رضا عبد العال: ودّيتا إيران وأوزبكستان لن تفيدا المنتخب المصري
في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية المصرية خلال الأيام الماضية، أعرب النجم الكروي السابق والمحلل الرياضي المعروف رضا عبد العال عن رأيه الصريح بأن المنتخب المصري الأول لكرة القدم لن يحقق أي استفادة تذكر من مواجهتيه الوديتين المرتقبتين ضد منتخبي إيران وأوزبكستان، والمقرر إقامتهما في شهر نوفمبر المقبل. تأتي هذه التصريحات لتضع تساؤلات حول جدوى الإعداد الحالي للفراعنة ومدى ملائمته للتحديات القادمة.

خلفية التصريحات وأهميتها
يُعد رضا عبد العال، نجم الأهلي والزمالك السابق، شخصية معروفة بآرائه الجريئة والمباشرة التي غالبًا ما تثير النقاشات الساخنة في الإعلام الرياضي المصري. يتميز بأسلوبه النقدي الذي لا يخشى من تحدي القرارات الرسمية أو التوجهات السائدة، مما يمنح تصريحاته وزنًا خاصًا لدى قطاع عريض من الجماهير والمتابعين. تأتي هذه الانتقادات في فترة حساسة يستعد فيها المنتخب المصري لاستئناف مشواره في تصفيات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، حيث تتطلع الجماهير إلى رؤية فريق قادر على المنافسة بقوة. تكتسب أهمية هذه المباريات الودية كونها تمثل الفرصة الأخيرة للجهاز الفني لاختبار اللاعبين والخطط قبل الدخول في الارتباطات الرسمية الحاسمة.
حجج عبد العال: لماذا لا يرى فائدة؟
يستند عبد العال في رأيه إلى عدة محاور رئيسية، يرى من خلالها أن المنتخب لن يقطف ثمارًا حقيقية من هاتين المواجهتين. أولًا، يشكك في مستوى المنافسين، معتبرًا أن منتخبي إيران وأوزبكستان، رغم كونهما من فرق القارة الآسيوية المحترمة، لا يقدمان النوعية التي يحتاجها المنتخب المصري لمواجهة خصومه الأفارقة. يرى أن أسلوب لعبهما قد لا يتناسب مع التحديات البدنية والفنية التي تنتظر الفراعنة في التصفيات الأفريقية، حيث تتميز الكرة الأفريقية بالاندفاع والقوة البدنية والتكتيكات المختلفة.
ثانيًا، يرى أن تخصيص معسكر كامل ومباراتين دوليتين لمواجهة خصوم لا يقدمون قيمة مضافة يعتبر إهدارًا للوقت والجهد والفرصة الثمينة. فبدلاً من التركيز على تطوير جوانب محددة في أداء الفريق أو اختبار لاعبين جدد في ظروف مشابهة للبطولات الرسمية، قد تتحول هذه المباريات إلى مجرد استعراض لا يحمل أهدافًا تكتيكية عميقة.
ثالثًا، شدد عبد العال على ضرورة اختيار خصوم أقوياء وذوي طابع أفريقي أو دولي مرموق، ممن يمتلكون سجلات قوية وتكتيكات متنوعة، لضمان استفادة قصوى للمنتخب. بالنسبة له، يجب أن تكون المباريات الودية بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الفريق على التعامل مع الضغوط والمستويات العالية، وهو ما يعتقد أنه لن يتحقق بمواجهة إيران وأوزبكستان.
استعدادات المنتخب المصري والجدول الزمني
يسعى المنتخب المصري، تحت قيادة جهازه الفني، إلى تحقيق أقصى استفادة من التوقفات الدولية لإعداد الفريق بالشكل الأمثل لمواصلة حملته نحو التأهل إلى البطولات الكبرى، وفي مقدمتها كأس الأمم الأفريقية القادمة وكأس العالم. عادةً ما تهدف المباريات الودية إلى تحقيق أهداف متعددة، منها: بناء الانسجام بين اللاعبين، اختبار تكتيكات جديدة، تقييم أداء اللاعبين الجدد أو العائدين من الإصابات، وأخيرًا، تحسين التصنيف الدولي للفيفا. يرى البعض أن حتى المباريات ضد منتخبات أقل تصنيفًا يمكن أن تكون مفيدة لاختبار عمق التشكيلة ومنح الفرصة للاعبين الاحتياطيين. ومع ذلك، تبقى مسألة اختيار الخصوم الوديين محط نقاش دائم بين المحللين الرياضيين.
ردود الأفعال المحتملة في الأوساط الرياضية
من المتوقع أن تثير تصريحات رضا عبد العال ردود فعل متباينة في الوسط الرياضي. فبينما قد يتفق معه البعض من المحللين والجماهير، خاصة أولئك الذين يطالبون دائمًا بمواجهات قوية وذات قيمة فنية عالية، قد يرى آخرون أن هذه الانتقادات مبالغ فيها. يدافع المدافعون عن خيارات الجهاز الفني غالبًا عن أن أي مباراة دولية هي فرصة ثمينة لا تقدر بثمن، وأن الأهم ليس قوة المنافس بقدر ما هو تحقيق الأهداف الفنية المحددة سلفًا. كما يمكن أن يُنظر إلى هذه المباريات على أنها فرصة لتجربة عدد أكبر من اللاعبين أو لتطبيق أساليب لعب مختلفة، بعيدًا عن ضغوط المباريات الرسمية. وقد يصدر رد غير مباشر من الاتحاد المصري لكرة القدم أو الجهاز الفني للمنتخب، مؤكدين على أن اختيار هذه المنتخبات جاء بناءً على دراسة فنية وتقييم للفوائد المتوقعة.
الأثر على خطط المنتخب المستقبلية
بغض النظر عن مدى صحة أو خطأ وجهة نظر رضا عبد العال، فإن تصريحات كهذه تساهم بلا شك في إشعال النقاش حول استراتيجية إعداد المنتخب المصري. تضع هذه الانتقادات ضغطًا إضافيًا على الجهاز الفني والاتحاد الكروي، لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المباريات الودية، ليس فقط على المستوى الفني ولكن أيضًا على مستوى إقناع الجماهير والمتابعين. في النهاية، سيتم تقييم مدى جدوى هذه الوديتين بناءً على الأداء في المباريات الرسمية اللاحقة، وهو ما سيحدد ما إذا كانت رؤية عبد العال قد أصابت كبد الحقيقة أم أن الجهاز الفني كان يرى الصورة كاملة بشكل مختلف. الجماهير المصرية تعلق آمالاً كبيرة على منتخبها، وتنتظر رؤية أداء مشرف في البطولات القادمة.





