ريمونتادا تاريخية في الدوري السعودي: الاتحاد يقلب تأخره برباعية إلى تعادل مثير 4-4 مع الخليج
في واحدة من أكثر المباريات إثارة ودراماتيكية في موسم دوري روشن السعودي للمحترفين، نجح نادي اتحاد جدة في تحقيق عودة استثنائية أمام مضيفه الخليج، ليحول تأخره بنتيجة 4-0 إلى تعادل بنتيجة 4-4. أقيمت المباراة يوم الخميس، 16 مايو 2024، على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، ضمن منافسات الجولة الثانية والثلاثين من البطولة، وشهدت أحداثًا متقلبة أبقت الجماهير على أعصابها حتى اللحظات الأخيرة.

تفاصيل الشوط الأول الصادم
بدأت المباراة بسيطرة مفاجئة وكاملة من قبل فريق الخليج الذي استغل حالة عدم التركيز الدفاعي لدى فريق الاتحاد. افتتح التسجيل اللاعب خالد ناري من ركلة جزاء في الدقيقة التاسعة، ليمنح أصحاب الأرض تقدمًا مبكرًا. ولم يدم الأمر طويلاً حتى أضاف المدافع الأرجنتيني ليساندرو لوبيز الهدف الثاني في الدقيقة 29، مستغلاً ارتباكًا في منطقة جزاء الاتحاد. استمر الضغط الهجومي لفريق الخليج، وتمكن اللاعب فابيو مارتينز من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 39. وقبل نهاية الشوط الأول بلحظات، عاد ليساندرو لوبيز ليسجل هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع، لينتهي الشوط الأول بتقدم كبير ومريح للخليج بنتيجة 4-0، وهي نتيجة بدت وكأنها حسمت مصير اللقاء بشكل نهائي.
انتفاضة الاتحاد في الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني، أجرى مدرب الاتحاد، مارسيلو غاياردو، تغييرات تكتيكية أعادت بعض التوازن للفريق. وعلى الرغم من صعوبة الموقف، بدأ لاعبو الاتحاد في الضغط بحثًا عن تقليص الفارق. جاء الهدف الأول للاتحاد في الدقيقة 66 عن طريق اللاعب مهند الشنقيطي، الذي أعطى فريقه بصيص أمل. زادت ثقة لاعبي الاتحاد بعد الهدف الأول، وتحصل الفريق على ركلة جزاء في الدقيقة 75، انبرى لها المهاجم الشاب طلال حاجي ونجح في تسجيلها، لتصبح النتيجة 4-2. اشتعلت المباراة في دقائقها الأخيرة، حيث تمكن فيصل الغامدي من تسجيل الهدف الثالث للاتحاد في الدقيقة 83، ليقرب فريقه من تحقيق عودة شبه مستحيلة. وفي الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، وفي آخر أنفاس المباراة، خطف اللاعب مروان الصحفي هدف التعادل القاتل، ليكمل "الريمونتادا" المذهلة ويعلن نهاية المباراة بالتعادل 4-4.
السياق وأهمية النتيجة
جاءت هذه المباراة في وقت حاسم لكلا الفريقين. بالنسبة لنادي الاتحاد، حامل لقب الموسم الماضي، فإن هذا التعادل، على الرغم من طعمه البطولي، شكّل ضربة جديدة لآماله في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمسابقات الآسيوية، حيث عانى الفريق من موسم متذبذب شهد غياب لاعبين مؤثرين مثل كريم بنزيما وعبد الرزاق حمد الله في فترات مختلفة. أما بالنسبة لنادي الخليج، فقد كانت هذه النقطة كافية لضمان بقائه رسميًا في دوري روشن للمحترفين للموسم المقبل، وهو ما يمثل تحقيقًا للهدف الرئيسي للفريق هذا الموسم. وقد أظهرت المباراة الروح القتالية الكبيرة لدى لاعبي الاتحاد، ولكنها في الوقت ذاته كشفت عن مشاكل دفاعية عميقة عانى منها الفريق طوال الموسم.





