جوارديولا يؤكد عدم قلقه من غياب مرموش وآيت نوري لأمم إفريقيا 2025
صرح بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، في وقت سابق اليوم، أنه لا يشغل باله حاليًا باحتمالية غياب لاعبيه عمر مرموش وريان آيت نوري عن صفوف الفريق خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025. تأتي هذه التصريحات في سياق الاستعدادات للموسم الحالي والمنافسات القادمة، حيث يفضل المدرب التركيز على التحديات الراهنة بدلًا من التفكير في السيناريوهات المستقبلية البعيدة نسبيًا.

الخلفية والسياق
تُعد بطولة كأس الأمم الإفريقية إحدى أكبر البطولات القارية في كرة القدم، وتُقام عادةً في منتصف الموسم الكروي الأوروبي، مما يضع الأندية الكبرى أمام تحدي غياب عدد من لاعبيها الدوليين الأفارقة. من المتوقع أن تُقام نسخة 2025 في أوائل العام، مما يعني أن الأندية الأوروبية ستواجه معضلة الاستغناء عن خدمات لاعبيها الأساسيين لفترة قد تمتد لعدة أسابيع، اعتمادًا على مدى تقدم منتخباتهم في البطولة.
يُعتبر عمر مرموش، المهاجم المصري، وريان آيت نوري، المدافع الجزائري، من اللاعبين المهمين في تشكيلة مانشستر سيتي. يعتمد جوارديولا على التنوع والعمق في تشكيلته لمواجهة ضغط المباريات في مختلف البطولات، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز، دوري أبطال أوروبا، وكؤوس إنجلترا. غياب أي لاعب رئيسي يمكن أن يؤثر على خيارات المدرب التكتيكية ويفرض تحديات على مستوى التناوب والحفاظ على لياقة اللاعبين.
لطالما كانت الأندية الأوروبية في صراع مع الاتحادات القارية بشأن توقيت إقامة البطولات الدولية. ففي حين تضع الفيفا والكونفدراليات القارية الأولوية للمنتخبات الوطنية، تسعى الأندية للحفاظ على قوامها الأساسي، خاصةً خلال الفترات الحاسمة من الموسم. هذا التوتر يخلق حالة من عدم اليقين لدى المدربين، الذين يضطرون للتخطيط مسبقًا لمواجهة هذه الغيابات المحتملة.
تصريحات جوارديولا والفلسفة التدريبية
عند سؤاله عن مدى قلقه بشأن غياب مرموش وآيت نوري المحتمل خلال أمم إفريقيا 2025، كان رد جوارديولا واضحًا وحاسمًا. أكد المدرب الإسباني أنه لا يفكر في هذا الأمر في الوقت الراهن، مشددًا على أن تركيزه ينصب بالكامل على المباريات القادمة والتحديات الفورية التي يواجهها الفريق. تُعكس هذه التصريحات فلسفته التدريبية المعروفة بـ "المباراة تلو الأخرى"، حيث يفضل معالجة كل تحدٍ في وقته، وعدم الانشغال بقضايا بعيدة المدى قد تتغير ظروفها.
غالبًا ما يشدد جوارديولا على أهمية العمق في التشكيلة والثقة في جميع اللاعبين المتاحين. من المرجح أن تكون ثقته هذه هي الدافع وراء عدم قلقه، حيث يرى أن الفريق يمتلك من المواهب والخيارات ما يمكنه من تعويض أي غيابات محتملة. هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها على مر السنين مع مانشستر سيتي، حيث تمكن الفريق من التغلب على إصابات وغيابات لاعبين رئيسيين بفضل جودة البدلاء ومرونة الخطط التكتيكية.
تشير تصريحات جوارديولا أيضًا إلى أن الفريق لا يزال في مرحلة مبكرة من الموسم، وأن الحديث عن غيابات محتملة في أوائل عام 2025 سابق لأوانه. هناك العديد من المباريات والتحديات التي يجب التركيز عليها أولًا، وتحديد الأولويات هو جزء أساسي من إدارته للفريق.
الآثار المحتملة على مانشستر سيتي
رغم تصريحات جوارديولا المطمئنة، فإن غياب لاعبين بقيمة مرموش وآيت نوري، إن حدث، سيفرض على مانشستر سيتي بعض التحديات. على سبيل المثال:
- عمق التشكيلة: سيتعين على الفريق الاعتماد بشكل أكبر على البدلاء واللاعبين الشباب خلال فترة البطولة.
 - التكتيكات: قد يضطر جوارديولا لتعديل بعض خططه التكتيكية لتناسب اللاعبين المتاحين، وقد يؤثر ذلك على أسلوب اللعب المعتاد.
 - الإرهاق: قد يؤدي الاعتماد المتزايد على نفس اللاعبين المتاحين إلى زيادة الإرهاق لديهم، خاصةً مع جدول المباريات المزدحم.
 
ومع ذلك، يمتلك مانشستر سيتي سجلًا حافلًا في التعامل مع مثل هذه الظروف. ففي مواسم سابقة، تمكن الفريق من التغلب على غيابات لاعبين مثل رياض محرز (قبل رحيله) وساديو ماني (مع ليفربول) الذين شاركوا في نسخ سابقة من أمم إفريقيا. يتميز النادي بامتلاك قاعدة لاعبين واسعة، بالإضافة إلى أكاديمية قوية تنتج المواهب التي يمكن دمجها في الفريق الأول عند الحاجة.
الوضع الراهن والتوقعات
في الوقت الراهن، يركز مانشستر سيتي على أداءه في المسابقات الحالية. لا يزال الوقت مبكرًا على كأس الأمم الإفريقية 2025، وقد تتغير العديد من الظروف قبل ذلك الحين، بما في ذلك مستويات لياقة اللاعبين وتشكيلات المنتخبات الوطنية. تعكس تصريحات جوارديولا نهجه العملي والواقعي في إدارة النادي، حيث يفضل التعامل مع كل مرحلة على حدة، وعدم استباق الأحداث.
من المتوقع أن يواصل مانشستر سيتي سياسة التدوير بين اللاعبين للحفاظ على جاهزية الجميع، وبالتالي تقليل الاعتماد الكلي على أي لاعبين بعينهم، وهو ما سيسهل التعامل مع أي غيابات مستقبلية، سواء بسبب الإصابات أو الواجبات الدولية. في نهاية المطاف، يبقى الهدف هو المنافسة على جميع الألقاب المتاحة، وجوارديولا يعلم جيدًا أن تحقيق ذلك يتطلب تركيزًا لا يتزعزع على الحاضر.
بهذا، يؤكد جوارديولا على أن إعداد الفريق الحالي وتلبية متطلباته المباشرة هي الأولوية القصوى، وأن التفكير في سيناريوهات بعيدة المدى، وإن كانت محتملة، ليس جزءًا من خطته التشغيلية للمرحلة الراهنة.





