حكيمي يتجنب الجراحة، ومصيره في كأس أفريقيا يبقى معلقاً
في تطورات مثيرة للقلق ولكنها تحمل في طياتها بصيصاً من الأمل، كشفت التقارير الطبية الأخيرة المتعلقة بحالة النجم المغربي أشرف حكيمي، الظهير الأيمن لنادي باريس سان جيرمان، أنه لن يحتاج إلى تدخل جراحي لمعالجة إصابته الأخيرة. وبينما يمثل هذا الخبر ارتياحاً كبيراً للاعب وناديه والمنتخب المغربي، فإن مشاركته في بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة لا تزال محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة، مما يضع مصير "أسود الأطلس" في اختبار حقيقي قبل هذا الحدث القاري الهام.

تفاصيل الإصابة والتشخيص الأولي
كانت جماهير كرة القدم، وتحديداً عشاق باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي، قد حبست أنفاسها في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما سقط أشرف حكيمي مصاباً خلال إحدى المباريات التنافسية. تشير التقارير إلى أن الإصابة حدثت نتيجة تدخل قوي خلال مواجهة حاسمة في دوري أبطال أوروبا، مما أثار مخاوف فورية من تعرضه لتمزق خطير قد يستدعي غياباً طويلاً قد يصل إلى عدة أشهر، وربما يتطلب إجراء عملية جراحية. خرج حكيمي من الملعب وهو يعاني من آلام واضحة في منطقة الكاحل، تاركاً خلفه علامات استفهام كبيرة حول مدى خطورة الإصابة.
فور وقوع الإصابة، خضع حكيمي لفحوصات طبية مكثفة، بما في ذلك الرنين المغناطيسي والأشعة السينية، لتقييم حجم الضرر. وبعد ساعات من الانتظار، جاء التشخيص ليؤكد وجود التواء في الكاحل، وربما بعض التضرر في الأربطة، لكن الخبر الأهم والمريح كان عدم وجود حاجة لإجراء جراحة. هذا التشخيص يعني أن اللاعب سيبدأ برنامجاً علاجياً وتحقيقياً فورياً، بدلاً من الدخول في فترة تعافٍ أطول وأكثر تعقيداً بعد الجراحة، والتي غالباً ما تمتد لشهور وتترك آثاراً على الأداء البدني للاعب.
التوقعات الطبية ومصير كأس الأمم الأفريقية
على الرغم من تجنب الجراحة، فإن فترة التعافي المتوقعة لإصابة مثل هذه لا تزال تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أسابيع، اعتماداً على مدى استجابة اللاعب للعلاج وبرنامج التأهيل. هذا الإطار الزمني يضع مشاركة أشرف حكيمي في كأس الأمم الأفريقية على المحك بشكل كبير. البطولة، التي من المقرر أن تنطلق في يناير من العام القادم (تاريخ افتراضي يتناسب مع سياق الخبر)، لا تمنح اللاعب متسعاً من الوقت للتعافي الكامل واستعادة لياقته البدنية والفنية المطلوبة لمنافسة بهذا الحجم.
المشكلة لا تكمن فقط في التعافي من الإصابة نفسها، بل في استعادة النسق التنافسي واللياقة البدنية الكاملة التي تسمح له باللعب على أعلى المستويات دون خطر الانتكاس. قد يتمكن حكيمي من العودة للتدريبات الخفيفة في غضون أسابيع قليلة، لكن المشاركة في مباريات قوية تتطلب جهوزية تامة لتجنب تفاقم الإصابة أو تعرضه لإصابات عضلية أخرى نتيجة عدم التوازن البدني. ولذلك، سيواجه الجهاز الطبي للمنتخب المغربي ونادي باريس سان جيرمان قراراً صعباً بشأن مدى قدرته على تحمل ضغوط البطولة القارية الكبيرة.
أهمية حكيمي لباريس سان جيرمان ومنتخب المغرب
لا يختلف اثنان على أن أشرف حكيمي يُعد واحداً من أبرز اللاعبين في مركزه على مستوى العالم، ودوره لا غنى عنه سواء في صفوف باريس سان جيرمان أو المنتخب المغربي. في النادي الباريسي، يمثل حكيمي عنصراً حيوياً في الجانب الهجومي والدفاعي على الرواق الأيمن، بقدرته على الاختراق والتسديد وتقديم العرضيات الدقيقة، فضلاً عن سرعته ومهاراته الدفاعية التي تساعد الفريق على استعادة الكرة بسرعة. غيابه يؤثر بلا شك على توازن الفريق وخططه التكتيكية، خاصة في المباريات الكبرى.
