أمرت النيابة العامة بمحافظة بورسعيد بحبس رجل متهم بالاعتداء على طليقته في أحد الشوارع العامة بمدينة بورفؤاد التابعة للمحافظة، مما أسفر عن إصابتها بكسور في أسنانها. وقد صدر قرار الحبس على ذمة التحقيقات الجارية في الواقعة التي أثارت استياءً واسعاً.

تفاصيل الواقعة والقبض على المتهم
وقعت الحادثة المؤلمة مساء الأحد الماضي الموافق 12 مايو 2024 في حي بورفؤاد، عندما اعترض المتهم (م. ع.) طريقه طليقته (ف. س.) في الشارع العام بعد مشادة كلامية تطورت إلى اعتداء جسدي عنيف. ووفقاً لشهادات شهود العيان، قام المتهم بضرب المجني عليها عدة مرات، مع التركيز على منطقة الوجه، مما أدى إلى إصابات بالغة.
هرعت قوات الشرطة إلى مكان الحادث فور تلقيها بلاغاً بالواقعة. وتمكنت من ضبط المتهم في وقت قياسي بعد تعرف الشهود عليه وتقديم أوصافه. وقد تم اقتياده إلى قسم الشرطة للتحقيق معه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وأكدت التقارير الأولية أن المتهم حاول الفرار بعد الاعتداء، إلا أن سرعة استجابة الأجهزة الأمنية حالت دون ذلك.
نُقلت المجني عليها إلى المستشفى لتلقي العلاج الفوري، حيث أظهرت الفحوصات الطبية إصابتها بكسور في أسنانها الأمامية بالإضافة إلى كدمات وجروح متفرقة في الوجه والجسم. وقد تم استخراج تقرير طبي مفصل يثبت الإصابات، والذي سيتم ضمه إلى ملف القضية كدليل إدانة قوي.
التحقيقات الجارية والدوافع المحتملة
باشرت النيابة العامة تحقيقاتها المكثفة في القضية، حيث استمعت إلى أقوال المجني عليها التي روت تفاصيل الاعتداء والأسباب التي دفعت طليقها لارتكاب فعلته. كما استمعت النيابة لأقوال شهود العيان الذين كانوا متواجدين في مسرح الجريمة، وشاهدوا عملية الاعتداء بشكل مباشر.
ويتم حالياً تفريغ كاميرات المراقبة المتوفرة في المنطقة المحيطة بمكان الحادث، والتي قد توفر أدلة إضافية حول كيفية وقوع الاعتداء وتصرفات المتهم. وتسعى النيابة لكشف كافة ملابسات الواقعة وتحديد الدوافع الحقيقية وراء هذا الاعتداء الوحشي.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن الاعتداء قد يكون ناجماً عن خلافات سابقة بين الطرفين تتعلق بقضايا الطلاق أو الحضانة أو النفقات. وقد أكدت المجني عليها أن هناك تاريخاً من الخلافات والمضايقات من قبل طليقها بعد انفصالهما، وأن هذا الاعتداء لم يكن الأول من نوعه، لكنه كان الأكثر عنفاً.
يواجه المتهم تهماً جنائية خطيرة تشمل الاعتداء بالضرب وإحداث عاهة مستديمة أو إصابات جسدية بالغة. وينص القانون المصري على عقوبات صارمة لمثل هذه الجرائم، والتي قد تتراوح بين السجن لفترات متفاوتة حسب جسامة الإصابات والظروف المحيطة بالواقعة.
ردود الفعل المجتمعية وأهمية القضية
أثارت هذه الواقعة موجة من الغضب والاستنكار على نطاق واسع في الشارع المصري ووسائل التواصل الاجتماعي. حيث ندد الكثيرون بهذا النوع من العنف ضد المرأة، وطالبوا بضرورة تطبيق أقصى العقوبات على المتهم ليكون رادعاً لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة.
تسلط القضية الضوء مجدداً على قضية العنف ضد المرأة في المجتمع المصري، وتؤكد على الحاجة الماسة لتعزيز آليات الحماية القانونية والاجتماعية للنساء، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة كافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تُعد هذه القضية اختباراً هاماً لمدى فعالية نظام العدالة في التعامل مع مثل هذه الجرائم، وتوقيع العقاب الرادع على مرتكبيها. ويسعى المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة إلى متابعة سير التحقيقات والقضية لضمان حصول المجني عليها على حقها، وتحقيق العدالة.
تتواصل التحقيقات في القضية، ويظل المتهم محبوساً احتياطياً على ذمة التحقيق، في انتظار تحديد موعد محاكمته. وتؤكد السلطات القضائية على التزامها بتحقيق العدالة وإرساء مبادئ القانون لضمان سلامة المجتمع وحماية حقوق أفراده.




