جدل فيلم "الست": تركي آل الشيخ يوضح حقيقة الإنتاج السعودي لسيرة أم كلثوم
أوضح المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، في تصريحات حديثة، تفاصيل الدور السعودي في إنتاج فيلم "الست" الذي يتناول السيرة الذاتية لأسطورة الغناء العربي أم كلثوم. جاءت هذه التوضيحات ردًا على حالة من الجدل الواسع التي أثيرت عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، خاصة في مصر، عقب الإعلان عن المشروع، حيث عبر البعض عن مخاوفهم من إنتاج سيرة رمز مصري كبير بدعم غير مصري.

خلفية الجدل والمخاوف الأولية
بدأت القصة مع الإعلان عن فيلم سينمائي ضخم يروي قصة حياة "كوكب الشرق"، وهو مشروع طال انتظاره من قبل الملايين في العالم العربي. لكن الإعلان عن مشاركة "موسم الرياض" في دعم الفيلم أثار نقاشًا حادًا. تمحورت المخاوف بشكل أساسي حول احتمالية التدخل في المحتوى الفني للعمل أو أن يتم إسناد الأدوار الرئيسية، بما في ذلك دور أم كلثوم، إلى طاقم عمل غير مصري، وهو ما اعتبره كثيرون مساسًا بالإرث الثقافي المصري الخالص الذي تمثله أم كلثوم.
توضيحات آل الشيخ الحاسمة
في مداخلة مصورة، سعى تركي آل الشيخ إلى حسم الجدل ووضع النقاط على الحروف، مؤكدًا على عدة نقاط رئيسية لتهدئة المخاوف العامة. وكان أبرز ما جاء في حديثه هو الآتي:
- الدور السعودي يقتصر على الرعاية: شدد آل الشيخ على أن دور "موسم الرياض" وصندوق "Big Time" الاستثماري هو مجرد رعاية ودعم إنتاجي للفيلم، دون أي تدخل في تفاصيله الفنية أو الإبداعية. وأوضح أن هذا الدعم يهدف إلى توفير الإمكانيات اللازمة لإنتاج عمل فني يليق بقامة أم كلثوم.
- فريق العمل مصري بالكامل: أكد بشكل قاطع أن جميع عناصر العمل الرئيسية مصرية، بدءًا من الكاتب والسيناريست الكبير أحمد مراد، والمخرج المتميز مروان حامد، وصولًا إلى الشركة المنتجة. كما أشار إلى أن بطلة الفيلم ستكون ممثلة مصرية، في إشارة ضمنية إلى الفنانة منى زكي التي ارتبط اسمها بالمشروع.
- معنى تصريح "كنت متشائم": فسر آل الشيخ مقولته التي أثارت الاهتمام "كنت متشائم"، موضحًا أن تشاؤمه في البداية لم يكن يتعلق بالفيلم نفسه، بل بصعوبة جمع هذا الفريق الفني الكبير والمتميز لإنجاز مشروع بهذا الحجم، معبرًا عن سعادته وتفاؤله الحالي بعد نجاح المفاوضات وتكوين فريق العمل.
الأبعاد الثقافية للمشروع
يأتي هذا المشروع في سياق استراتيجية أوسع للمملكة العربية السعودية، ممثلة في هيئة الترفيه، للاستثمار في صناعة الفن والترفيه على مستوى المنطقة. ويهدف هذا الدعم إلى تعزيز الروابط الثقافية العربية المشتركة، والاحتفاء بالرموز الفنية التي شكلت وجدان الأمة العربية بأسرها. ويرى مراقبون أن توضيح آل الشيخ بأن الإنتاج الفني مصري خالص هو خطوة ذكية تهدف إلى تأكيد أن المشروع هو تكريم عربي مشترك لأيقونة فنية عربية، وليس محاولة للاستحواذ على رمز ثقافي مصري.
ومع حسم الجدل حول هوية الإنتاج، يتجه التركيز الآن نحو التحديات الفنية التي تواجه صناع الفيلم. فتقديم شخصية بحجم وقيمة أم كلثوم على الشاشة يمثل تحديًا هائلاً، حيث ينتظر الجمهور عملًا لا يروي سيرتها الذاتية فحسب، بل ينقل روح عصرها وتأثيرها الخالد في الموسيقى والثقافة والمجتمع العربي.





