دار الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي لزيارة مقامات الأولياء والصالحين
أعادت دار الإفتاء المصرية تأكيد موقفها الشرعي بشأن زيارة مقامات وأضرحة آل البيت والأولياء والصالحين، موضحةً أنها من الأمور المشروعة والمستحبة في الإسلام، ومستندةً في ذلك إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء. تأتي هذه التوضيحات في سياق الجدل الديني والمجتمعي المستمر حول هذه القضية، حيث تتباين الآراء بين من يراها قربة إلى الله ومن يعتبرها من البدع التي قد تفضي إلى الشرك.
![<h1>دار الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي لزيارة مقامات الأولياء والصالحين</h1><p>أعادت دار الإفتاء المصرية تأكيد موقفها الشرعي بشأن زيارة مقامات وأضرحة آل البيت والأولياء والصالحين، موضحةً أنها من الأمور المشروعة والمستحبة في الإسلام، ومستندةً في ذلك إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء. تأتي هذه التوضيحات في سياق الجدل الديني والمجتمعي المستمر حول هذه القضية، حيث تتباين الآراء بين من يراها قربة إلى الله ومن يعتبرها من البدع التي قد تفضي إلى الشرك.</p><h2>خلفية الجدل الفقهي</h2><p>تعتبر قضية زيارة القبور والأضرحة من المسائل التي شهدت اختلافًا واسعًا في وجهات النظر داخل العالم الإسلامي. فبينما يرى جمهور الفقهاء والعلماء عبر العصور، ومنهم علماء الأزهر الشريف، أن الزيارة جائزة ومشروعة إذا كانت للاتعاظ وتذكر الآخرة والدعاء للميت، فإن بعض التيارات، وخاصة السلفية، تتحفظ على زيارة أضرحة الأنبياء والصالحين على وجه الخصوص. يستند هذا التحفظ إلى الخشية من أن تتحول هذه الزيارات إلى ممارسات شركية، مثل التوسل المباشر بأصحاب القبور أو الطواف حولها أو الاعتقاد بأنهم يملكون نفعًا أو ضرًا من دون الله.</p><h2>التأصيل الشرعي لفتوى دار الإفتاء</h2><p>في فتواها، التي تعيد نشرها وتأكيدها بشكل دوري، استندت دار الإفتاء المصرية إلى مجموعة من الأدلة لتأسيس رؤيتها بجواز واستحباب الزيارة. من أبرز هذه الأدلة:</p><ul><li><strong>القرآن الكريم:</strong> تستشهد الدار بآيات تحث على المودة والمحبة لآل بيت النبي، مثل قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23]. وتعتبر أن زيارة مقاماتهم بعد وفاتهم هي شكل من أشكال التعبير عن هذه المودة.</li><li><strong>السنة النبوية:</strong> تستدل الدار بأحاديث نبوية عديدة، منها أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور قبور شهداء أُحد ويسلّم عليهم، كما علّم أصحابه دعاء زيارة القبور. ومن أشهر الأحاديث التي يُستند إليها في هذا السياق، حديث الثقلين الذي يوصي فيه النبي بالتمسك بكتاب الله وأهل بيته.</li><li><strong>فعل الصحابة والتابعين:</strong> تؤكد دار الإفتاء أن زيارة قبور الصالحين كانت ممارسة معروفة لدى الصحابة والتابعين ومن بعدهم عبر التاريخ الإسلامي، مما يجعلها جزءًا من الإجماع العملي للأمة.</li></ul><h2>ضوابط الزيارة المشروعة وشروطها</h2><p>مع تأكيدها على مشروعية الزيارة، تضع دار الإفتاء ضوابط صارمة لضمان عدم انحراف هذه الممارسة عن مقاصدها الشرعية. وتشدد على ضرورة التمييز بين الزيارة الجائزة والممارسات المحرمة التي قد تصاحبها. من أهم هذه الضوابط:</p><ul><li>أن تكون نية الزائر هي العبرة والاتعاظ، وتذكر الموت والآخرة، والدعاء للمتوفى.</li><li>يُحظر تمامًا أي فعل يُعد من مظاهر الشرك، مثل السجود للقبور، أو الطواف بها، أو تقديم القرابين لها، أو الاعتقاد بأن صاحب المقام ينفع أو يضر بذاته.</li><li>الدعاء والتوسل يكون إلى الله وحده، ويمكن للزائر أن يدعو الله في هذا المكان المبارك ببركة قربه من أحد الصالحين، لا أن يدعو الصالح نفسه.</li><li>ضرورة الالتزام بالآداب الإسلامية العامة أثناء الزيارة، وتجنب الممارسات التي تخالف الشرع كالاختلاط المذموم أو النياحة ولطم الخدود.