ديسربتك فنتشرز تضخ استثمارًا في شاري لتسريع تحولها إلى قطاع التكنولوجيا المالية
أعلنت شركة ديسربتك فنتشرز (Disrupt-X Ventures) مؤخرًا عن استثمارها في منصة التجارة الإلكترونية المغربية "شاري" (Chari)، في خطوة تهدف إلى دعم وتسريع تحول الأخيرة نحو قطاع التكنولوجيا المالية الواعد. يأتي هذا الاستثمار في وقت حرج حيث تسعى "شاري" لتحويل متاجر الأحياء الصغيرة في المغرب إلى نقاط وصول رئيسية للخدمات المالية، مستفيدة من شبكتها الواسعة وعلاقاتها القوية مع التجار. يُعتبر هذا التحول إيذانًا بمرحلة جديدة للشركة، تتجاوز فيها خدماتها اللوجستية والتجارية لتشمل حلولاً مالية متكاملة تُلبي احتياجات السوق المحلية.

خلفية شاري وتحولها نحو التكنولوجيا المالية
تأسست "شاري" في الأساس كمنصة لتجارة الجملة الإلكترونية، حيث ركزت على تسهيل عملية شراء المنتجات الاستهلاكية سريعة الحركة (FMCG) لأصحاب المتاجر الصغيرة والبقالات في الأحياء. من خلال تطبيقها الذكي، مكنت "شاري" آلاف التجار من طلب بضائعهم مباشرة من الموردين والشركات الكبرى، مع ضمان التوصيل إلى أبواب متاجرهم. وقد ساعد هذا النموذج على تبسيط سلاسل التوريد، وتحسين كفاءة العمليات، وتوفير الوقت والجهد على التجار الذين كانوا يعتمدون تقليديًا على وسطاء أو زيارات الأسواق المركزية.
ومع النجاح الذي حققته في بناء هذه الشبكة اللوجستية والتجارية، أدركت "شاري" فرصة فريدة لتوسيع نطاق خدماتها. فمتاجر الأحياء، على الرغم من بساطتها، تُعد نقاط التقاء اجتماعية واقتصادية حيوية في المجتمعات المحلية، وغالبًا ما تعمل ضمن إطار الاقتصاد غير الرسمي حيث يكون الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية محدودًا. هنا تبرز رؤية "شاري" الجديدة: تحويل هذه المتاجر إلى مراكز لتقديم الخدمات المالية الأساسية. وتشمل هذه الخدمات المدفوعات الرقمية، تحويل الأموال، وتوفير حلول ائتمانية مصغرة لأصحاب المتاجر أنفسهم أو لعملائهم. يهدف هذا التوجه إلى سد الفجوة في الشمول المالي، وتمكين الأفراد والشركات الصغيرة من الوصول إلى أدوات مالية ضرورية لنموهم اليومي.
تفاصيل الاستثمار والأهداف المستقبلية
يُعد استثمار ديسربتك فنتشرز في "شاري" إشارة واضحة على الثقة في نموذج عمل الشركة التحويلي وإمكاناتها الهائلة في سوق شمال إفريقيا. تُعرف ديسربتك فنتشرز بتركيزها على دعم الشركات الناشئة التي تُقدم حلولاً مبتكرة وتُعطل الصناعات التقليدية من خلال التكنولوجيا. ومن المتوقع أن تُستخدم الأموال التي ضختها ديسربتك فنتشرز لدعم استراتيجية "شاري" الطموحة في قطاع التكنولوجيا المالية، مما يُمكنها من تحقيق عدة أهداف رئيسية. تشمل هذه الأهداف تطوير مجموعة أوسع من المنتجات والخدمات المالية المبتكرة، والاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لدعم هذه الخدمات على نطاق واسع، وتوسيع فريق العمل المتخصص في مجال التكنولوجيا المالية. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل الاستثمار على تعزيز انتشار "شاري" الجغرافي داخل المغرب وخارجه، مما يُسهم في تسريع عملية تحولها من مجرد منصة تجارة إلكترونية إلى لاعب رئيسي ومؤثر في مشهد التكنولوجيا المالية الإقليمي.
الأثر والتطلعات المستقبلية
يحمل هذا التطور أهمية بالغة لعدة أطراف. بالنسبة لشركة "شاري"، يُمثل هذا الاستثمار دفعة قوية نحو تحقيق رؤيتها بأن تُصبح رائدة في مجال التكنولوجيا المالية في المغرب وشمال إفريقيا، مما سيُعزز قدرتها التنافسية وتقديم قيمة مضافة أكبر لعملائها من أصحاب المتاجر والمستهلكين. أما على صعيد السوق المغربي الأوسع، فإن توسع "شاري" في التكنولوجيا المالية يُعزز جهود الشمول المالي، خاصة في المناطق والقطاعات التي تُعاني من نقص الخدمات المصرفية التقليدية. من خلال تمكين متاجر الأحياء الصغيرة، تساهم "شاري" في رقمنة الاقتصاد المحلي وتوفير فرص جديدة للتجار لزيادة إيراداتهم وتنويع خدماتهم المقدمة للمجتمع.
كما يُظهر هذا الاستثمار جاذبية قطاع التكنولوجيا المالية المتنامي في المنطقة، ويُرسل إشارة إيجابية للمستثمرين الآخرين حول الإمكانات الهائلة للنمو والابتكار في شمال إفريقيا. ومع استمرار التحول الرقمي العالمي، من المرجح أن تلعب شركات مثل "شاري" دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الخدمات المالية، من خلال تقديم حلول تتناسب مع الاحتياجات المحلية وتحدياتها الفريدة، مما يُساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.





