رئيس النجم الساحلي التونسي يتخذ قرارًا مفاجئًا عقب الإقصاء من الكونفيدرالية
في تطور مفاجئ هز الأوساط الرياضية التونسية، أعلن رئيس النادي الرياضي الساحلي، السيد عثمان جنيح، عن قرار حاسم مساء أمس، الأربعاء، وذلك في أعقاب الخروج المخيب للآمال للفريق من مسابقة كأس الكونفيدرالية الإفريقية. يأتي هذا القرار في خضم حالة من الاستياء العام التي سادت جماهير النجم الساحلي ومحبيه، بعد فشل الفريق في تحقيق طموحاته القارية هذا الموسم.

القرار المفاجئ وتفاصيله
تمثلت الخطوة المفاجئة للرئيس جنيح في إنهاء التعاقد مع المدرب الرئيسي للفريق، السيد مهدي النفطي، وطاقمه الفني المعاون. وقد جرى الإعلان عن هذا القرار فور اجتماع عاجل لمجلس إدارة النادي، حيث جرى تقييم شامل لمسيرة الفريق الأخيرة ونتائجه في مختلف المسابقات. وأشارت مصادر مقربة من النادي إلى أن هذا القرار كان نتيجة مباشرة للضغط الجماهيري والإداري بعد الأداء غير المقنع للفريق.
أوضح بيان صادر عن النادي أن إنهاء التعاقد جاء بالتراضي بين الطرفين، مع تقديم الشكر للمدرب على الفترة التي قضاها على رأس الإدارة الفنية. وعُزي القرار إلى عدم قدرة الطاقم الفني على تحقيق الأهداف المرجوة، خاصة على الصعيد القاري، وهو ما تجلى بوضوح في وداع مسابقة الكونفيدرالية من أدوارها المبكرة، رغم الاستثمارات الكبيرة التي جرى ضخها لتعزيز صفوف الفريق قبل انطلاق الموسم.
خلفية الأحداث: وداع الكونفيدرالية
لم يتمكن النجم الساحلي من تجاوز دور المجموعات في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، وهي المسابقة التي كان يعول عليها النادي كثيرًا لإعادة أمجاده القارية. وقد جاء الإقصاء بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة، بلغت ذروتها في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، حيث فشل الفريق في تحقيق الفوز المطلوب على أرضه ووسط جماهيره ليضمن التأهل إلى الدور ربع النهائي. كانت التوقعات مرتفعة للغاية قبل انطلاق البطولة، نظراً لتاريخ النادي العريق في المسابقات الإفريقية ولجودة اللاعبين الذين تم التعاقد معهم.
تلقى الفريق خسارة قاسية في إحدى المباريات الحاسمة بدور المجموعات، الأمر الذي عقد موقفه بشكل كبير وجعله يعتمد على نتائج الفرق الأخرى. ومع صافرة النهاية للمباراة الأخيرة، تأكد خروج النجم الساحلي، لتتصاعد الأصوات المطالبة بالتغيير الجذري على كافة المستويات، إدارياً وفنياً. وقد وُصف هذا الإقصاء بأنه أحد أسوأ المشاركات للنادي في السنوات الأخيرة من حيث النتائج والطموحات.
مسار النجم الساحلي الأخير
يعيش النجم الساحلي فترة من عدم الاستقرار النسبي على مدار المواسم القليلة الماضية، حيث تكررت تغييرات المدربين بوتيرة سريعة. ورغم فوزه بلقب الدوري التونسي الممتاز في الموسم الماضي، إلا أن الأداء العام للفريق هذا الموسم في البطولة المحلية، وإن كان جيداً، لم يرق إلى مستوى الطموحات القارية. وقد شهد النادي صعوبات في الحفاظ على المستوى الثابت والأداء المقنع في جميع المباريات، مما أثر على ثقة الجماهير والإدارة.
قبل التعاقد مع النفطي، مر النجم الساحلي بتجارب تدريبية مختلفة لم يكتب لأي منها النجاح الكامل في تحقيق الاستقرار المنشود والعودة بقوة إلى منصات التتويج الإفريقية. وتُعد هذه التغييرات المتكررة مؤشراً على التحديات الكبيرة التي تواجه النادي في سعيه لاستعادة هيمنته محلياً وقارياً.
تداعيات القرار وردود الفعل
لاقى قرار إقالة المدرب مهدي النفطي ردود فعل متباينة بين جماهير النجم الساحلي. ففي حين رأى البعض أنه قرار حتمي وضروري بعد الإقصاء من الكونفيدرالية، تعبيراً عن حالة الغضب من الأداء، اعتبر آخرون أن التغيير المستمر في الطواقم الفنية لا يصب في مصلحة استقرار الفريق على المدى الطويل. وأبدت فئة من الجماهير دعمها لخطوة الرئيس جنيح، مؤكدة على ضرورة اتخاذ قرارات جريئة لتصحيح المسار.
على الصعيد الداخلي للنادي، من المتوقع أن يؤثر هذا التغيير على معنويات اللاعبين، خاصة أنهم كانوا يرتبطون بعلاقة جيدة مع المدرب السابق. ومع ذلك، فإن الإدارة تأمل أن يبعث هذا القرار روحاً جديدة في الفريق ويحفزه على تقديم أداء أفضل في بقية منافسات الموسم، وتحديداً في الدوري التونسي وكأس تونس.
أهمية القرار ومستقبل النادي
يمثل هذا القرار نقطة تحول مفصلية في مسيرة النجم الساحلي هذا الموسم. فباعتباره أحد أبرز الأندية في تونس وإفريقيا، فإن أي قرار بحجم تغيير المدرب بعد إقصاء قاري يحمل في طياته رسائل واضحة حول طموحات النادي وعدم التهاون مع النتائج غير المرضية. إن هذا القرار يؤكد على جدية الإدارة في التعامل مع التحديات والسعي الدائم نحو التميز.
أمام النجم الساحلي الآن مهمة عاجلة تتمثل في البحث عن مدرب جديد قادر على لم شمل الفريق وإعادته إلى طريق الانتصارات، مع التركيز على استكمال الموسم المحلي بنجاح وضمان مشاركة قارية في الموسم المقبل. ويتطلع أنصار النادي إلى رؤية خطة واضحة لإعادة بناء الفريق وتقوية صفوفه، بما يضمن المنافسة بقوة على الألقاب في المستقبل القريب واستعادة المكانة التي تليق بتاريخ النجم الرياضي الساحلي العريق.





