خلاف عاطفي يتطور إلى مشاجرة عائلية في بني مزار والأمن يكشف التفاصيل
في مطلع شهر أكتوبر 2023، شهدت إحدى القرى التابعة لمركز بني مزار في محافظة المنيا واقعة بدأت بخلاف شخصي لتتطور سريعًا إلى مشاجرة جماعية بين عائلتين، مما استدعى تدخل الأجهزة الأمنية. وقد حظيت الحادثة باهتمام واسع بعد تداولها على منصات التواصل الاجتماعي بمعلومات مغلوطة، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية المصرية إلى إصدار بيان رسمي لتوضيح حقيقة ما جرى وقطع الطريق أمام الشائعات التي حاولت إضفاء أبعاد طائفية على النزاع.

خلفية الحادث وأسبابه الحقيقية
تعود جذور المشكلة إلى وجود علاقة عاطفية بين شاب وفتاة ينتميان إلى عائلتين مختلفتين في القرية. وقد أدى هذا الارتباط إلى نشوب خلافات بين الطرفين، حيث تطورت المشادات الكلامية والمناوشات البسيطة إلى حالة من التوتر المتصاعد بين أفراد العائلتين. وبحسب التحريات الأمنية، فإن النزاع لم يكن له أي أبعاد دينية أو طائفية، بل كان نزاعًا اجتماعيًا بحتًا يتمحور حول هذه العلاقة الشخصية التي لم تحظ بموافقة العائلتين، وهو ما أدى في النهاية إلى تفاقم الموقف.
تصاعد الأحداث والتدخل الأمني
تحول الخلاف إلى مواجهة عنيفة عندما تجمع أفراد من العائلتين وتبادلوا الاعتداءات، مما أثار حالة من الفوضى في القرية. فور تلقي البلاغ، تحركت قوات الأمن التابعة لمديرية أمن المنيا إلى موقع الحادث وتمكنت من السيطرة على الموقف بشكل كامل. قامت القوات بفرض طوق أمني حول المنطقة لضمان عدم تجدد الاشتباكات، كما ألقت القبض على عدد من المتورطين في المشاجرة من كلا الطرفين. تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المقبوض عليهم، وأُحيلت القضية إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وتحديد مسؤولية كل فرد.
محاولات تزييف الحقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
بعد وقت قصير من وقوع المشاجرة، بدأت بعض الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي في تداول روايات غير صحيحة عن الحادث. عمدت هذه الحسابات إلى تصوير النزاع على أنه فتنة طائفية، مستغلةً الحساسية المرتبطة بمثل هذه القضايا في بعض مناطق صعيد مصر. ساهم هذا التداول المغلوط في إثارة القلق ونشر معلومات مضللة، وهو ما شكل تحديًا إضافيًا تطلب استجابة رسمية سريعة وحاسمة.
البيان الرسمي وتوضيح الحقائق
في مواجهة حملة التضليل، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا إعلاميًا لكشف ملابسات الواقعة بشكل كامل. وأكد البيان أن الفحص والتحري أثبتا أن المشاجرة نشبت بسبب خلافات عائلية ناتجة عن علاقة عاطفية، نافيًا بشكل قاطع وجود أي دوافع طائفية وراءها. وأوضح البيان أن الإجراءات القانونية قد تم اتخاذها ضد جميع المشاركين في الشجار، مشددًا على أن أجهزة الأمن تتعامل بحزم مع كل ما من شأنه الإخلال بالأمن العام أو بث الشائعات التي تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع. وقد لاقى هذا التوضيح الرسمي دورًا محوريًا في تهدئة الرأي العام ووضع الأمور في نصابها الصحيح.




