البنك العربي ومتحف الأطفال يُطلِقان النسخة الثانية من مبادرة "فن التدوير"
في خطوة تعكس التزامًا متجددًا بتعزيز الوعي البيئي وتشجيع الممارسات المستدامة بين الأجيال الناشئة، أعلن البنك العربي ومتحف الأطفال في أوائل شهر أكتوبر 2023 عن إطلاق النسخة الثانية من مبادرتهما المشتركة "فن التدوير". تهدف هذه المبادرة التعليمية والتفاعلية إلى تمكين الأطفال من الفئة العمرية المستهدفة بالمعارف والمهارات العملية التي تدعم إعادة التدوير الإبداعي، مؤكدة على القيمة الجوهرية للحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل النفايات.

تأتي هذه النسخة الموسعة استجابة للنجاح الباهر الذي حققته الدورة الأولى من المبادرة، والتي شهدت إقبالاً واسعًا وتفاعلًا إيجابيًا من الأطفال وأسرهم. يرتكز برنامج "فن التدوير" على مبدأ تحويل المواد التي تُعد عادةً نفايات إلى أعمال فنية مبتكرة، مما يعلم الأطفال كيفية رؤية الإمكانات الكامنة في الأشياء المستعملة وكيفية إطالة عمرها الافتراضي من خلال إعادة الاستخدام والتدوير.
حول مبادرة "فن التدوير" وأهدافها
تُعد مبادرة "فن التدوير" منصة تعليمية فريدة تتجاوز المفاهيم النظرية لتقديم تجارب عملية وملموسة. تركز الورش التفاعلية التي تُقام ضمن المبادرة على تعليم الأطفال أسس إعادة التدوير، ولكن بطريقة مبتكرة وجذابة تشجع على الإبداع والتفكير النقدي. من خلال تحويل علب الكرتون، والزجاجات البلاستيكية، والأقمشة القديمة، وغيرها من المواد المُهملة إلى تحف فنية أو أدوات عملية، يتعلم المشاركون قيمة الحفاظ على البيئة ويطورون حسًا فنيًا ومهارات يدوية.
الأهداف الرئيسية للمبادرة تشمل:
- تعزيز الوعي البيئي: غرس أهمية حماية البيئة وتقليل البصمة الكربونية لدى الأطفال، وتعريفهم بمخاطر التلوث وتأثيره على كوكبنا.
- تنمية المهارات الإبداعية: تشجيع الأطفال على التفكير خارج الصندوق واستخدام خيالهم في تحويل المواد البسيطة إلى أعمال فنية معقدة، مما ينمي قدراتهم على حل المشكلات بطرق مبتكرة.
- بناء القدرات العملية: تزويد الأطفال بمهارات عملية في استخدام الأدوات والمواد بطرق آمنة ومبتكرة لإعادة التدوير، مما يمنحهم الثقة في قدراتهم اليدوية والفنية.
- نشر ثقافة الاستدامة: تعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري والاستهلاك المسؤول منذ الصغر، وتعليمهم كيف يمكن أن تسهم خياراتهم اليومية في بناء مستقبل مستدام.
- التعاون المجتمعي: بناء جسور التواصل بين المؤسسات المالية والتعليمية لخدمة المجتمع، وإظهار قوة الشراكات في تحقيق أهداف أوسع نطاقًا.
تفاصيل النسخة الثانية والمحتوى الجديد
من المتوقع أن تقدم النسخة الثانية من "فن التدوير" برنامجًا أكثر شمولاً وتنوعًا في ورش العمل، حيث قد تشمل مواد جديدة وتقنيات فنية متطورة لم تُغطَ في الدورة الأولى. تسعى المبادرة في دورتها الجديدة إلى الوصول إلى شريحة أوسع من الأطفال في مختلف المناطق، ربما من خلال زيادة عدد الورش أو توسيع نطاق المشاركة الجغرافية. تُقدم هذه الورش عادةً تحت إشراف متخصصين ومدربين يمتلكون خبرة واسعة في الفنون وإعادة التدوير، مما يضمن حصول الأطفال على توجيه احترافي وتجربة تعليمية غنية ومحفزة.