</li></ul><h2>الأهمية والسياق المجتمعي</h2><p>يكتسب توضيح دار الإفتاء أهمية خاصة في مجتمعات مثل المجتمع المصري، حيث تشكل مقامات آل البيت والأولياء جزءًا لا يتجزأ من التراث الديني والثقافي. وتعد أضرحة الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرهم مزارات دينية رئيسية يرتادها الملايين سنويًا. وتهدف الفتوى إلى حماية هذا الموروث من جهة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والممارسات غير السليمة من جهة أخرى، لتقدم بذلك رؤية وسطية تجمع بين تعظيم شعائر الله ومحبة الصالحين، وبين الحفاظ على جوهر عقيدة التوحيد.</p>](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fd1070l6upf61hp.cloudfront.net%2Fmedia%2Fimages%2F2c1fd08f-fd06-4928-b8ad-8e11fa58b065.webp%3FExpires%3D1762353515%26Signature%3DWDgSxrl3DhGscaafuhFOad-KCnrf53sucfYtq3~6qnPhMtfLuPrziIED5Q18aokuNuWcXnDJMojoJYxXWxsdGlh-38Q0~4xyP8PXdkqF2I77PEbeDoT0EOOyOk4GZVG5vhdPPyi1Gi2EbQZXmjkD~y7~TXdWF0GwAaCP9YRWc6yKtRnhzlFScpQLpzDQi7LdSwc5xljdBOIoHCHsQ8g02sUekuPfpOg3Xb5EkV4tO4R-fYX63f4sN3uLD962rRZfs9pipkVGgHipw68Wp-KbBp4ofbGBsi820kEccQmnNnqO~7P~HUewTSQudIi3nNjlrowNbxmAMPQc8Q1EBZUkUg__%26Key-Pair-Id%3DK1QD0FFQU2OZI5&w=1200&q=75)
خلفية الجدل الفقهي
تعتبر قضية زيارة القبور والأضرحة من المسائل التي شهدت اختلافًا واسعًا في وجهات النظر داخل العالم الإسلامي. فبينما يرى جمهور الفقهاء والعلماء عبر العصور، ومنهم علماء الأزهر الشريف، أن الزيارة جائزة ومشروعة إذا كانت للاتعاظ وتذكر الآخرة والدعاء للميت، فإن بعض التيارات، وخاصة السلفية، تتحفظ على زيارة أضرحة الأنبياء والصالحين على وجه الخصوص. يستند هذا التحفظ إلى الخشية من أن تتحول هذه الزيارات إلى ممارسات شركية، مثل التوسل المباشر بأصحاب القبور أو الطواف حولها أو الاعتقاد بأنهم يملكون نفعًا أو ضرًا من دون الله.
التأصيل الشرعي لفتوى دار الإفتاء
في فتواها، التي تعيد نشرها وتأكيدها بشكل دوري، استندت دار الإفتاء المصرية إلى مجموعة من الأدلة لتأسيس رؤيتها بجواز واستحباب الزيارة. من أبرز هذه الأدلة:
- القرآن الكريم: تستشهد الدار بآيات تحث على المودة والمحبة لآل بيت النبي، مثل قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23]. وتعتبر أن زيارة مقاماتهم بعد وفاتهم هي شكل من أشكال التعبير عن هذه المودة.
- السنة النبوية: تستدل الدار بأحاديث نبوية عديدة، منها أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور قبور شهداء أُحد ويسلّم عليهم، كما علّم أصحابه دعاء زيارة القبور. ومن أشهر الأحاديث التي يُستند إليها في هذا السياق، حديث الثقلين الذي يوصي فيه النبي بالتمسك بكتاب الله وأهل بيته.
- فعل الصحابة والتابعين: تؤكد دار الإفتاء أن زيارة قبور الصالحين كانت ممارسة معروفة لدى الصحابة والتابعين ومن بعدهم عبر التاريخ الإسلامي، مما يجعلها جزءًا من الإجماع العملي للأمة.
ضوابط الزيارة المشروعة وشروطها
مع تأكيدها على مشروعية الزيارة، تضع دار الإفتاء ضوابط صارمة لضمان عدم انحراف هذه الممارسة عن مقاصدها الشرعية. وتشدد على ضرورة التمييز بين الزيارة الجائزة والممارسات المحرمة التي قد تصاحبها. من أهم هذه الضوابط:
- أن تكون نية الزائر هي العبرة والاتعاظ، وتذكر الموت والآخرة، والدعاء للمتوفى.
- يُحظر تمامًا أي فعل يُعد من مظاهر الشرك، مثل السجود للقبور، أو الطواف بها، أو تقديم القرابين لها، أو الاعتقاد بأن صاحب المقام ينفع أو يضر بذاته.
- الدعاء والتوسل يكون إلى الله وحده، ويمكن للزائر أن يدعو الله في هذا المكان المبارك ببركة قربه من أحد الصالحين، لا أن يدعو الصالح نفسه.
- ضرورة الالتزام بالآداب الإسلامية العامة أثناء الزيارة، وتجنب الممارسات التي تخالف الشرع كالاختلاط المذموم أو النياحة ولطم الخدود.
الأهمية والسياق المجتمعي
يكتسب توضيح دار الإفتاء أهمية خاصة في مجتمعات مثل المجتمع المصري، حيث تشكل مقامات آل البيت والأولياء جزءًا لا يتجزأ من التراث الديني والثقافي. وتعد أضرحة الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرهم مزارات دينية رئيسية يرتادها الملايين سنويًا. وتهدف الفتوى إلى حماية هذا الموروث من جهة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والممارسات غير السليمة من جهة أخرى، لتقدم بذلك رؤية وسطية تجمع بين تعظيم شعائر الله ومحبة الصالحين، وبين الحفاظ على جوهر عقيدة التوحيد.





