حمزة نمرة يوضح لبرنامج معكم: الفن هو تعبيري عن إحساسي
في لقاء تلفزيوني حديث أثار اهتمام العديد من متابعيه وجمهوره الواسع، كشف الفنان المصري حمزة نمرة عن جوهر فلسفته الفنية وذلك خلال استضافته في برنامج "معكم منى الشاذلي". حيث أكد نمرة أن الفن بالنسبة له يتجاوز كونه مجرد وسيلة للترفيه أو التسلية، بل هو تعبير عميق وأصيل عن إحساسه ومشاعره الداخلية. ويأتي هذا التصريح ليؤكد مجددًا على النهج الذي يتبعه نمرة في مسيرته الفنية، وهو النهج القائم على الأصالة والتحرر من القيود التقليدية التي قد تفرضها صناعة الموسيقى.

فلسفة حمزة نمرة الفنية: تجاوز الأطر المحدودة
لطالما تميز الفنان حمزة نمرة بمشروعه الموسيقي الذي يصعب حصره ضمن تصنيف معين، فهو يمزج بين الأنماط الموسيقية المختلفة، ويستلهم من التراث العربي ويضيف إليه لمسة عصرية. هذا التنوع يجد تفسيره في رؤيته للفن كوسيلة غير مقيدة للتعبير. فالفن، في نظر نمرة، ليس سلعة تُنتج لترضي أذواقًا معينة أو تتبع صيحات رائجة، بل هو نافذة يطل منها الفنان على عالمه الداخلي، ليشارك الجمهور أفكاره وتجاربه الحياتية ومشاعره الصادقة دون تزييف أو تكلف. هذا الموقف يضع مسافة واضحة بين أعماله وبين الأعمال التي قد تفتقر إلى العمق والرسالة.
- التعبير عن الذات والمشاعر الأصيلة: يرى نمرة أن الفن يجب أن يكون انعكاسًا صادقًا لروح الفنان، وأن المشاعر هي المحرك الأساسي لأي عمل فني حقيقي.
- التحرر من قيود التصنيف الموسيقي: يؤمن بأن الإبداع لا يجب أن يُحبس في إطار "لون موسيقي" واحد، مما يفسر انتقاله السلس بين المقامات الشرقية، الألحان الغربية، الموسيقى الفولكلورية، وحتى أنماط البوب الحديثة.
- البحث عن الأصالة في المحتوى: يتجلى ذلك في اختيار كلماته ومواضيعه التي غالبًا ما تتناول قضايا اجتماعية أو إنسانية أو فلسفية، مما يضفي على أعماله بعدًا أعمق من مجرد الأغنية التقليدية.
هذا التوجه سمح له بتقديم أعمال متنوعة حازت على إعجاب قاعدة جماهيرية واسعة من مختلف الأعمار والثقافات، حيث استطاع أن يكسر الحواجز الجغرافية واللغوية عبر موسيقاه التي تتحدث بلغة الإحساس الإنساني المشترك.
الخلفية الفنية: مسيرة حمزة نمرة وتأثيراته
بدأت مسيرة حمزة نمرة الفنية بالظهور في أوائل الألفية الثالثة، وسرعان ما برز كصوت جديد يحمل رؤية مختلفة في المشهد الموسيقي العربي. منذ ألبومه الأول، لفت الانتباه لقدرته على تقديم موسيقى تجمع بين التراث والمعاصرة، وبين الكلمة الهادفة واللحن الجذاب. مشروعه "حمزة نمرة ريمكس" (Hamza Namira Remix) يعد خير مثال على هذه الرؤية، حيث أعاد إحياء الأغاني التراثية المصرية والعربية بروح جديدة وتوزيعات موسيقية مبتكرة، محافظًا على جوهرها الأصيل وفي الوقت ذاته مقدمًا إياها لجيل جديد بأسلوب حديث.
لقد بنى نمرة سمعة قوية كفنان لا يساوم على مبادئه الفنية، وكموسيقار يسعى دائمًا إلى التجريب والابتكار. تتسم أعماله بالبحث المستمر عن التجديد، وهو ما يجعله في تطور دائم، بعيدًا عن الوقوع في فخ التكرار أو الركون إلى منطقة الراحة الفنية. هذا التوجه أكسبه احترام النقاد وتقدير الجمهور الذي يبحث عن الفن الهادف والملهم.
