استقرار التشكيلة، أو حتى الفجوات الفنية في بعض المراكز، قد تكون أثرت على خططه وأداء الفريق بشكل عام.
التداعيات والخطوات المستقبلية
إن إقالة جوميز، إن تمت رسميًا، ستشكل نقطة تحول حاسمة في مسيرة الفتح هذا الموسم. فمن المتوقع أن يكون لها تأثير مباشر على معنويات اللاعبين والأداء العام للفريق. غالبًا ما يكون هناك انتعاش مؤقت بعد تغيير المدرب، نتيجة لتأثير الصدمة والرغبة في إثبات الذات أمام المدرب الجديد، وهو ما تأمل إدارة الفتح في حدوثه.
ستبدأ إدارة الفتح على الفور في البحث عن بديل مناسب لقيادة الدفة الفنية. تشير التوقعات إلى أن النادي قد يتجه للتعاقد مع مدرب يمتلك خبرة واسعة في الدوري السعودي، أو مدرب يتمتع بفلسفة كروية هجومية قادرة على إعادة الروح للفريق وتحقيق الاستقرار المنشود في أسرع وقت ممكن. ستكون المهمة الرئيسية للمدرب الجديد هي إنقاذ الموسم، وتحقيق أكبر قدر ممكن من النقاط، وربما بناء فريق للمواسم القادمة لتجنب تكرار الأخطاء.
يسعى الفتح إلى الابتعاد عن منطقة الخطر في جدول الترتيب، وربما المنافسة على مركز مؤهل للبطولات القارية إن أمكن، على الرغم من صعوبة ذلك في الوضع الراهن للفريق. القرار المرتقب يعكس رغبة الإدارة الجادة في تصحيح المسار وعدم التهاون في تحقيق الأهداف الموضوعة للنادي، مؤكدة التزامها بتحقيق طموحات جماهيرها وتقديم أداء يليق باسم النادي.





