جوردي ألبا، نجم برشلونة السابق وزميل ميسي، يعلن اعتزاله كرة القدم

أعلن جوردي ألبا، الظهير الأيسر الأسطوري لنادي برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق، ولاعب إنتر ميامي الحالي، يوم الثلاثاء الفائت، عن قراره بوضع حد لمسيرته الكروية الاحترافية مع نهاية الموسم الجاري للدوري الأمريكي للمحترفين (MLS). يمثل هذا الإعلان نهاية حقبة لأحد أبرز المدافعين في كرة القدم الحديثة، والذي عرف بشراكته المميزة مع الأسطورة ليونيل ميسي، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مسيرة حافلة بالإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي.

مسيرة حافلة بالإنجازات مع برشلونة

بدأ ألبا، البالغ من العمر 35 عاماً، مسيرته الكروية الاحترافية في نادي فالنسيا، قبل أن ينتقل إلى برشلونة في صيف عام 2012، في صفقة أثبتت لاحقاً أنها واحدة من أنجح التعاقدات في تاريخ النادي. قضى ألبا أحد عشر موسماً استثنائياً في "الكامب نو"، حيث رسخ مكانته كواحد من أفضل الأظهرة اليسرى في العالم بفضل سرعته الفائقة، قدرته على التغطية الدفاعية، ومساهماته الهجومية الحاسمة. كان جزءاً لا يتجزأ من الجيل الذهبي لبرشلونة الذي هيمن على المشهد الكروي.

• الدوري الإسباني: توج به 6 مرات، مما يعكس هيمنة الفريق خلال فترة تواجده.
• كأس ملك إسبانيا: فاز باللقب 5 مرات.
• دوري أبطال أوروبا: حصد اللقب المرموق مرة واحدة في عام 2015، كجزء من الثلاثية التاريخية للنادي.
• كأس السوبر الإسباني: فاز به 4 مرات.
• كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية: حقق كل منهما مرة واحدة، مكملاً بذلك مجموعة ألقابه القارية والعالمية مع النادي.

اشتهر جوردي ألبا بشكل خاص بتفاهمه الاستثنائي مع ليونيل ميسي على الجبهة اليسرى، حيث شكلا ثنائياً فريداً من نوعه. كانت تمريراته العرضية وتوغلاته خلف خطوط الدفاع، والتي غالباً ما تجد ميسي في وضع مثالي للتسجيل، علامة مسجلة لتلك الحقبة، وأسهمت في تحقيق عدد لا يحصى من الأهداف والانتصارات التاريخية.

المسيرة الدولية مع منتخب إسبانيا

على الصعيد الدولي، مثل ألبا منتخب إسبانيا في 93 مباراة، وكان عنصراً أساسياً في التشكيلة التي توجت ببطولة أمم أوروبا عام 2012، مقدماً أداءً لافتاً في البطولة وساهم في تحقيق اللقب الكبير لبلاده. كما شارك في ثلاث نسخ من كأس العالم، تاركاً بصمة واضحة بقدراته الدفاعية والهجومية التي قلما تجتمع في لاعب واحد.

الانتقال إلى إنتر ميامي واللم الشمل

بعد انتهاء عقده مع برشلونة في صيف 2023، اتخذ ألبا قراراً بالانتقال إلى نادي إنتر ميامي في الدوري الأمريكي للمحترفين (MLS). هذه الخطوة مكنته من لم الشمل مع زميليه السابقين في برشلونة، الأسطورة ليونيل ميسي والقائد سيرجيو بوسكيتس، ليشكلوا ثلاثياً مخضرماً يهدف لرفع مستوى الفريق في الولايات المتحدة. ساهم ألبا بشكل فعال في تحقيق إنتر ميامي لأول لقب في تاريخه، وهو كأس الدوريات (Leagues Cup) في عام 2023، مما أظهر قدرته على التأثير وإضافة قيمة كبيرة حتى في المراحل الأخيرة من مسيرته الكروية.

يأتي إعلان اعتزاله الآن في ختام موسم آخر مع النادي الأمريكي، بعد أن أكمل مشواره الرياضي بشكل احترافي، مؤكداً أنه سيواصل تقديم كل ما لديه حتى آخر لحظة في الملاعب.

التأثير والإرث

يعتبر اعتزال جوردي ألبا بمثابة نهاية لفصل مهم في كرة القدم الإسبانية والأوروبية، حيث يودع الملاعب أحد أفضل الأظهرة اليسرى في القرن الحادي والعشرين. سيُذكر ألبا كلاعب عصري يجمع بين الصلابة الدفاعية والقدرة الفائقة على المساهمة الهجومية، إلى جانب تفانيه وإخلاصه للأندية التي مثلها. يترك ألبا وراءه إرثاً غنياً من الألقاب واللحظات التاريخية، وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة جماهير برشلونة ومنتخب إسبانيا بصفته أحد الأعمدة التي ساهمت في فترات ذهبية لا تُنسى.

من المتوقع أن تُقام فعاليات لتكريم مسيرته الحافلة خلال الفترة المتبقية من الموسم الحالي للدوري الأمريكي، حيث سيتاح للجماهير فرصة لتوديع أحد أبرز نجوم اللعبة الذين أمتعوا الملايين حول العالم.