جدل مدرب الحراس يعيد للأضواء حكاية لاعب الزمالك السابق الذي لعب لمكابي تل أبيب
أعادت التطورات الأخيرة المتعلقة بجدل حول مدرب حراس مرمى مصري، النقاشات المحتدمة حول التقاطعات الحساسة بين كرة القدم المصرية والعلاقات السياسية. هذه الواقعة تحديدًا سلطت الضوء مجددًا على قصة لاعب الوسط الهولندي نايجل دي يونج، اللاعب السابق في صفوف نادي الزمالك، وانتقاله لاحقًا للعب مع فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، وهو ما يجسد حساسية هذا النوع من الروابط في الوعي الرياضي والسياسي المصري.

خلفية الجدل حول عصام الحضري (أواخر 2023-أوائل 2024)
اندلع الجدل عندما تم تعيين حارس المرمى المصري الأسطوري عصام الحضري مدربًا لحراس مرمى فريق النصر الليبي ببنغازي. شارك النادي الليبي بعد ذلك في بطولة ودية، مثل كأس دبي للتحدي، حيث أفادت تقارير بحضور فريق إسرائيلي، هو هبوعيل تل أبيب، ضمن الفرق المشاركة. أثار هذا الأمر غضبًا واسعًا في مصر، حيث اعتبر الكثيرون أن مشاركة الحضري مع فريق يلعب ضد فريق إسرائيلي يرقى إلى مستوى "التطبيع"، وهو مفهوم حساس للغاية في الخطاب العام المصري.
في مواجهة الضغط الجماهيري والإعلامي الهائل، سارع الحضري بتقديم استقالته من منصبه، مؤكدًا احترامه للمبادئ الوطنية المصرية ونافيًا أي نية للتطبيع. وأوضح في بياناته أن دوره كان مهنيًا بحتًا وأنه لم يكن على علم بقائمة المشاركين الكاملة في البطولة قبل التعاقد أو السفر، مؤكدًا ولاءه الكامل لبلده وقضيته.
قصة نايجل دي يونج وانتقاله لمكابي تل أبيب
في خضم هذه النقاشات حول حساسية التعامل الرياضي مع أندية إسرائيلية، عادت للأضواء قصة لاعب كرة القدم الهولندي نايجل دي يونج. يعتبر دي يونج لاعبًا دوليًا بارزًا، ولديه مسيرة احترافية حافلة مع أندية أوروبية كبيرة مثل مانشستر سيتي وميلان.
- في عام 2018، انضم دي يونج لنادي الزمالك المصري لفترة وجيزة، خاض خلالها عددًا قليلًا من المباريات قبل أن يغادر النادي.
- بعد مغادرته الزمالك في نفس العام 2018، انتقل دي يونج إلى نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي. لعب مع الفريق لمدة موسم تقريبًا، وشارك في 13 مباراة، وساهم في فوز النادي بلقب الدوري الإسرائيلي الممتاز.
تُعد مسيرة دي يونج المهنية، بانتقاله من نادٍ مصري جماهيري عريق إلى نادٍ إسرائيلي، مثالًا على التعقيدات العالمية لكرة القدم وكيف تتقاطع مع الحساسيات السياسية الإقليمية. ورغم أن دي يونج ليس لاعبًا مصريًا، إلا أن ارتباطه السابق بالزمالك ثم انتقاله إلى إسرائيل يجعله جزءًا من النقاش الدائر حول أي ارتباطات، مباشرة أو غير مباشرة، مع الرياضة الإسرائيلية.
السياق الأوسع وحساسية التطبيع الرياضي
يمثل الرأي العام المصري تاريخيًا موقفًا صارمًا ضد أي شكل من أشكال التطبيع الثقافي أو الرياضي مع إسرائيل، وذلك على الرغم من توقيع معاهدة السلام بين البلدين. تواجه أي تفاهمات أو تفاعلات يقوم بها شخصية عامة مصرية، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، انتقادات شديدة وغالبًا ما تؤدي إلى رد فعل شعبي عنيف.
تُبرز حالة دي يونج، على الرغم من كونه لاعبًا أجنبيًا، كيف أن الروابط السابقة للاعبين الأجانب مع الأندية المصرية، عندما تليها خطوة إلى نادٍ إسرائيلي، يمكن أن تصبح نقطة مرجعية في هذه النقاشات. يؤكد هذا الوضع على التحديات التي تواجه الأندية المصرية في التعامل مع اللاعبين الدوليين الذين قد تمتد مسيرتهم المهنية عبر مناطق ذات حساسيات سياسية. يشمل السياق التاريخي حوادث سابقة تم فيها رفض المقترحات الخاصة بالتفاعلات الرياضية مع الفرق الإسرائيلية بشكل قاطع من قبل الجمهور المصري والجهات الرسمية.
تؤكد هذه الأحداث مجددًا على التأثير الدائم للديناميكيات السياسية على الرياضة المصرية، حيث تشكل المشاعر الوطنية والسياق التاريخي ردود الفعل العامة بشكل عميق على المشاركات الدولية، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل.





