رابطة دوري السلة الأميركي توافق بالإجماع على بيع حصة أغلبية في لوس أنجلوس ليكرز بـ 10 مليارات دولار
أقر مجلس محافظي رابطة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA) بالإجماع، يوم الخميس، صفقة بيع حصة أغلبية من أسهم فريق لوس أنجلوس ليكرز، إحدى أبرز وأنجح الفرق الرياضية في العالم، وذلك بصفقة قدرت قيمتها بنحو 10 مليارات دولار أميركي. تعد هذه الصفقة علامة فارقة في عالم اقتصاديات الرياضة، مما يسلط الضوء على النمو الهائل في قيمة الامتيازات الرياضية الكبرى ويضع معياراً جديداً في هذا القطاع.

الخلفية التاريخية والمالية
يتمتع فريق لوس أنجلوس ليكرز بتاريخ عريق يمتد لأكثر من سبعة عقود، وقد تأسس في عام 1947 ليصبح بسرعة أحد الكيانات الرياضية الأكثر شهرة ونجاحاً في تاريخ دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين. يشتهر الفريق بسجله الحافل بالبطولات والنجوم الأسطوريين الذين ارتدوا قميصه، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة ومخلصة على مستوى العالم. تتخذ الليكرز من مدينة لوس أنجلوس، وهي أحد أكبر الأسواق الإعلامية والترفيهية في العالم، مقراً لها، ما يعزز من مكانته كعلامة تجارية رياضية ذات قيمة استثنائية.
لطالما كانت ملكية الليكرز تحت سيطرة عائلة باس منذ عام 1979، عندما اشترى الأسطوري جيري باس الفريق. بعد وفاته في عام 2013، انتقلت الملكية والإدارة إلى أبنائه، مع تولي جيني باس قيادة العمليات الرئيسية. تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية لبيع حصة الأغلبية في سياق يهدف إلى استقطاب استثمارات جديدة وضمان استمرارية النمو والتوسع في عصر يشهد فيه عالم الرياضة تطورات سريعة وتنافسية شديدة.
تفاصيل الصفقة والموافقة
على الرغم من عدم الكشف الرسمي عن هوية المشتري أو المجموعة المستثمرة التي استحوذت على حصة الأغلبية بشكل كامل حتى الآن، إلا أن المصادر تشير إلى أنها كيانات استثمارية ذات قدرة مالية ضخمة تسعى للاستفادة من القيمة المتزايدة للفرق الرياضية الكبرى. تمت عملية الموافقة على الصفقة من قبل مجلس محافظي الـ NBA بعد مراجعة دقيقة وشاملة لضمان استيفاء المشتري الجديد لجميع المعايير والمتطلبات الصارمة التي تضعها الرابطة، بما في ذلك الخلفية المالية والأخلاقية. يشير التصويت بالإجماع إلى ثقة الرابطة المطلقة في أن هذه الصفقة ستعود بالنفع الكبير على الليكرز والدوري ككل.
تُقدر قيمة الصفقة الإجمالية بنحو 10 مليارات دولار، وهو رقم يمثل رقماً قياسياً جديداً لتقييم فريق رياضي أميركي، ويتجاوز بكثير الصفقات الأخيرة لفرق رياضية أخرى في مختلف الدوريات. هذه القيمة الاستثنائية لا تعكس فقط الأصول المادية الملموسة للفريق، بل تشمل أيضاً قوته الهائلة كعلامة تجارية عالمية، وحقوقه الإعلامية المستقبلية المربحة، وقدرته الفريدة على تحقيق الإيرادات من مصادر متعددة مثل مبيعات التذاكر، والبضائع الرسمية، وعقود الرعاية والشراكات الكبرى.
الأهمية والتداعيات
- التأثير المالي على الدوري: ترسي هذه الصفقة الضخمة معياراً جديداً وغير مسبوق لتقييم فرق الدوري الاميركي للمحترفين، مما يعزز بشكل كبير من القيمة الإجمالية للرابطة ككل. من المرجح أن يؤثر هذا التقييم المرتفع على مفاوضات حقوق البث المستقبلية، وكذلك على أي خطط توسع محتملة للرابطة، حيث ستزداد تكلفة الامتيازات الجديدة بشكل كبير جداً.
- مستقبل فريق ليكرز: يمكن أن تؤدي الملكية الجديدة إلى ضخ رأس مال إضافي وحيوي في جميع عمليات الفريق، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية المتطورة، وتطوير المواهب الشابة واللاعبين، وتعزيز القدرة التنافسية للفريق على المدى الطويل. قد يشهد الفريق أيضاً تغييرات في الإدارة أو التوجه الاستراتيجي العام، مع الحفاظ على هويته الأساسية المتجذرة.
- الموقع السوقي للفرق الرياضية: تؤكد صفقة الليكرز القياسية على الجاذبية المتزايدة للاستثمار في الفرق الرياضية الكبرى، التي أصبحت تُعتبر أصولاً استثمارية مستقرة ومربحة للغاية في ظل النمو المتواصل لصناعة الترفيه والرياضة على مستوى العالم. هذا يسلط الضوء على أن الفرق الرياضية لم تعد مجرد كيانات ترفيهية، بل أصبحت شركات ضخمة ذات قدرة هائلة على توليد الإيرادات والأرباح.
تُعد صفقة بيع حصة الأغلبية في لوس أنجلوس ليكرز بقيمة 10 مليارات دولار حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، حيث تعكس قوة العلامة التجارية المذهلة للفريق والدوري الأميركي للمحترفين. من المتوقع أن تُحدث هذه الصفقة تأثيراً كبيراً ودائماً على المشهد المالي والرياضي، ليس فقط في كرة السلة، بل في عالم الرياضات الاحترافية بأكمله، مرسيةً معايير جديدة لقيم الفرق وربحيتها.





