قبل منى زكي.. فنانات جسدن شخصية أم كلثوم على الشاشة
أثار الإعلان مؤخراً عن استعداد النجمة منى زكي لتجسيد شخصية كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم سينمائي جديد بعنوان "الست"، اهتماماً واسعاً في الأوساط الفنية والجماهيرية. هذا الإعلان لم يسلط الضوء فقط على المشروع المرتقب الذي يجمعها بالمخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، بل أعاد أيضاً إلى الأذهان قائمة الفنانات اللاتي سبقنها في تقديم هذه الشخصية الأيقونية التي تعد من أصعب الأدوار في تاريخ الدراما والسينما العربية.

خلفية تاريخية: بصمات فنية لا تُمحى
تعتبر شخصية أم كلثوم، بما تحمله من ثقل فني وتاريخي، حلماً وتحدياً لأي فنانة. وعلى مر العقود، قُدمت سيرتها في أعمال فنية قليلة لكنها تركت أثراً كبيراً، ويظل أبرزها تجربتان رئيسيتان في عام 1999.
التجسيد الأكثر رسوخاً في الذاكرة العربية هو الذي قدمته الفنانة صابرين في مسلسل "أم كلثوم" عام 1999. حقق المسلسل نجاحاً منقطع النظير على مستوى العالم العربي، وأصبح مرجعاً أساسياً لسيرة كوكب الشرق. تميز أداء صابرين بالتقمص الشديد للشخصية في مختلف مراحلها العمرية، من الشباب وحتى الشيخوخة، ونجحت في نقل تفاصيلها النفسية والحركية ببراعة، مما جعل الدور علامة فارقة في مسيرتها الفنية، ووضع معياراً صعباً لأي فنانة تفكر في تقديم الشخصية بعدها.
في العام ذاته، قدمت الفنانة فردوس عبد الحميد شخصية أم كلثوم في فيلم سينمائي بعنوان "كوكب الشرق" للمخرج محمد فاضل. ورغم الأداء المتميز لفردوس عبد الحميد، إلا أن الفيلم لم يحقق نفس الانتشار الجماهيري للمسلسل، ربما بسبب تركيزه على جوانب محددة من حياة أم كلثوم وعلاقاتها، مقارنة بالشمولية التي قدمها المسلسل التلفزيوني في تتبع سيرتها الكاملة.
إلى جانب هاتين التجربتين البارزتين، كانت هناك محاولات أخرى لتقديم الشخصية، وإن كانت على نطاق أضيق، مثل ظهورها في سياقات درامية مختلفة جسدتها فنانات أخريات بشكل عابر.
التحدي الجديد: منى زكي في مواجهة الإرث الفني
يأتي مشروع فيلم "الست" ليضع منى زكي أمام تحدٍ كبير، يتمثل في تقديم رؤية جديدة لشخصية أم كلثوم بعد عقود من الأداء الأيقوني لصابرين. ويعول الجمهور والنقاد على الفريق الفني للفيلم، الذي يضم أسماء لامعة مثل المخرج مروان حامد والسيناريست أحمد مراد، لتقديم عمل فني مختلف ومبتكر.
فور الإعلان عن الخبر، انقسمت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومتحمس للتجربة، خاصة مع الثقة في موهبة منى زكي وقدرتها على تقديم الأدوار المركبة، وبين متخوف من صعوبة المهمة والمقارنة الحتمية مع الأداء السابق لصابرين. يرى البعض أن منى زكي ستقدم جانباً إنسانياً مختلفاً من شخصية أم كلثوم، بينما يرى آخرون أن التحدي لا يكمن في التمثيل فقط، بل في تجسيد الكاريزما والهيبة التي تمتعت بها كوكب الشرق.
الأهمية والسياق: لماذا يثير الدور كل هذا الجدل؟
لا يُعد تجسيد شخصية أم كلثوم مجرد دور فني، بل هو محاولة للمساس بأيقونة ثقافية ووطنية عربية. إنها شخصية مرتبطة بوجدان الملايين، وتاريخها الفني والاجتماعي جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر والعالم العربي الحديث. لذلك، فإن أي عمل فني يتناول سيرتها يحظى بمتابعة نقدية وجماهيرية دقيقة، ويصبح نجاحه أو إخفاقه قضية رأي عام. ومع ترقب الجمهور لفيلم "الست"، يبقى السؤال مفتوحاً حول الإضافة التي ستقدمها منى زكي لإرث كوكب الشرق على الشاشة الكبيرة.





