جوارديولا لا يبدي قلقًا بشأن غياب مرموش المحتمل بسبب كأس الأمم الأفريقية
في تصريحات حديثة، أكد بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، أنه لا يشغل تفكيره حاليًا باحتمالية غياب لاعبين بارزين مثل عمر مرموش (مهاجم آينتراخت فرانكفورت ومنتخب مصر) وريان آيت نوري (مدافع وولفرهامبتون ومنتخب الجزائر) عن أنديتهم خلال فترة كأس الأمم الأفريقية 2025. ومن المقرر أن تستضيف المغرب هذه البطولة القارية الكبرى في الفترة من 21 ديسمبر 2025 حتى 18 يناير 2026. تعكس تصريحات جوارديولا منظورًا أوسع حول إدارة الفرق والتعامل مع التحديات التي تفرضها الأجندة الكروية الدولية، خاصةً بالنسبة للأندية الأوروبية الكبرى التي تضم في صفوفها عددًا كبيرًا من اللاعبين الأفارقة.
خلفية كأس الأمم الأفريقية وتأثيرها على كرة القدم الأوروبية
تُعد كأس الأمم الأفريقية (AFCON) البطولة الكروية الأبرز في القارة السمراء، وتُقام كل عامين. لطالما شكّل توقيت إقامتها، الذي يتزامن غالبًا مع منتصف الموسم الكروي الأوروبي، تحديًا كبيرًا للأندية التي تعتمد على نجوم أفارقة. فغياب لاعبين أساسيين لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أسابيع، حسب تقدم منتخباتهم في البطولة، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مسيرة الأندية في مختلف المسابقات المحلية والقارية. بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب ستشهد رحيل مجموعة من أفضل المواهب الأفريقية المحترفة في أوروبا، مما يضع ضغطًا إضافيًا على قوائم الأندية وتكتيكاتها.
- التوقيت الحرج: تقع البطولة في قلب الموسم الأوروبي، حيث تشتد المنافسة في الدوريات المحلية ومراحل خروج المغلوب في البطولات القارية.
 - أمثلة للاعبين مؤثرين: يمثل عمر مرموش قوة هجومية حاسمة لنادي آينتراخت فرانكفورت في الدوري الألماني، فيما يُعد ريان آيت نوري عنصرًا لا غنى عنه في خط دفاع وولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز. هؤلاء اللاعبون، إلى جانب غيرهم من النجوم الأفارقة، يساهمون بشكل كبير في أداء فرقهم.
 - سوابق تاريخية: شهدت المواسم السابقة تأثرًا واضحًا لنتائج الأندية الكبرى بسبب غياب لاعبيها الأفارقة، مما أجبر المدربين على إجراء تعديلات جذرية.
 
تداعيات غياب النجوم وتحديات إدارة الفرق
غياب لاعبين رئيسيين مثل مرموش وآيت نوري يفرض على المدربين تحديات متعددة. لا يقتصر الأمر على مجرد ملء الفراغ في التشكيلة الأساسية، بل يمتد ليشمل الحفاظ على الانسجام التكتيكي والروح المعنوية للفريق. تحتاج الأندية إلى امتلاك عمق كافٍ في قوائمها لتعويض هذه الغيابات دون تراجع في مستوى الأداء. تصريحات جوارديولا قد تشير إلى إيمانه بأهمية الاستعداد المسبق لهذه السيناريوهات، وأن التركيز ينبغي أن يكون على الحلول البديلة المتاحة ضمن الفريق.
- عمق التشكيلة: الأندية ذات القوائم الكبيرة والبدلاء الأكفاء تكون أقل عرضة للتأثر السلبي بغياب اللاعبين الدوليين.
 - التخطيط التكتيكي: يتطلب غياب اللاعبين إعادة تقييم للخطط التكتيكية المعتادة، وربما اللجوء إلى أنظمة لعب مختلفة أو إبراز مواهب شابة.
 - الضغط التنافسي: الأندية التي تنافس على عدة جبهات (الدوري، الكأس، البطولات القارية) تشعر بوطأة هذه الغيابات بشكل أكبر، حيث يتطلب كل سباق أقصى قدر من الجاهزية.
 
فلسفة بيب جوارديولا في التعامل مع غياب اللاعبين
يُعرف بيب جوارديولا ببراعته في إدارة الفرق ذات القوائم الكبيرة والتعامل مع فترات الضغط والإصابات أو الغيابات الدولية. تصريحه بعدم انشغاله بغياب مرموش وآيت نوري يمكن فهمه ضمن هذه الفلسفة الشاملة. فبدلاً من التركيز على ما هو خارج سيطرته، يفضل جوارديولا التركيز على الموارد المتاحة لديه وكيفية تحقيق أقصى استفادة منها. هذا النهج يضمن أن الفريق لا يعتمد بشكل مفرط على لاعب واحد، بل يعتمد على منظومة جماعية قوية قادرة على التكيف مع مختلف الظروف.
يمكن أن تكون تصريحاته أيضًا انعكاسًا لوعيه بأن غياب اللاعبين الأفارقة هو واقع سنوي يجب على الأندية الأوروبية تقبله والتخطيط له مسبقًا. بدلاً من التعبير عن القلق أو الإحباط، يختار جوارديولا تبني موقف عملي يعكس ثقته في قدرة الفرق الكبرى على تجاوز هذه التحديات بفضل التخطيط الجيد والعمق النوعي في التشكيلة.
المشهد العالمي لكرة القدم وتحديات الأجندة الدولية
تثير قضية تضارب مواعيد البطولات القارية مع الأجندة الأوروبية جدلاً مستمرًا في عالم كرة القدم. يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحادات القارية إلى موازنة مصالح الأندية مع مصالح المنتخبات الوطنية. ومع ازدياد عدد البطولات وتوسيعها، مثل كأس العالم للأندية الموسعة، يزداد الضغط على اللاعبين وتتفاقم مشكلة تضارب المواعيد.
إن موقف مدرب بحجم بيب جوارديولا، حتى وإن كان لا يخص لاعبيه بشكل مباشر في هذه الحالة، يسلط الضوء على واقع أن إدارة الفرق في العصر الحديث تتجاوز مجرد التخطيط للمباريات. إنها تتطلب رؤية استراتيجية للتعامل مع العوامل الخارجية، بما في ذلك الالتزامات الدولية للاعبين. يتطلب هذا الأمر من الأندية استثمارًا أكبر في أكاديميات الشباب، وفي بناء فرق ذات عمق كبير، لضمان استمراريتها في المنافسة على أعلى المستويات.
في الختام، يمثل تصريح بيب جوارديولا حول غياب لاعبين مثل عمر مرموش وريان آيت نوري بمناسبة كأس الأمم الأفريقية 2025، وجهة نظر إدارية تعتمد على التكيف والاستعداد المسبق. إنه تذكير بأن تحديات الأجندة الدولية باتت جزءًا لا يتجزأ من إدارة الفرق الكروية الحديثة، وأن الأندية الناجحة هي تلك التي تستطيع تحويل هذه التحديات إلى فرص للحفاظ على تنافسيتها.





