البنك العربي ومتحف الأطفال يجددان شراكتهما في "فن التدوير" لتعزيز الوعي البيئي
أعلن البنك العربي مؤخرًا عن إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "فن التدوير"، وذلك بالتعاون المستمر مع متحف الأطفال. تهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ الوعي البيئي لدى الأطفال وتشجيعهم على الإبداع باستخدام المواد القابلة لإعادة التدوير بطرق مبتكرة وممتعة. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية للحد من الآثار السلبية للمخلفات على البيئة.
تعد المبادرة جزءًا أساسيًا من برنامج البنك العربي للمسؤولية المجتمعية بعنوان "معًا"، الذي يدعم المبادرات الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع المحلي، مع التركيز بشكل خاص على حماية البيئة.
تفاصيل المبادرة وأهدافها
تتمحور المبادرة حول تطوير وتنفيذ مجموعة من المعروضات والأنشطة الفنية التي تستخدم مواد صديقة للبيئة سبق إعادة تدويرها. ولهذا الغرض، تم تخصيص محطة لجمع أنواع مختلفة من المواد المستهلكة مثل الأوراق، المواد البلاستيكية، الأزرار، إطارات السيارات، الإكسسوارات، والمفاتيح. يشجع المشروع الزوار على جمع هذه المواد وإعادة استخدامها في تنفيذ أعمال فنية متنوعة ضمن إطار المبادرة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى المبادرة إلى تحفيز الأطفال وعائلاتهم على تبني مبدأ فرز المواد الزائدة وإعادة تدويرها في منازلهم، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من ممارساتهم اليومية، مما يعزز ثقافة الاستدامة على المدى الطويل.
أنشطة فنية تفاعلية
تتضمن المبادرة تنفيذ ورش عمل وأنشطة فنية تفاعلية متعددة داخل المتحف، مصممة خصيصًا للأطفال. من أبرز هذه الأنشطة:
- نشاط "ورود من الأردن": حيث يتعلم الأطفال كيفية استخدام عجينة الورق لإنشاء مجسمات كبيرة لأشهر الزهور البرية في الأردن، مثل السوسنة السوداء وشقائق النعمان، مما يربط الفن بالطبيعة المحلية.
- نشاط "قصاصات ولوحات": يتيح هذا النشاط للأطفال فرصة ابتكار لوحات فنية متنوعة باستخدام فن الكولاج، وذلك بالاستعانة بقصاصات الورق والقماش المتاح.
- نشاط "لوحة بلون واحد": يقوم فنانو المتحف، بالتعاون مع الزوار، بتحويل المواد المستعملة التي تم جمعها إلى عمل فني فريد ومميز، ليجسد هذا العمل الفني مفهوم الجمال المستدام الناتج عن إعادة التدوير ويبرز الإمكانيات الفنية للمواد المعاد تدويرها.
أهمية المبادرة وتصريحات
علقت السيدة سوسن الدلق، مديرة متحف الأطفال، على هذه المبادرة معربةً عن شكرها للبنك العربي على دعمه المستمر للمتحف وثقته في تأثيره الإيجابي على الزوار. وأكدت السيدة الدلق أن دعم البنك المتواصل للمبادرة للعام الثاني على التوالي يعكس أهميتها البالغة ودورها الفعال في التوعية بالقضايا البيئية. وشددت على أن هذه القضايا تشكل تحديًا متزايدًا يهدد سلامة الأجيال الحالية والمستقبلية إذا لم يتم التعامل معها بجدية ومسؤولية.
سياق التعاون: نبذة عن الشركاء
متحف الأطفال
يُعرف متحف الأطفال بأنه مؤسسة تعليمية غير ربحية تأسست عام 2007 بمبادرة من جلالة الملكة رانيا العبد الله. يضم المتحف أكثر من 195 معروضة تعليمية تفاعلية موزعة بين قاعاته الداخلية وساحته الخارجية، بالإضافة إلى مرافق تعليمية متكاملة تشمل المكتبة، استوديو الفن، مختبر الاختراع، والحديقة السرية. يقدم المتحف برامج تعليمية وفعاليات وعروضًا متنوعة على مدار العام، وقد استقبل منذ افتتاحه ما يزيد عن 4 ملايين زائر، مما يؤكد دوره الحيوي في تعليم الأطفال وإلهامهم.
البنك العربي وبرنامج "معًا" للمسؤولية المجتمعية
يتبنى البنك العربي استراتيجية شاملة ومتكاملة في مجال الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، تعكس التزامه بتعزيز أثره الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. يعمل البنك بشكل وثيق مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. يُعد برنامج البنك العربي للمسؤولية المجتمعية "معًا" أحد أبرز ثمار هذا التوجه، وهو برنامج متعدد الأوجه يهدف إلى تطوير وتنمية جوانب متنوعة من المجتمع من خلال مبادرات وأنشطة تسهم في خدمة قطاعات حيوية تشمل الصحة، مكافحة الفقر، حماية البيئة، التعليم، دعم الأيتام، وتمكين المرأة.
تؤكد هذه الشراكة بين البنك العربي ومتحف الأطفال على أهمية العمل المشترك بين القطاع الخاص والمؤسسات الثقافية والتعليمية لغرس قيم الاستدامة والمسؤولية البيئية في الأجيال الناشئة، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر وعيًا وصديقًا للبيئة.