تتميز برامج متحف الأطفال بقدرتها على جعل التعلم ممتعًا وملهمًا، وهذا ينطبق بشكل خاص على ورش "فن التدوير". يتم تصميم الأنشطة لتكون مناسبة لمختلف الفئات العمرية داخل النطاق المستهدف، مع مراعاة المستويات المتفاوتة من المهارات والقدرات الذهنية والإبداعية. يُشجع الأطفال على العمل بشكل فردي وجماعي، مما يعزز مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية، بالإضافة إلى قدرتهم على التعبير عن أنفسهم من خلال الفن.
الشراكة بين البنك العربي ومتحف الأطفال: سياق وأهمية
تُبرز هذه الشراكة الاستراتيجية بين البنك العربي، كمؤسسة مالية رائدة ذات التزام راسخ بالمسؤولية المجتمعية للشركات (CSR)، ومتحف الأطفال، كمؤسسة تعليمية وثقافية بارزة، نموذجًا مثاليًا للتعاون الذي يخدم التنمية المستدامة. يعتبر البنك العربي مبادرات من هذا النوع جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيته للمسؤولية المجتمعية، والتي تركز على دعم قطاعات حيوية مثل التعليم والبيئة والصحة. يأتي هذا الاستثمار من إيمان البنك بأن الاستدامة ليست مجرد مفهوم بيئي، بل هي ضرورة اقتصادية واجتماعية تسهم في بناء مستقبل مزدهر للمجتمعات التي يخدمها.
من جانبه، يتوافق برنامج "فن التدوير" تمامًا مع رسالة متحف الأطفال في تقديم تجارب تعليمية تفاعلية وملهمة للأطفال، تهدف إلى إثارة فضولهم وتنمية قدراتهم على التفكير النقدي والإبداعي. تُمكن الشراكة المتحف من توسيع نطاق برامجه وتوفير موارد إضافية لتقديم محتوى عالي الجودة ومتاح لشريحة أوسع من المجتمع، مما يعكس الأهمية المتزايدة لدور المؤسسات الثقافية في معالجة القضايا العالمية مثل التغير المناخي وإدارة النفايات بطرق تعليمية ومبتكرة.
الأثر المتوقع للمبادرة على المدى الطويل
تتجاوز الآثار المتوقعة للنسخة الثانية من "فن التدوير" مجرد إنتاج أعمال فنية جميلة. يُتوقع أن تُسهم المبادرة في غرس قيم بيئية عميقة لدى الأطفال، مما يؤدي إلى تغييرات سلوكية إيجابية في حياتهم اليومية. عندما يتعلم الأطفال كيفية تحويل المواد المهملة إلى شيء ذي قيمة، فإنهم يطورون تقديرًا أكبر للموارد ويصبحون أكثر وعيًا بتأثير استهلاكهم على البيئة المحيطة بهم. هذه المهارات والمعارف ليست مقتصرة على الورش، بل تمتد لتؤثر على خياراتهم المستقبلية كمستهلكين ومواطنين.
على المدى الطويل، تُسهم هذه المبادرات في بناء جيل أكثر وعيًا بيئيًا ومستعدًا للمشاركة بفعالية في جهود الحفاظ على الكوكب. كما أنها تُعزز من دور الفن كوسيلة للتعبير عن القضايا البيئية والاجتماعية، وتُظهر كيف يمكن للمؤسسات من مختلف القطاعات أن تعمل معًا لإحداث فرق حقيقي وملموس في المجتمع. إن تكرار هذه المبادرة يؤكد على استدامتها وعلى القناعة الراسخة لدى الشريكين بأهمية الاستثمار في تعليم الأطفال لمستقبل أفضل، يسوده الوعي البيئي والممارسات المستدامة.





