ثلاثة تحديات كبرى تنتظر تياغو موتا في يوفنتوس
بعد الإعلان الرسمي في يونيو 2024 عن توليه منصب المدير الفني الجديد لنادي يوفنتوس، يواجه المدرب الإيطالي البرازيلي تياغو موتا مهمة معقدة لإعادة "السيدة العجوز" إلى قمة المنافسة محليًا وأوروبيًا. ورغم النجاح اللافت الذي حققه مع نادي بولونيا وقيادته للتأهل التاريخي إلى دوري أبطال أوروبا، يصل موتا إلى تورينو محملاً بآمال عريضة، لكنه يصطدم بواقع يتطلب حلولاً سريعة لملفات شائكة تنتظره على طاولته.

إعادة هيكلة الفريق وسوق الانتقالات
يتمثل التحدي الأبرز والأكثر إلحاحًا للمدرب الجديد في إدارة سوق الانتقالات وتحديد ملامح القائمة التي ستخوض الموسم المقبل. فالفريق بحاجة إلى عملية تحديث تتوافق مع فلسفة موتا الهجومية، وهو ما يضع مستقبل عدد من اللاعبين الحاليين على المحك. ويبرز على رأس هذه الملفات:
- مستقبل اللاعبين الرئيسيين: هناك حالة من عدم اليقين تحيط بنجوم مثل الجناح فيديريكو كييزا، الذي يدخل عامه الأخير في عقده دون التوصل لاتفاق حول التجديد حتى الآن. كما أن وضع لاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو لا يزال غامضًا مع انتهاء عقده، بالإضافة إلى الرحيل شبه المؤكد للحارس البولندي فويتشيك تشيزني إلى الدوري السعودي.
- تدعيم الصفوف: تتطلب طريقة لعب موتا لاعبين بخصائص فنية محددة، خاصة في خط الوسط. وتعمل الإدارة بالفعل على حسم صفقات استراتيجية، مثل التعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي دوغلاس لويز من أستون فيلا، والتعاقد مع الحارس ميشيل دي غريغوريو من مونزا لتعويض رحيل تشيزني. ستكون قدرة موتا على دمج الصفقات الجديدة بسرعة حاسمة لنجاح الفريق.
فرض هوية تكتيكية جديدة
يصل تياغو موتا إلى يوفنتوس حاملاً معه فلسفة لعب تختلف جذريًا عن سلفه ماسيميليانو أليغري. فبينما اشتهر أليغري بأسلوبه الواقعي والمتحفظ الذي يعتمد على الصلابة الدفاعية والهجمات المرتدة، يُعرف موتا بأسلوبه الهجومي القائم على الاستحواذ والضغط العالي وبناء اللعب من الخلف. هذا التحول لا يمثل تغييرًا في الرسم التكتيكي فحسب، بل هو تغيير في عقلية الفريق بأكمله. سيكون على موتا إقناع اللاعبين بتبني أفكاره الجديدة وتطبيقها بفعالية، وهي مهمة تتطلب وقتًا وصبرًا، خاصة في نادٍ بحجم يوفنتوس الذي يطالب دائمًا بالنتائج الفورية.
إدارة غرفة الملابس والنجوم الكبار
بعيدًا عن الجوانب الفنية، يواجه موتا تحديًا في إدارة غرفة ملابس تضم أسماء كبيرة ونجومًا دوليين. يتوجب عليه بناء علاقة قوية مع قادة الفريق الحاليين وتحديد الأدوار بوضوح. ومن أبرز القضايا في هذا السياق هو كيفية تحقيق أقصى استفادة من المهاجم الصربي دوشان فلاهوفيتش، الذي تذبذب مستواه تحت قيادة أليغري، وجعله المحور الأساسي في خط الهجوم. كما أن حسم مصير لاعبين مؤثرين مثل كييزا ورابيو بسرعة سيساعد على استقرار الأجواء داخل الفريق ومنع أي انقسامات محتملة. إن قدرة موتا على كسب ثقة اللاعبين وفرض رؤيته ستكون عاملاً جوهريًا في تحديد مسار موسمه الأول مع البيانكونيري.





