روبينيو: نجم السيتي السابق يروي تفاصيل حياته خلف القضبان
عاد اسم اللاعب البرازيلي الدولي السابق روبينيو، واسمه الكامل روبسون دي سوزا، ليتصدر عناوين الأخبار مؤخرًا، ليس بسبب إنجازاته الكروية التي سطرها في ملاعب أوروبا والبرازيل، بل بسبب تفاصيل مثيرة كشفها عن حياته اليومية خلف أسوار سجن تريميمبي في ساو باولو بالبرازيل. يأتي هذا بعد أشهر قليلة من صدور حكم قضائي نهائي بإلزامه قضاء عقوبة السجن لمدة تسع سنوات، بعد إدانته بتهمة الاغتصاب الجماعي التي تعود أحداثها إلى عام 2013 في إيطاليا.

خلفية القضية وتداعياتها
شهدت مسيرة روبينيو الكروية تألقًا كبيرًا، حيث مثل أندية عريقة مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وإيه سي ميلان، بالإضافة إلى نادي سانتوس البرازيلي الذي نشأ فيه. إلا أن مسيرته لطختها حادثة وقعت في 22 يناير 2013، حين كان يلعب لصالح إيه سي ميلان. اتُهم روبينيو وعدد من رفاقه بالاعتداء الجنسي الجماعي على فتاة ألبانية تبلغ من العمر 23 عامًا في ملهى ليلي بمدينة ميلانو الإيطالية.
توالت الإجراءات القانونية في إيطاليا لسنوات. في عام 2017، صدر حكم ابتدائي بإدانته بالسجن لمدة تسع سنوات. ورغم استئناف الدفاع، أيدت محكمة الاستئناف الحكم في عام 2020. وصلت القضية إلى أعلى درجات التقاضي في إيطاليا، حيث رفضت محكمة النقض الإيطالية طعنه الأخير في يناير 2022، مما جعل الحكم نهائيًا وواجب النفاذ.
نظرًا لأن الدستور البرازيلي لا يسمح بتسليم المواطنين البرازيليين إلى دول أخرى، واجهت إيطاليا صعوبة في تنفيذ الحكم. تقدمت إيطاليا بطلب إلى البرازيل لتنفيذ العقوبة داخل الأراضي البرازيلية. وبعد مداولات قانونية مكثفة، وافقت المحكمة العليا للعدل في البرازيل (STJ) في مارس 2024 على طلب إيطاليا، وأمرت روبينيو ببدء تنفيذ عقوبته في البرازيل. تم اعتقال اللاعب السابق في 21 مارس 2024 في منزله بمدينة سانتوس، ونُقل إلى سجن تريميمبي.
تفاصيل الحياة خلف القضبان
في مقابلات حديثة، تحدث روبينيو عن جوانب من يومياته داخل السجن، مقدمًا لمحة عن الحياة التي يعيشها نجم كرة قدم سابق بعد مسيرة حافلة. يُعرف سجن تريميمبي في ولاية ساو باولو بكونه مخصصًا لاستقبال شخصيات عامة أو سجناء رفيعي المستوى، مما يوفر بعض الظروف المختلفة عن السجون العادية، ولكنها تظل بيئة سجن صارمة.
- الاستيقاظ المبكر: عادة ما يبدأ اليوم في وقت مبكر من الصباح.
- الأنشطة اليومية: يُسمح للسجناء بالمشاركة في أنشطة مثل المشي في الفناء، والقراءة، ومشاهدة التلفاز في أوقات محددة.
- العمل داخل السجن: أشارت بعض التقارير إلى احتمال مشاركته في أعمال صيانة خفيفة أو مهام أخرى داخل السجن، وهي ممارسات شائعة تهدف إلى إشغال السجناء وتأهيلهم.
- الزيارات العائلية: يُسمح له بزيارات من عائلته، مما يوفر له بعض التواصل مع العالم الخارجي.
على الرغم من إدانته النهائية، واصل روبينيو نفي التهم الموجهة إليه، مؤكدًا براءته في تصريحات سابقة. وقد أثرت هذه التجربة بشكل كبير على حالته النفسية، كما هو متوقع لأي شخص يجد نفسه في مثل هذا الموقف، إلا أنه يحاول التأقلم مع الوضع الجديد.
أهمية القضية وتأثيرها
تكتسب قضية روبينيو أهمية كبيرة لعدة أسباب. أولاً، إنها تسلط الضوء على مسؤولية الشخصيات العامة، وتؤكد أن العدالة يمكن أن تطال الجميع بغض النظر عن شهرتهم أو مكانتهم الاجتماعية. ثانيًا، تمثل هذه القضية سابقة قانونية مهمة في البرازيل، حيث أن قرار المحكمة العليا بتنفيذ حكم أجنبي داخل البلاد يعزز التعاون القضائي الدولي ويؤكد التزام البرازيل بالاتفاقيات الدولية.
كما أنها تثير نقاشات أوسع حول العنف الجنسي وضرورة محاسبة الجناة، مما يعكس تحولًا في الوعي المجتمعي تجاه مثل هذه الجرائم. يتابع الرأي العام، وخاصة عشاق كرة القدم، هذه التطورات عن كثب، حيث تمثل نهاية مأساوية لمسيرة لاعب كان يومًا رمزًا للموهبة الكروية البرازيلية.





