رئيس الوزراء المصري يتابع تطوير منطقة "درب اللبانة" مع التأكيد على الهوية التاريخية
في إطار المتابعة المستمرة للمشروعات القومية الكبرى، أجرى رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، جولة تفقدية حديثة لمتابعة سير العمل في مشروع تطوير وإحياء منطقة "درب اللبانة"، الواقعة في محيط قلعة صلاح الدين الأيوبي. تأتي هذه الجولة ضمن جهود الدولة المصرية الأوسع لإعادة إحياء القاهرة التاريخية، وهي المبادرة التي تهدف إلى استعادة الرونق الحضاري والمعماري للمناطق الأثرية بالعاصمة والحفاظ على طابعها الفريد.

خلفية المشروع وأهدافه الاستراتيجية
تُعد منطقة "درب اللبانة" واحدة من المناطق ذات القيمة التاريخية العميقة في قلب القاهرة القديمة، حيث تتميز بنسيجها العمراني المتفرد وقربها من معالم أثرية بارزة. إلا أن المنطقة عانت على مر العقود من الإهمال والتدهور العمراني، مما أثر سلباً على مبانيها التراثية وبنيتها التحتية. يهدف المشروع الحالي إلى معالجة هذا الوضع عبر خطة تطوير شاملة ومتكاملة.
تتضمن أهداف المشروع الرئيسية ما يلي:
- الترميم الدقيق للواجهات المعمارية للمباني التاريخية بما يتوافق مع طرازها الأصلي.
- تطوير شبكات البنية التحتية الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات.
- إزالة المباني العشوائية والمنشآت غير الآمنة التي تشوه المنظر العام وتهدد السلامة.
- إعادة توظيف بعض المباني بعد ترميمها لتصبح منشآت سياحية وثقافية، مثل الفنادق التراثية الصغيرة، وورش الحرف اليدوية، والمراكز الثقافية، مما يسهم في خلق فرص عمل وجذب الاستثمارات.
تفاصيل الجولة والتوجيهات الرئيسية
خلال جولته، التي رافقه فيها عدد من المسؤولين المعنيين، من بينهم وزير السياحة والآثار ومحافظ القاهرة، استمع الدكتور مدبولي إلى شرح مفصل حول مراحل تنفيذ المشروع ونسب الإنجاز التي تم تحقيقها. وقد شدد رئيس الوزراء على مجموعة من التوجيهات الحاسمة لضمان تنفيذ المشروع على أكمل وجه.
أبرز توجيهات مدبولي تمثلت في ضرورة الالتزام الكامل بالحفاظ على الهوية التاريخية والطابع المعماري الأصيل للمنطقة. وأكد على أهمية استخدام مواد بناء وتقنيات ترميم تتناسب مع القيمة الأثرية للمباني، مع تجنب أي تدخلات قد تمس من أصالتها. كما وجه بضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة للمشروع، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة في التنفيذ ليكون المشروع نموذجاً يحتذى به في باقي مناطق القاهرة التاريخية.
الأهمية والسياق الأوسع للمشروع
لا تقتصر أهمية مشروع تطوير "درب اللبانة" على كونه مجرد عملية ترميم عمراني، بل يمثل جزءاً لا يتجزأ من رؤية استراتيجية أوسع تتبناها الدولة المصرية. هذه الرؤية تهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على التراث الثقافي الذي لا يقدر بثمن، وبين متطلبات التنمية الحضرية المستدامة. يُنظر إلى مشروع إحياء القاهرة التاريخية، المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، على أنه استثمار في المستقبل يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
من خلال تحويل هذه المناطق التاريخية إلى مراكز جذب حيوية، تسعى الحكومة إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل القومي، فضلاً عن تحسين جودة حياة السكان المحليين وتوفير بيئة حضرية صحية وآمنة، مع الحفاظ على ذاكرة الأمة وتراثها للأجيال القادمة.





