جريمة الإسماعيلية: تفاصيل صادمة لمقتل طفل على يد زميله والتمثيل بجثته
في أواخر عام 2023، شهدت محافظة الإسماعيلية في مصر حادثة مأساوية أثارت صدمة واسعة في الرأي العام، حيث أقدم طفل يبلغ من العمر 15 عامًا على قتل زميله في الدراسة، البالغ من العمر 14 عامًا، ثم قام بفصل رأسه عن جسده وتقطيع الجثة باستخدام منشار في محاولة لإخفاء معالم الجريمة. القضية، التي عُرفت إعلاميًا بـ"جريمة طفل الإسماعيلية"، كشفت عن دوافع صادمة وأعادت تسليط الضوء على قضايا عنف الأحداث وتأثير المحتوى الإعلامي على المراهقين.

خلفية الجريمة ودوافعها
بدأت القصة بخلاف مالي بسيط بين المتهم، عمر. أ، والضحية، إياد حسن، اللذين كانا زميلين في الدراسة. وبحسب التحقيقات واعترافات المتهم، كان الخلاف يدور حول مبلغ مالي لا يتجاوز 350 جنيهًا مصريًا متعلقًا بلعبة إلكترونية على جهاز "بلاي ستيشن". هذا الخلاف تطور إلى نية مبيتة بالانتقام والقتل، حيث بدأ المتهم في التخطيط للتخلص من زميله قبل أيام من وقوع الجريمة.
تفاصيل التخطيط والتنفيذ
أظهرت التحقيقات أن المتهم استدرج الضحية إلى مكان منعزل، وهو ورشة نجارة مهجورة يملكها والد المتهم، بحجة تسوية الخلاف المالي بينهما. وبمجرد وصولهما، باغته المتهم بضربه بآلة حادة على رأسه مما أفقده الوعي، ثم استكمل جريمته بذبحه وفصل رأسه عن جسده. وفي خطوة تالية لإخفاء الجريمة، استخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثة إلى أجزاء، ووضعها في أكياس بلاستيكية بهدف التخلص منها في أماكن متفرقة. خلال اعترافاته، أقر المتهم بأنه تأثر بمشاهد العنف في بعض الأفلام والمسلسلات الأجنبية، والتي ألهمته فكرة تقطيع الجثة لإخفاء الأدلة.
التحقيقات والقبض على المتهم
تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات الجريمة في وقت قياسي بعد بلاغ من أسرة الضحية باختفائه. ومن خلال تتبع كاميرات المراقبة وسؤال الشهود، تم حصر الشبهات حول زميله عمر. أ، الذي كان آخر من شوهد معه. وبمواجهته بالأدلة، انهار المتهم واعترف تفصيليًا بجريمته وأرشد السلطات إلى مكان إخفاء أجزاء الجثة والأدوات المستخدمة في الجريمة، بما في ذلك السلاح الأبيض والمنشار الكهربائي.
المسار القضائي والحكم
أحالت النيابة العامة المتهم، لكونه حدثًا لم يتجاوز 15 عامًا، إلى محكمة جنايات الأحداث بالإسماعيلية. استمعت المحكمة إلى أقوال شهود الإثبات ومرافعة الدفاع، واطلعت على تقرير الطب الشرعي واعترافات المتهم المصورة. وفي مطلع عام 2024، أصدرت المحكمة حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن لمدة 15 عامًا، وهي العقوبة القصوى التي يقرها قانون الطفل في مصر للجرائم التي يرتكبها الأحداث في هذه الفئة العمرية.
ردود الفعل والتأثير المجتمعي
أثارت الجريمة حالة من الفزع والغضب في المجتمع المصري، وسلطت الضوء على عدة قضايا اجتماعية ملحة، من بينها:
- عنف الأحداث: تزايد النقاش حول أسباب ارتفاع معدلات الجريمة بين القاصرين وضرورة وجود برامج توعية وتأهيل نفسي واجتماعي.
- التأثير الإعلامي: تجدد الجدل حول مسؤولية الأسر ومنصات الإعلام عن مراقبة المحتوى العنيف الذي يتعرض له الأطفال والمراهقون.
- العقوبات القانونية: طالب البعض بمراجعة قانون الطفل لتشديد العقوبات في الجرائم شديدة الخطورة، بينما دافع آخرون عن أهمية التركيز على الإصلاح والتأهيل بدلًا من العقاب فقط.
تبقى قضية "طفل الإسماعيلية" تذكيرًا مؤلمًا بالآثار المدمرة التي يمكن أن تنجم عن خلافات بسيطة عند غياب الوعي والرقابة الأسرية، وتؤكد على الحاجة الماسة لتعزيز القيم الإنسانية وحماية النشء من العوامل التي تدفعهم نحو العنف.