أما على صعيد المنتخب المغربي، فإن أهمية حكيمي مضاعفة. فهو ليس مجرد لاعب أساسي، بل هو أحد قادة الجيل الذهبي الذي أبهر العالم في كأس العالم الأخيرة، ووصل إلى الدور نصف النهائي. يُعتبر حكيمي أحد الأعمدة الرئيسية التي يبني عليها المدرب وليد الركراكي استراتيجياته، بقدرته على تحويل الدفاع إلى هجوم خاطف، ومهارته في تنفيذ الكرات الثابتة. وجوده يمنح الفريق قوة هجومية ودفاعية لا مثيل لها، فضلاً عن الخبرة والروح القيادية التي يضيفها داخل وخارج الملعب. إن غيابه المحتمل عن كأس الأمم الأفريقية سيُشكل ضربة قوية لطموحات المنتخب المغربي في المنافسة على اللقب القاري.
ردود الأفعال والتطورات الأخيرة
تلقى الجهاز الفني لباريس سان جيرمان بقيادة المدرب لويس إنريكي الخبر بارتياح نسبي لتجنب الجراحة، لكنه أعرب عن قلقه بشأن فترة غيابه وتأثيرها على جدول المباريات المزدحم. وقد أكد النادي أن اللاعب سيخضع لبرنامج تأهيل مكثف تحت إشراف أخصائيين لضمان عودته بأسرع وقت ممكن وبأعلى مستوى من الجاهزية البدنية.
من جانب المنتخب المغربي، يتابع المدرب وليد الركراكي والاتحاد المغربي لكرة القدم حالة حكيمي عن كثب. هناك تفاؤل حذر بقدرته على اللحاق بالبطولة، لكن الأولوية القصوى هي صحة اللاعب وعدم المجازفة به قبل اكتمال شفائه. قد يلجأ الركراكي إلى خيارات بديلة في حال تأكد غياب حكيمي، لكنها ستكون مهمة صعبة لتعويض لاعب بقيمته ومكانته في التشكيلة الأساسية.
في الأيام الأخيرة، بدأ أشرف حكيمي بالفعل في مراحل أولية من برنامج التأهيل، مع التركيز على تقوية العضلات المحيطة بالكاحل واستعادة مرونة المفصل. وتشير بعض المصادر إلى أن اللاعب عازم على بذل قصارى جهده للحاق بالبطولة وتمثيل بلاده، مما يضفي بعداً إضافياً من التحدي والإصرار على رحلة تعافيه.
سوابق إصابات اللاعبين قبل البطولات الكبرى
ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها لاعب كرة قدم بارز شبح الغياب عن بطولة كبرى بسبب الإصابة قبل أسابيع قليلة من انطلاقها. فالتوقعات العالية والضغط البدني والنفسي المستمر على اللاعبين المحترفين يجعلهم عرضة للإصابات، خاصة في المراحل الحاسمة من الموسم. غالباً ما تضع مثل هذه الإصابات الأجهزة الفنية أمام معضلة حقيقية: هل يتم انتظار اللاعب حتى اللحظات الأخيرة، أو البدء في إيجاد بدائل لضمان استقرار التشكيلة؟ تاريخ كرة القدم مليء بقصص لاعبين كبار غابوا عن لحظات مجد بسبب لعنة الإصابات في التوقيتات الحاسمة، مما يؤكد على دقة الموقف الذي يمر به أشرف حكيمي الآن.
في الختام، بينما تنفس الجميع الصعداء لنجاة أشرف حكيمي من خيار الجراحة المؤلم والطويل، فإن التحدي الحقيقي يكمن الآن في سباق الزمن ضد عقارب الساعة للحاق بقطار كأس الأمم الأفريقية. الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير مشاركته، والتي ستظل معلقة حتى يتأكد الجهاز الطبي من جاهزيته البدنية والفنية الكاملة.





