جريمة تهز مصر: الداخلية تكشف تفاصيل مقتل أم وأطفالها الثلاثة في الجيزة
في بيان رسمي صدر في وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن فك لغز واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها البلاد مؤخراً، والتي وقعت في منطقة حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة. أسفر الحادث المأساوي عن مقتل أم وثلاثة من أطفالها، وكشفت التحقيقات أن مرتكب الجريمة هو الزوج ووالد الضحايا، الذي اعترف بارتكاب فعلته بسبب ضغوط مالية وديون متراكمة.

تفاصيل الكشف عن الجريمة
بدأت خيوط القضية تتكشف عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً من الأهالي بانبعاث رائحة كريهة من إحدى الشقق السكنية بمنطقة حدائق الأهرام. على الفور، انتقلت قوة أمنية إلى الموقع، وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، تم اقتحام الشقة للعثور على مشهد مروع. عُثر على جثث الأم وأطفالها الثلاثة في حالة تحلل، مما يشير إلى أن الوفاة حدثت قبل عدة أيام من اكتشافها. وبفحص الجثث مبدئياً، تبين وجود شبهة جنائية واضحة.
أمرت السلطات بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الجاني. وخلال التحريات الأولية وجمع المعلومات، تم استجواب الزوج، الذي حاول في البداية تضليل العدالة وادعى أن زوجته وأطفاله تركوا المنزل لخلافات أسرية. إلا أن تناقض أقواله والأدلة التي جمعها فريق البحث سرعان ما جعلته المشتبه به الرئيسي.
الدوافع والاعترافات الصادمة
تحت ضغط التحقيقات المكثفة والأدلة الدامغة، انهار المتهم واعترف بارتكاب الجريمة البشعة. أوضح في اعترافاته أنه كان يمر بأزمة مالية خانقة، حيث تراكمت عليه الديون بشكل كبير وعجز عن توفير متطلبات أسرته الأساسية. ذكر المتهم أنه في يوم الواقعة، وبعد تفكير، قرر التخلص من أسرته ثم الانتحار، معتبراً ذلك حلاً لمشاكله التي لا تنتهي.
كشفت اعترافاته عن تفاصيل مؤلمة لكيفية تنفيذ الجريمة، حيث أقدم على قتل زوجته وأطفاله واحداً تلو الآخر، ثم غادر الشقة وأغلقها جيداً لإخفاء جريمته لأطول فترة ممكنة. وأضاف أنه بعد ارتكاب الجريمة، لم يتمكن من تنفيذ الجزء الثاني من خطته وهو إنهاء حياته، وظل يتجول في الشوارع لعدة أيام حتى تم القبض عليه.
الإجراءات القانونية وردود الفعل
بناءً على اعترافات المتهم، قامت النيابة العامة بمعاينة موقع الجريمة وأمرت بنقل الجثامين إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها وتحديد سبب الوفاة الدقيق. كما تم حبس المتهم على ذمة التحقيقات، حيث يواجه اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. ولا تزال التحقيقات مستمرة لاستكمال جمع الأدلة والاستماع لشهود العيان وأقارب الضحايا.
وقد أثارت هذه الجريمة حالة من الصدمة والغضب في الشارع المصري وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن حزنهم العميق تجاه الضحايا، واستنكارهم الشديد للفعل الذي ارتكبه الأب. وسلط الحادث الضوء مجدداً على التأثيرات النفسية المدمرة للضغوط الاقتصادية على الأفراد، وأهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تواجه صعوبات مالية.





