حسام حسن يستبعد ستة لاعبين من قائمة منتخب مصر، بينهم ثنائي الأهلي البارز
في أحدث قراراته المتعلقة بتشكيل منتخب مصر الأول لكرة القدم، أفادت تقارير رياضية صدرت مؤخراً بأن المدير الفني للمنتخب، حسام حسن، قد استبعد ستة لاعبين من القائمة النهائية التي ستشارك في المعسكر التدريبي المزمع إقامته في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر نوفمبر الجاري. يأتي هذا القرار في إطار الاستعدادات المكثفة لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 وتصفيات كأس العالم، ويعكس رؤية حسن الفنية لبناء فريق قادر على المنافسة بقوة على المستويين القاري والدولي.

وقد شكل قرار استبعاد هؤلاء اللاعبين محور اهتمام واسع في الأوساط الرياضية المصرية، خاصة وأن القائمة تضمنت لاعبين بارزين، على رأسهم ثنائي النادي الأهلي صاحب الشعبية الجارفة. تهدف هذه التغييرات إلى منح فرص جديدة للاعبين آخرين، وتقييم البدائل المتاحة، وربما إحداث نوع من التجديد في صفوف المنتخب المصري المعروف بـ "الفراعنة".
خلفية القرار والأهداف الاستراتيجية
منذ توليه مهام الإدارة الفنية للمنتخب، شدد حسام حسن على ضرورة الانضباط والتجديد وتطبيق رؤيته الخاصة التي تستهدف الارتقاء بمستوى الأداء الجماعي والفردي. جاء تعيين حسن، أحد أبرز أساطير كرة القدم المصرية، في مرحلة حساسة تتطلب بناء فريق متكامل قادر على استعادة أمجاد الكرة المصرية بعد سلسلة من التحديات والإخفاقات في البطولات الكبرى الأخيرة.
يعد معسكر الإمارات هذا نوفمبر بمثابة حجر الزاوية في خطة حسن لتجربة تكتيكات جديدة وتقييم جاهزية اللاعبين البدنية والفنية. فالتحضير لكأس الأمم الأفريقية 2025 يتطلب دقة شديدة في اختيار العناصر القادرة على التكيف مع الضغوط والمنافسة الشرسة. كما أن الجهاز الفني يسعى لدمج عناصر الخبرة مع المواهب الشابة لضمان مستقبل مستقر للمنتخب.
تفاصيل اللاعبين المستبعدين وأسباب القرار
شمل قرار الاستبعاد ستة لاعبين، وقد تباينت الأسباب المعلنة أو المتداولة خلف هذا الاختيار لكل لاعب. أبرز المستبعدين من النادي الأهلي هما محمد الشناوي، حارس المرمى والقائد المخضرم، وإمام عاشور، لاعب الوسط البارز. وفيما يخص الشناوي، تشير التقارير إلى أنه لا يزال في مرحلة التعافي من إصابة سابقة، وقد فضل الجهاز الفني منحه مزيداً من الوقت للراحة واستعادة كامل لياقته البدنية، بدلاً من المخاطرة به في معسكر تدريبي قد يزيد من الضغط عليه. أما إمام عاشور، فقد جاء استبعاده لأسباب مشابهة تتعلق بالحرص على عدم إرهاقه بعد فترة طويلة من اللعب المتواصل والمباريات المضغوطة، أو ربما لمنحه فرصة للتعافي من بعض الكدمات الطفيفة.
أما اللاعبون الأربعة الآخرون الذين تم استبعادهم، فقد شملوا كل من:
- مروان عطية (لاعب وسط النادي الأهلي): ترددت أنباء عن استبعاده لأسباب فنية بحتة أو لإتاحة الفرصة أمام لاعبين آخرين في مركزه.
- حسين الشحات (جناح النادي الأهلي): يُرجح أن استبعاده جاء ضمن رؤية فنية لتجربة خيارات هجومية مختلفة أو للحفاظ على توازن القائمة.
- ياسر إبراهيم (مدافع النادي الأهلي): يبدو أن القرار يعكس تفضيل حسام حسن لمدافعين آخرين يتناسبون مع تكتيكاته الدفاعية المقترحة.
- أحمد نبيل كوكا (لاعب وسط النادي الأهلي): غالباً ما يكون الاستبعاد لغرض منح الفرصة للاعبين آخرين أو لإعادة تقييم أدائه ضمن خطط الفريق.
هذا التنوع في أسباب الاستبعاد، من الإصابات إلى القرارات الفنية، يؤكد على أن حسام حسن يتبع نهجاً شاملاً في تقييم اللاعبين، مع الأخذ في الاعتبار حالتهم البدنية والفنية ومدى توافقهم مع الخطط المستقبلية للمنتخب.
فرص جديدة ودماء شابة
في المقابل، فتحت هذه الاستبعادات الباب أمام وجوه جديدة وعناصر لم تحظ بفرص كافية في السابق. من المتوقع أن تشهد القائمة النهائية ضم لاعبين آخرين لتعويض الغيابات، مما يمنحهم فرصة لإثبات أنفسهم وكسب ثقة المدير الفني. هذه الخطوة تعكس رغبة الجهاز الفني في بناء عمق في التشكيلة، وضمان وجود بدائل قوية في جميع المراكز، وهو أمر حيوي لأي منتخب يطمح للمنافسة على الألقاب الكبرى.
يمكن أن تتيح هذه القرارات الفرصة لبروز مواهب شابة قد تساهم في تقديم مستويات مميزة خلال المعسكر، مما قد يضمن لهم مكاناً في التشكيلة الأساسية في المستقبل القريب.
تداعيات القرار وتأثيره المحتمل
من المرجح أن تثير هذه التغييرات في قائمة المنتخب نقاشات واسعة بين الجماهير ووسائل الإعلام الرياضية، حيث يفضل البعض الاستقرار بينما يرى آخرون في التغيير فرصة للتطور. قرار استبعاد لاعبين بقيمة محمد الشناوي وإمام عاشور، على الرغم من أسبابه الواضحة، سيسلط الضوء على مدى قدرة البدلاء على سد الفراغ الذي قد يتركونه.
على المدى البعيد، تهدف هذه القرارات إلى تشكيل فريق متكامل يتماشى مع رؤية حسام حسن، قادر على استعادة الهيمنة الأفريقية والتأهل لكأس العالم. وسيكون أداء المنتخب في معسكر الإمارات وفي المباريات الودية القادمة محكاً حقيقياً لتقييم مدى نجاح هذه التغييرات.
في الختام، تعكس هذه الخطوة من جانب حسام حسن إصراره على اتخاذ قرارات جريئة في سبيل مصلحة المنتخب الوطني، مؤكداً أن معيار الاختيار سيكون دائماً الأداء والجاهزية الفنية والبدنية، بهدف الوصول بمنتخب مصر إلى قمة مستوياته والعودة إلى منصات التتويج.