تأكيد على الأصالة والرسالة
يعتبر تصريح حمزة نمرة الأخير بمثابة تأكيد جديد على التزامه بالأصالة في التعبير الفني. ففي عالم تتسارع فيه وتيرة التغييرات وتكثر فيه المؤثرات التجارية، يظل نمرة متمسكًا بمفهوم الفن الذي ينبع من الداخل ويعبر عن الذات بكل صدق. هذا الموقف لا يعكس فقط فلسفته الشخصية كفنان، بل يرسخ أيضًا صورة الفنان الواعي الذي يدرك قوة الفن وتأثيره في المجتمع.
إن إصراره على أن الفن "تعبير عن إحساسي" يعني أن كل أغنية يطلقها وكل لحن يقدمه يحمل جزءًا من تجربته الشخصية، رؤيته للعالم، أو قناعاته العميقة. هذه الشفافية هي ما يخلق رابطًا قويًا بينه وبين مستمعيه، حيث يشعرون بأنهم يستمعون إلى صوت حقيقي يشاركهم المشاعر والأفكار، وليس مجرد فنان يؤدي أغنية. وهذا ما يمنح أعماله طابعًا إنسانيًا عالميًا، يتجاوز حدود اللغة والثقافة.
صدى التصريح وتأثيره على الجمهور والنقاد
لم يأت تصريح حمزة نمرة حول جوهر الفن من فراغ، بل هو نتاج مسيرة طويلة من الإبداع والبحث عن التميز. وقد لاقى هذا التصريح صدى إيجابيًا واسعًا بين جماهيره ومحبي فنه، الذين يرون فيه تأكيدًا لمكانة نمرة كفنان أصيل يفضل العمق على السطحية، والرسالة على الربح السريع. يعتبر الكثيرون أن هذا الموقف هو السبب وراء قدرته على إنتاج موسيقى صامدة تتحدى الزمن ولا تفقد قيمتها بمرور السنوات.
- تأييد الجمهور لموقفه الفني: عبر العديد من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي عن تأييدهم التام لرؤيته، مؤكدين أن هذا هو ما يميز حمزة نمرة ويجعلهم مرتبطين بفنه.
- تقدير النقاد لعمق رؤيته: أشاد النقاد الموسيقيون بهذه الرؤية التي تخدم الفن الهادف وتثري المشهد الثقافي، معتبرين نمرة نموذجًا للفنان الملتزم بقيمته الفنية.
- تأثيره على جيل الفنانين الشباب: يمكن أن يكون تصريح نمرة بمثابة إلهام للعديد من الفنانين الشباب الناشئين، ليتبعوا شغفهم الفني ويسعوا لتقديم أعمال تعبر عن ذواتهم بصدق بدلاً من الانجراف وراء التوجهات التجارية البحتة.
هذا التفاعل يؤكد أن الجمهور العربي لا يزال يقدر الفن الذي يحمل قيمة ورسالة، وأن هناك مساحة كبيرة للفنانين الذين يختارون طريق الأصالة والإبداع غير المقيد.
المستقبل الفني: آفاق جديدة للتعبير
من المرجح أن يستمر حمزة نمرة في اتباع هذا النهج الفني في مشاريعه المستقبلية، مما يبشر بتقديم المزيد من الأعمال التي تتسم بالجرأة في التعبير والتنوع الموسيقي. فلسفته القائمة على حرية التعبير عن الإحساس ستكون البوصلة التي توجهه نحو اكتشاف آفاق موسيقية جديدة، سواء في ألبوماته الفردية أو في تعاونه مع فنانين آخرين.
هذه الرؤية تؤكد أن مسيرة نمرة الفنية ليست مجرد سلسلة من الأغاني، بل هي رحلة مستمرة في استكشاف الذات والعالم من خلال الموسيقى. ومن المتوقع أن تستمر أعماله في إثراء الساحة الفنية العربية بأصوات وأفكار مبتكرة، بعيدًا عن أي قيود أو قوالب جاهزة.
في الختام، يمثل تصريح حمزة نمرة لبرنامج "معكم" عن الفن كتعبير عن الإحساس، خلاصة تجربته الفنية ورؤيته العميقة للإبداع. إنه دعوة للأصالة، وتحرر من القيود، وتأكيد على أن أقوى أشكال الفن هي تلك التي تنبع من قلب الفنان وتلامس أرواح المستمعين بصدق.





