جدل تحكيمي واسع: تحليل اللقطة التي حسمت مباراة الأهلي وسيراميكا في السوبر المصري
شهدت بطولة كأس السوبر المصري للأبطال، التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة في أواخر ديسمبر 2023، جدلاً تحكيمياً كبيراً خلال مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت بين النادي الأهلي ونادي سيراميكا كليوباترا. تمحور الجدل حول ركلة جزاء حاسمة احتُسبت لصالح الأهلي في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، والتي غيرت نتيجتها بشكل كامل وأثارت انقساماً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية بين مؤيد ومعارض لصحة القرار.

خلفية المباراة واللحظة الحاسمة
دخل الفريقان المباراة بهدف حجز مقعد في نهائي البطولة. استمر التعادل السلبي مسيطراً على مجريات اللعب حتى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني. وفي الدقيقة 92 تقريباً، سقط لاعب وسط الأهلي، إمام عاشور، داخل منطقة جزاء سيراميكا كليوباترا بعد تدخل من المدافع طارق سامي. أشار حكم المباراة، محمد معروف، باستمرار اللعب في البداية، معتبراً أن الاحتكاك لا يستدعي احتساب مخالفة.
تدخل تقنية الفيديو (VAR) وتغيير القرار
بعد لحظات من استمرار اللعب، تدخل حكم تقنية الفيديو المساعد (VAR)، طارق مجدي، واستدعى الحكم محمد معروف لمراجعة اللقطة عبر الشاشة الجانبية للملعب. استغرقت عملية المراجعة عدة دقائق، عاد بعدها الحكم معروف إلى أرض الملعب وأعلن عن قراره باحتساب ركلة جزاء لصالح النادي الأهلي وسط احتجاجات صاخبة من لاعبي وجهاز سيراميكا كليوباترا الفني. نجح الظهير الأيسر للأهلي، علي معلول، في ترجمة ركلة الجزاء إلى هدف، ليمنح فريقه الفوز بنتيجة 1-0 والتأهل إلى المباراة النهائية.
آراء الخبراء والانقسام حول القرار
أصبحت اللقطة هي حديث الساعة بين خبراء التحكيم والمحللين الرياضيين، حيث انقسمت الآراء بشكل واضح حول مدى صحة قرار الحكم. ويمكن تلخيص وجهات النظر المتباينة في النقاط التالية:
- المؤيدون للقرار: رأى هذا الفريق من الخبراء أن قرار الحكم باحتساب ركلة الجزاء كان صحيحاً. استندوا في تحليلهم إلى أن مدافع سيراميكا ارتكب مخالفة تتمثل في "التهور" أو "الإعاقة" لحركة إمام عاشور، مما منعه من الوصول إلى الكرة. وأكدوا أن الاحتكاك، حتى لو كان طفيفاً، كان كافياً للتأثير على توازن اللاعب داخل منطقة الجزاء، وأن تدخل تقنية الفيديو كان ضرورياً لتصحيح الخطأ المبدئي للحكم.
- المعارضون للقرار: على الجانب الآخر، جادل خبراء آخرون بأن اللقطة لا ترقى لاحتساب ركلة جزاء. وأوضحوا أن الاحتكاك كان طبيعياً ولم يكن هناك دفع أو عرقلة واضحة، بل إن البعض أشار إلى أن إمام عاشور هو من بحث عن الاحتكاك. واعتبر هذا الفريق أن الحالة تندرج تحت بند "التقدير الشخصي" للحكم، وأن تدخل تقنية الفيديو لم يكن مبرراً لعدم وجود "خطأ واضح ومؤكد"، وهو الشرط الأساسي لتدخل التقنية حسب البروتوكول المعتمد.
التداعيات وردود الفعل
خلّفت المباراة حالة من الغضب لدى مسؤولي نادي سيراميكا كليوباترا، الذين عبروا عن استيائهم من القرار التحكيمي الذي اعتبروه سبباً مباشراً في خسارتهم المباراة وخروجهم من البطولة. في المقابل، دافع مسؤولو النادي الأهلي عن صحة القرار، مؤكدين أن فريقهم استحق الفوز وأن تقنية الفيديو جاءت لتحقيق العدالة. وقد أعادت هذه الحادثة فتح النقاش مجدداً حول آلية تطبيق تقنية الفيديو في الملاعب المصرية ومدى فعاليتها في حسم الحالات الجدلية بشكل يرضي جميع الأطراف.





