تقارير دنماركية تربط بطل يورو 92 وجهازه الفني بالانتقال إلى الأهلي مع توروب
في فترة سابقة شهدت حراكًا في سوق المدربين بالشرق الأوسط، برزت تقارير إعلامية قادمة من الدنمارك ربطت المدرب المعروف بريان توروب بتولي القيادة الفنية للنادي الأهلي المصري. لم تكن هذه مجرد إشارة عابرة، بل قدمت التقارير، التي انتشرت حوالي أواخر عام 2022 وبداية 2023، تفاصيل دقيقة حول الجهاز الفني المساعد الذي كان توروب يخطط لتشكيله، والذي قيل إنه يضم أسماءً بارزة من بينها بطل سابق في بطولة أمم أوروبا 1992، بالإضافة إلى مدرب حراس مرمى من نادي فايل بولدكلوب الدنماركي، مما أضفى على الخبر زخمًا كبيرًا في الأوساط الرياضية المصرية والعربية.

تفاصيل الجهاز الفني المقترح
وفقًا للمصادر الصحفية الدنماركية آنذاك، كان مشروع توروب للأهلي يتضمن بناء فريق عمل متكامل لتطبيق رؤيته الفنية. كان من ضمن الأسماء المطروحة مدرب حراس مرمى نادي فايل بولدكلوب، مادس غاغليفسكي، المعروف بخبرته في تطوير الحراس وفقًا للأساليب الأوروبية الحديثة. أما المعلومة الأكثر إثارة للجدل فكانت الإشارة إلى انضمام شخصية من الجيل الذهبي للمنتخب الدنماركي الفائز بلقب يورو 1992، وهو إنجاز كروي أسطوري. ورغم أن هوية هذا البطل لم تُحسم بشكل نهائي في التقارير، فإن مجرد وجود لاعب سابق بهذا الحجم كان يهدف إلى إضافة ثقل وخبرة دولية كبيرة للجهاز الفني، إلى جانب مساعدين آخرين مثل لارس كنودسن.
لماذا بدا الخبر منطقيًا في ذلك الوقت؟
اكتسبت هذه الأنباء مصداقيتها من عدة عوامل. أولاً، السيرة الذاتية للمدرب بريان توروب نفسه، الذي صنع لنفسه اسمًا كمدرب ناجح وصاحب فكر تكتيكي واضح مع أندية مثل إف سي ميتييلاند، الذي قاده للفوز بالدوري الدنماركي، بالإضافة إلى تجاربه مع أندية مثل جينك البلجيكي وفيتيسه الهولندي. ثانيًا، كان النادي الأهلي يمر بمرحلة بحث عن مشروع فني مستقر وطويل الأمد بعد فترة من عدم الاستقرار النسبي على صعيد الأجهزة الفنية. إن فكرة التعاقد مع مدرب أوروبي يصطحب معه فريقه الخاص باتت نموذجًا شائعًا تسعى إليه الأندية الكبرى لضمان تطبيق فلسفة موحدة وناجحة، وهو ما جعل من شائعة توروب خبرًا قابلاً للتصديق لدى الكثيرين.
الحقيقة على أرض الواقع: استقرار ونجاح مع كولر
على الرغم من كل التكهنات التي أحاطت بمستقبل القيادة الفنية للأهلي، إلا أن مسار الأحداث اتخذ منحى مختلفًا تمامًا. تجاهلت إدارة النادي كل الشائعات المتداولة وركزت على خيارها الذي أثبت لاحقًا أنه كان صائبًا بكل المقاييس، وهو المدرب السويسري مارسيل كولر. منذ وصوله، قاد كولر الفريق إلى حقبة من النجاحات الباهرة، حيث حصد العديد من الألقاب الكبرى، أبرزها لقب دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين، بالإضافة إلى الفوز بالدوري المصري وكأس مصر وكأس السوبر المصري، محققًا أرقامًا قياسية ومقدمًا أداءً قويًا ومستقرًا.
في المقابل، استمر بريان توروب في مسيرته التدريبية في أوروبا، حيث تولى بعد فترة وجيزة من انتشار تلك الشائعات قيادة نادي نوردشيلاند الدنماركي، ليؤكد أن وجهته لم تكن القاهرة. وبهذا، تُعد قصة ارتباط توروب بالأهلي مثالاً واضحًا على طبيعة سوق الانتقالات في كرة القدم، الذي يمتلئ بالشائعات والتكهنات التي يغذيها الإعلام ووكلاء اللاعبين، بينما تبقى القرارات الرسمية هي الفيصل الوحيد في حسم الأمور.





