جامعة الإمارات تضع اللمسات الأخيرة لإطلاق القمر الاصطناعي العربي 813 هذا العام
في تطور يعكس الطموحات المتزايدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء، أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة عن اكتمال الاستعدادات النهائية لإطلاق القمر الاصطناعي العربي "813". من المتوقع أن يتم هذا الإطلاق التاريخي في الربع الأخير من عام 2024، ليضيف إنجازاً جديداً للمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء (NSSTC) التابع للجامعة، والذي قاد جهود تطوير هذا المشروع الطموح. هذا الإعلان، الذي ورد في أواخر أكتوبر 2024، يؤكد على التزام الدولة بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للابتكار في علوم الفضاء.

الخلفية والأهمية الاستراتيجية
يأتي مشروع القمر الاصطناعي "813" في سياق رؤية الإمارات الطموحة لمستقبلها في الفضاء، والتي بدأت تترسخ مع مهمة مسبار الأمل إلى المريخ وإطلاق العديد من الأقمار الاصطناعية المتقدمة. تهدف هذه المبادرات إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز القدرات العلمية والتقنية للدولة. يلعب المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف، حيث يعمل كحاضنة للأبحاث المتقدمة وتطوير التكنولوجيا الفضائية، إلى جانب تدريب الكفاءات الإماراتية الشابة.
يُعد إطلاق هذا القمر الاصطناعي دليلاً على قدرة المؤسسات الأكاديمية الإماراتية على المساهمة بفاعلية في المشاريع الوطنية الكبرى، وتأكيداً على دور الجامعة كمنارة للعلم والمعرفة. تسمية القمر بـ "العربي 813" قد تشير إلى طموح أوسع يتجاوز الحدود الوطنية، أو تعكس التعاون الإقليمي في تطويره أو الأهداف التي يخدمها في المنطقة العربية، مما يعزز مكانة الإمارات كداعم للتقدم العلمي في العالم العربي.
الاستعدادات النهائية ومراحل الإنجاز
تضمنت عملية تطوير القمر الاصطناعي "813" مراحل متعددة ومعقدة، بدأت بالتصميم المفاهيمي مروراً بالتصنيع الدقيق واختبارات الأداء الشاملة. وقد أشرف فريق من المهندسين والعلماء الإماراتيين، بالتعاون مع خبراء دوليين، على جميع هذه المراحل لضمان جاهزية القمر الاصطناعي لبيئة الفضاء القاسية وأدائه الأمثل. وقد تم إجراء سلسلة من الاختبارات الأرضية المكثفة في مرافق المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء المتطورة، للتأكد من قدرة القمر على تحمل ظروف الإطلاق والعمل بفعالية في مداره المحدد.
من المتوقع أن يخدم القمر الاصطناعي "813" أغراضاً متعددة، بما في ذلك المراقبة البيئية ورصد التغيرات المناخية، فضلاً عن دعم الأبحاث العلمية في مجالات مختلفة مثل دراسة الغلاف الجوي والموارد الطبيعية. كما سيقدم القمر منصة تعليمية وتدريبية للطلاب والباحثين، مما يسهم في بناء جيل جديد من المتخصصين في علوم وتكنولوجيا الفضاء.
الأثر والتطلعات المستقبلية
يمثل إطلاق القمر الاصطناعي "813" نقطة تحول لجامعة الإمارات العربية المتحدة ولبرنامج الفضاء الوطني ككل. من المتوقع أن يعزز هذا الإنجاز مكانة الجامعة كمركز رائد للابتكار الفضائي في المنطقة، وأن يلهم المزيد من الشباب الإماراتي للانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). كما سيفتح الباب أمام شراكات بحثية جديدة وفرص للتعاون الدولي في مجال الفضاء.
تتطلع الإمارات، من خلال هذه المشاريع، إلى مواصلة إسهاماتها في المعرفة الإنسانية والتنمية المستدامة، مع ترسيخ دورها كلاعب أساسي في استكشاف الفضاء واستخداماته السلمية. يعكس هذا الإنجاز التزام الدولة ببناء مستقبل قائم على الابتكار والتميز العلمي، ويؤكد على أن طموحاتها في الفضاء لا تعرف حدوداً.





