تورنتو تحتضن الدورة الأولى من الملتقى الدولي لفن اليوميات وتكرم فلسطين
شهدت مدينة تورنتو الكندية مؤخراً إطلاق الدورة الأولى من الملتقى الدولي لفن اليوميات، وهو حدث ثقافي رائد يُعد الأول من نوعه عالمياً المخصص بالكامل لهذا الفن الأدبي. تضمن الملتقى، الذي انطلق في أواخر أكتوبر الماضي، تكريماً خاصاً لفلسطين كضيف شرف، بهدف تسليط الضوء على الأبعاد الفنية والنقدية لسرد اليوميات وتشجيع الحوار والبحث والتبادل الثقافي بين الكتاب والنقاد والأكاديميين على الصعيد الدولي.

خلفية وأهداف الملتقى
انبثق الملتقى الدولي لفن اليوميات في تورنتو من الرؤية الطموحة للباحث والروائي التونسي كمال الرياحي. يُعرف الرياحي بعمله المكثف في مجال أدب اليوميات والسيرة الذاتية، والذي يمتد لسنوات طويلة ويشمل النقد والبحث والتدريس والإبداع. لقد أدرك الرياحي وجود فجوة في المنتديات الأدبية العالمية المتخصصة، مما دفعه لتأسيس هذا الملتقى الفريد. جرى تنظيم الدورة الافتتاحية بالتعاون بين المركز الثقافي "بيت الخيال" في تورنتو، وقسم الدراسات العربية بجامعة يورك، بالإضافة إلى مركز "نواة الدورة" ومنتدى "الخطيب". يهدف الملتقى بشكل أساسي إلى الارتقاء بمكانة فن اليوميات كجنس أدبي مستقل وعميق، وتشجيع الاستكشاف الأكاديمي والتحليل النقدي لأشكاله وأساليبه وتأثيره.
فلسطين: ضيف الشرف
يمثل اختيار فلسطين لتكون ضيف شرف الملتقى نقطة محورية وأساسية في فعالياته. يعكس هذا القرار التقدير العميق للمساهمات الغنية والمؤثرة للكتاب والمثقفين الفلسطينيين في أدب السيرة الذاتية واليوميات. إن السرديات الفلسطينية، التي غالباً ما تنبع من تجارب الاحتلال والنزوح والصمود، تقدم منظوراً فريداً وقوياً حول الصراع الإنساني والثبات. من المتوقع أن يتضمن الملتقى جلسات قراءة ونقاشات مخصصة لأعمال الشخصيات الأدبية الفلسطينية، مما يوفر منصة دولية لتضخيم هذه الأصوات الحاسمة وتعزيز فهم أعمق للثقافة والهوية الفلسطينية من خلال عدسة فن اليوميات. ويُعد هذا التكريم أيضاً لفتة تضامن واعترافاً ثقافياً بالموروث الأدبي الفلسطيني.
الأهمية الثقافية والأدبية
يمثل إطلاق ملتقى دولي متخصص بهذا الشكل علامة فارقة في المشهد الأدبي العالمي. من خلال تركيزه الحصري على فن اليوميات، يشجع الحدث تقديراً أعمق لهذا النوع الأدبي الذي غالباً ما يتم التغاضي عنه، والذي يُعد وسيطاً قوياً للتأمل الشخصي، والتوثيق التاريخي، والتعليق الاجتماعي. يجمع الملتقى بين وجهات نظر متنوعة من مختلف الثقافات والخلفيات الأكاديمية، مما يعزز الحوار بين الثقافات والتبادل الفكري. يُتوقع أن يصبح هذا الملتقى حدثاً سنوياً، ليثبت مكانة تورنتو كمركز للخطاب الأدبي المتقدم والابتكار في دراسة الكتابة الذاتية، مما يثري في نهاية المطاف التراث الأدبي العالمي.





