شهد برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، والذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم، جدلاً حاداً ومواجهة كلامية مباشرة بين الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية المصرية، ومطرب المهرجانات مسلم (مصطفى زناتي). تركز الخلاف، الذي وقع خلال مداخلة هاتفية مشتركة، حول أسباب استمرار إيقاف مسلم عن الغناء، وهي الأزمة التي بدأت تعصف بمسيرته منذ ما يقرب من عام.

جدل حاد على الهواء بين مصطفى كامل ومسلم بشأن إيقاف الأخير، والنقيب ينفي الاتهامات
تبادل الطرفان خلال المداخلة، التي أذيعت في أواخر عام 2023، اتهامات وتصريحات متضاربة، حيث قدم مسلم شكواه من الظلم الذي يلحق به ومنعه من مزاولة مهنته، بينما رد النقيب مصطفى كامل بنفي قاطع لتلك الادعاءات، مؤكداً أن كل ما يصرح به مسلم "كذب" ولا أساس له من الصحة، وأن قرارات النقابة تستند إلى القانون واللوائح المنظمة لعمل الفنانين.
خلفية الأزمة: نقابة المهن الموسيقية وموسيقى المهرجانات
تكمن جذور هذه الأزمة في العلاقة المتوترة بين نقابة المهن الموسيقية، برئاسة مصطفى كامل منذ انتخابه في أكتوبر 2022، وفئة مطربي المهرجانات. لطالما أكد النقيب على ضرورة تنظيم المشهد الموسيقي في مصر، وفرض معايير مهنية وأخلاقية على الكلمات والأداء، ومحاربة ما يعتبره تجاوزات تضر بالذوق العام والقيم الفنية. وقد شملت قرارات النقابة المتتالية إيقاف العديد من مطربي المهرجانات، ووضع ضوابط صارمة لحفلاتهم وتصاريح عملهم.
بالنسبة لمسلم، فإن إيقافه يعود بشكل أساسي إلى نزاع تعاقدي مع شركة إنتاج سابقة (تحديداً مع المنتج سلطان الشن). تُلزم لوائح النقابة الفنانين بتسوية أي نزاعات تعاقدية مع الجهات التي تعاقدوا معها قبل الحصول على تصاريح الغناء. تهدف هذه اللوائح إلى حماية حقوق كافة الأطراف في الصناعة الموسيقية ومنع أي تلاعب أو إخلال بالعقود.
تفاصيل المواجهة على الهواء
خلال المداخلة الهاتفية، أعرب مسلم عن إحباطه الشديد من وضعه، مؤكداً أنه يعاني مادياً ونفسياً جراء منعه من الغناء. ووجه اتهامات مبطنة إلى النقابة بالتضييق عليه وتعطيل مسيرته دون وجه حق. وتضمنت شكواه نقاطاً مثل:
- عدم حصوله على دعم من النقابة: ادعى مسلم أن النقابة لم تقدم له الدعم اللازم لحل مشكلته التعاقدية أو تسهيل عودته للغناء.
- التأثير السلبي على حياته المهنية والشخصية: أوضح أن الإيقاف يؤثر سلباً على مصدر رزقه وعلى عائلته.
- شعوره بالظلم واليأس: أعرب عن شعوره بأن حقوقه مهضومة وأن لا أحد يستمع إلى مشكلته.
في المقابل، رد النقيب مصطفى كامل بحزم شديد، مؤكداً أن النقابة لم تتخذ أي قرار ضده بناءً على أسباب شخصية، بل بناءً على لوائح وقوانين واضحة. أوضح النقيب أن:
- الأساس القانوني للإيقاف: الإيقاف مرتبط بشكل مباشر بعدم تسوية مسلم لنزاعه التعاقدي مع شركة الإنتاج السابقة، وهو ما يعد مخالفة صريحة للوائح النقابة.
- نفي اتهامات الكذب والظلم: أكد كامل أن كل ما يدعيه مسلم بخصوص الظلم أو عدم الدعم هو محض افتراء، وأن النقابة تقدم خدماتها وحمايتها لجميع أعضائها الملتزمين.
- دعوة للالتزام بالقانون: دعا مسلم إلى الالتزام بالإجراءات القانونية وتسوية مشكلته التعاقدية أولاً ليتمكن من العودة للغناء بشكل رسمي.
- حماية حقوق الغير: شدد النقيب على أن دور النقابة هو حماية حقوق جميع الأطراف، بما في ذلك شركات الإنتاج، وأن السماح لمسلم بالغناء دون حل مشكلته التعاقدية سيعرض النقابة للمساءلة القانونية ويخل بمبدأ العدالة.
تداعيات وجدل أوسع
هذا الجدل ليس مجرد خلاف شخصي، بل يعكس صراعاً أوسع نطاقاً حول مستقبل موسيقى المهرجانات في مصر. تثير هذه القضية تساؤلات حول:
- حدود الحرية الفنية مقابل التنظيم النقابي: إلى أي مدى يمكن للنقابات أن تتدخل في المحتوى الفني أو تفرض قيوداً على الفنانين؟
- حماية حقوق الفنانين في عقودهم: كيف يمكن ضمان عقود عادلة للفنانين الشباب ومنع استغلالهم؟
- تأثير الإعلام على قضايا الرأي العام: كيف تساهم البرامج التلفزيونية في تسليط الضوء على هذه القضايا وتشكيل الرأي العام حولها؟
يظل الوضع القانوني لمسلم معلقاً لحين تسوية نزاعه التعاقدي. يرى العديد من المتابعين أن هذه المواجهة على الهواء تبرز التحديات التي تواجه الفنانين في صناعة الموسيقى المصرية، وخاصةً أولئك الذين ينتمون إلى أنواع موسيقية حديثة مثل المهرجانات، في ظل سعي النقابة لفرض الانضباط والارتقاء بالمستوى العام للفن.
أهمية الخبر
تكتسب هذه القصة أهميتها كونها تسلط الضوء على صراع دائم بين الأصالة والمعاصرة في المشهد الموسيقي المصري، ودور المؤسسات الرسمية في تشكيل هذا المشهد. كما أنها تعكس تحديات الفنانين الشباب في التعامل مع العقود المعقدة ومتطلبات النقابات المهنية. يتابع الجمهور هذه القضايا بشغف، كونها تمس حرية الإبداع، ومستقبل أنواع فنية تلقى رواجاً شعبياً كبيراً.





