البنك العربي ومتحف الأطفال يطلقان الموسم الثاني من مبادرة "فن التدوير"
أعلن البنك العربي، بالتعاون مع متحف الأطفال، عن إطلاق الموسم الثاني من مبادرة "فن التدوير"، وهي مبادرة تعليمية وتفاعلية تهدف إلى غرس الوعي البيئي وتشجيع ثقافة إعادة التدوير لدى الأطفال في الفئة العمرية ما بين 6 و12 عامًا. وتأتي هذه الخطوة استمرارًا للنجاح الذي حققه الموسم الأول العام الماضي، وتأكيدًا على التزام المؤسستين بتعزيز التنمية المستدامة والمساهمة الفعالة في بناء جيل واعٍ بيئيًا. بدأت فعاليات الموسم الثاني في مطلع هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أسابيع، مقدمةً تجارب تعليمية ممتعة ومفيدة للمشاركين.

خلفية المبادرة وأهدافها
تعتبر مبادرة "فن التدوير" جزءًا لا يتجزأ من برنامج البنك العربي للمسؤولية المجتمعية "معاً"، الذي يركز على دعم المبادرات الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، ومن أبرزها حماية البيئة. وقد لاقت النسخة الأولى من المبادرة، التي أُطلقت العام الماضي، إقبالًا واسعًا ونجاحًا كبيرًا في تحقيق أهدافها الأولية، حيث تمكنت من الوصول إلى مئات الأطفال، وشجعتهم على استكشاف الإمكانيات الإبداعية للمواد المعاد تدويرها. ومن هذا المنطلق، قررت المؤسستان تجديد التعاون لمواصلة هذا النهج البناء. يكمن الهدف الأساسي للمبادرة في تجاوز مجرد تعليم الأطفال عن إعادة التدوير إلى تمكينهم من استخدام المواد المستهلكة بطرق فنية مبتكرة وممتعة، ما يساهم في الحد من النفايات ويقلل من آثارها الضارة على البيئة، مع تعزيز مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات لديهم.
تفاصيل الموسم الثاني والأنشطة المقترحة
يتضمن الموسم الثاني من مبادرة "فن التدوير" مجموعة واسعة من الورش التدريبية والأنشطة التفاعلية المصممة خصيصًا لتناسب الفئة العمرية المستهدفة. ستركز الورش على تعليم الأطفال كيفية تحويل المواد المنزلية الشائعة التي يتم التخلص منها، مثل الزجاجات البلاستيكية، والعلب الكرتونية، والأقمشة القديمة، والأوراق المستعملة، إلى أعمال فنية فريدة ومفيدة. على سبيل المثال، ستتضمن بعض الورش تعليم الأطفال تصميم مجسمات ثلاثية الأبعاد باستخدام الكرتون، أو صناعة ألعاب تعليمية من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها، أو حتى تزيين أوانٍ للنباتات باستخدام مواد مهملة. سيتم إشراك الأطفال في عمليات جمع وفصل المواد، ثم توجيههم خطوة بخطوة في مراحل التصميم والتنفيذ، تحت إشراف متخصصين وفنانين في متحف الأطفال. يُتوقع أن تختتم المبادرة بمعرض صغير لأعمال الأطفال الفنية، يسلط الضوء على إبداعاتهم ويحتفي بجهودهم.
أهمية الشراكة بين البنك العربي ومتحف الأطفال
تعد الشراكة بين البنك العربي ومتحف الأطفال ركيزة أساسية لنجاح هذه المبادرة. يقدم البنك العربي الدعم المالي واللوجستي اللازم لتنفيذ الأنشطة، وذلك ضمن التزامه الراسخ بالمسؤولية المجتمعية. بينما يوفر متحف الأطفال البيئة التعليمية المثالية والخبرات التربوية والفنية المتخصصة التي تضمن تقديم المحتوى بطرق شيقة ومحفزة للأطفال. يمتلك المتحف سجلًا حافلًا في تنظيم البرامج التعليمية غير التقليدية التي تجمع بين المتعة والفائدة، مما يجعله الشريك الطبيعي لمبادرة بهذا الحجم. يعكس هذا التعاون رؤية مشتركة في بناء مستقبل أفضل من خلال الاستثمار في الأجيال الناشئة وتعليمهم قيم الاستدامة والابتكار.
دور برنامج "معاً" في تحقيق التنمية المستدامة
تجسد مبادرة "فن التدوير" أحد أبرز ركائز برنامج البنك العربي للمسؤولية المجتمعية "معاً"، الذي أطلقه البنك بهدف المساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي والعالمي. لا يقتصر برنامج "معاً" على دعم المبادرات البيئية فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات حيوية أخرى مثل التعليم، والصحة، وتمكين الشباب، ودعم المجتمعات المحلية. من خلال هذا البرنامج الشامل، يسعى البنك العربي إلى إحداث فرق إيجابي ومستدام في حياة الأفراد والمجتمعات التي يخدمها. ويُشير المسؤولون في البنك إلى أن اختيار البيئة كمحور رئيسي للعديد من مبادرات "معاً" ينبع من الإدراك العميق للتحديات البيئية العالمية وأهمية البدء في معالجتها من خلال التوعية المبكرة للأجيال الجديدة.
التأثير المتوقع والمستقبل
من المتوقع أن تسهم النسخة الثانية من مبادرة "فن التدوير" في تعزيز الوعي البيئي بشكل أكبر بين الأطفال وعائلاتهم، وتشجيع ممارسات إعادة التدوير في المنازل والمجتمعات. صرحت السيدة رنا حداد، مديرة دائرة المسؤولية المجتمعية في البنك العربي (اسم ومسمى وظيفي افتراضي)، بأن: "الاستثمار في الوعي البيئي للأطفال هو استثمار في مستقبل مستدام. نحن فخورون بتجديد شراكتنا مع متحف الأطفال لمواصلة هذه المبادرة الملهمة التي لا تعلمنا فحسب، بل تلهم أطفالنا ليكونوا وكلاء للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم." من جانبها، أضافت الدكتورة نور الكيلاني، المديرة العامة لمتحف الأطفال (اسم ومسمى وظيفي افتراضي)، قائلة: "المتحف ملتزم بتوفير تجارب تعليمية مبتكرة تجمع بين المتعة والفائدة. مبادرة "فن التدوير" تجسد هذا الالتزام من خلال دمج الفن والتعليم البيئي بطريقة تجذب الأطفال وتنمي فيهم حس المسؤولية تجاه كوكبنا." يسعى البنك العربي ومتحف الأطفال إلى جعل هذه المبادرة حدثًا سنويًا، مع التخطيط لتوسيع نطاقها وتقديم محتوى جديد في المواسم القادمة ليشمل شرائح أوسع من الأطفال والمجتمعات، بما يعكس التزامهم طويل الأمد تجاه الاستدامة البيئية والتنمية المجتمعية.





