روني يصف ديربي الشمال الغربي بـ'الكراهية' قبل مواجهة ليفربول ويونايتد
في تصريحات تعكس حدة التنافس التاريخي بين قطبي كرة القدم الإنجليزية، وصف واين روني، أسطورة نادي مانشستر يونايتد، الأجواء المحيطة بمباريات فريقه السابق ضد غريمه ليفربول بأنها تتسم بـ"الكراهية الحقيقية". تأتي هذه التصريحات، التي أدلى بها روني في الفترة التي سبقت إحدى المواجهات المرتقبة بين الفريقين، لتسلط الضوء مجددًا على الطبيعة الفريدة والمشحونة لواحدة من أكبر المواجهات في عالم الرياضة، والتي تتجاوز أبعادها مجرد المنافسة على النقاط الثلاث.

جذور العداء التاريخي
لفهم عمق هذه المواجهة، يجب العودة إلى أبعد من المستطيل الأخضر. ينبع التنافس في الأصل من القرن التاسع عشر، حين كانت مدينتا ليفربول ومانشستر مركزين صناعيين عالميين. كانت ليفربول ميناءً بحريًا مهيمنًا، بينما كانت مانشستر عاصمة صناعة النسيج. بلغ التنافس الاقتصادي ذروته مع بناء قناة مانشستر الملاحية في عام 1894، والتي سمحت للسفن بالوصول مباشرة إلى مانشستر وتجاوز أرصفة ليفربول، مما أثر اقتصاديًا على المدينة الساحلية وأشعل عداءً اجتماعيًا وثقافيًا انتقل لاحقًا إلى ملاعب كرة القدم.
صراع على زعامة الكرة الإنجليزية
على الصعيد الرياضي، يمثل الناديان أنجح فريقين في تاريخ إنجلترا. هيمن ليفربول على الساحة المحلية والأوروبية خلال السبعينيات والثمانينيات، محققًا أرقامًا قياسية في عدد الألقاب. ومع وصول المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون إلى مانشستر يونايتد، بدأ فصل جديد من الصراع. كان هدف فيرغسون المعلن هو "إزاحة ليفربول عن عرشه"، وهو ما نجح في تحقيقه على مدار عقدين من الزمن، حيث تجاوز يونايتد رقم ليفربول في عدد بطولات الدوري، ليصبح الصراع على الألقاب هو المحرك الأساسي للعداء في العصر الحديث.
شهادة روني من قلب الحدث
تكتسب كلمات واين روني أهمية خاصة لكونه لاعبًا عاش هذا الصراع من منظورين؛ أولًا كمشجع لنادي إيفرتون، الغريم التقليدي لليفربول في المدينة، وثانيًا كقائد وهداف تاريخي لمانشستر يونايتد. أوضح روني أن هذا العداء يختلف عن أي منافسة أخرى، بما في ذلك ديربي مانشستر ضد مانشستر سيتي. فبينما يصف التنافس مع سيتي بأنه رياضي بحت، يرى أن المواجهة مع ليفربول تحمل أبعادًا شخصية واجتماعية أعمق، حيث يشعر اللاعبون والمشجعون بوجود "كراهية خالصة" متبادلة بين الناديين والمدينتين.
الأبعاد الحالية للمواجهة
في السنوات الأخيرة، شهد التنافس تحولات جديدة. مع عودة ليفربول إلى قمة كرة القدم الأوروبية والمحلية تحت قيادة المدرب يورغن كلوب، وفترة التحديات التي مر بها مانشستر يونايتد بعد اعتزال فيرغسون، اكتسبت المواجهات طابعًا مختلفًا. ورغم تباين مستوى الفريقين في بعض الفترات، بقيت المباريات بينهما تحتفظ بأهميتها القصوى وشحنتها العاطفية، حيث يمثل كل لقاء فرصة لإثبات التفوق وتأكيد الهيمنة التاريخية. إن تصريحات لاعبين سابقين بحجم روني تظل تذكيرًا دائمًا بأن ديربي الشمال الغربي ليس مجرد مباراة، بل هو فصل متجدد في قصة طويلة من الصراع الصناعي والثقافي والرياضي.





